انطلقت أعمال المنتدى العالمي السنوي لتغذية الطفل في دورته العشرين، والذي تستضيفه تونس لأول مرة، اليوم، بحضور أكثر من 300 مشارك يمثلون 50 بلداً، ويناقشون على مدى 5 أيام الأمن الغذائي للأطفال.
ويعدّ المؤتمر أكبر مؤتمر دولي حول التغذية على الصعيد العالمي، وهي المرة الأولى التي ينتظم في بلد عربي.
ويأتي المؤتمر لتبادل التجارب والخبرات وتقديم المساعدات التقنية ودعم البلدان التي تسعى إلى تنفيذ برامج التغذية المدرسية، بحضور ممثلين عن الحكومات والأمم المتحدة والجامعات.
وقال رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، إنّ المنتدى العالمي للتغذية المدرسية محطة دولية وفرصة مهمة لمناقشة الملفات المرتبطة بالتغذية المدرسية، والارتقاء بالتغذية التي تعد رافداً للتنمية، مبيناً أنّ اختيار تونس لاستضافة هذا المنتدى مهم جداً في تقديم المساعدات الإنسانية للفئات الهشة والضعيفة، وتطوير البرامج وخدمة المؤسسات التربوية.
وأضاف الشاهد أن تونس سخّرت كل الإمكانيات لنشر العلم، والقضاء على الجهل والأمية، وتمكين الأطفال التونسيين من الالتحاق بالمدارس، وتعزيز الخيارات الوطنية في هذا المجال، ما ساهم في رفع مؤشر التعليم في البلاد إلى نحو مائة في المائة.
وأشار إلى أن توفير خدمات مدرسية تتلاءم وتطلعات التلميذ يعدّ رافداً من روافد المنظومة المدرسية، خصوصاً وأن المطعم المدرسي يتجاوز مجرد فضاء ليتحول إلى إطار لتنشيط الحياة المدرسية وجعل التلميذ أكثر تعايشاً وقادراً على الاهتمام بصحته.
من جهته، قال وزير التربية حاتم بن سالم لـ"العربي الجديد" إن التلميذ التونسي يستحق وجبة مدرسية أفضل، ولا يمكن مواصلة التعامل مع الطعام في المدرسة بطريقة "رعوانية". لذلك، فإن تونس، وانطلاقاً من هذا المؤتمر، ستسعى إلى تحسين الخدمات والتطور نحو الأفضل، على حد قوله. وفي منطقة زغوان، ستقدم تجربة جديدة تتمثل في تركيز مطعم مدرسي سيكون النقطة التي تجمع بقية المطاعم المجاورة.
وأفاد بن سالم بأنّ هذا المنتدى يحضره نائب رئيس نيجيريا وأكثر من 20 وزير تربية والمدير التنفيذي لبرنامج التغذية العالمي وممثلين عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، والاتحاد الأفريقي وممثلين عن العديد الشركات الكبرى لتغذية.
وذكر أنه يوجد 350 ألف تلميذ معني بالوجبات المدرسية بين ثانوي وابتدائي في تونس، وألفي مطعم مدرسي، و330 مبيتاً للتلاميذ، مضيفاً أن الطفل الذي لا يتغذى جيداً لا يمكنه استيعاب المعلومات. لذلك، هناك حرص على دعم الوجبات المدرسية ومضاعفة الاعتمادات المسخرة للوجبات الغذائية. في السابق، كانت الدولة تخصص 24 مليون دينار للمطاعم المدرسية. لكن في ميزانية 2019، سيتم تخصيص 48 مليون دينار مع الحرص على المزيد من الشفافية والمراقبة والحد من التجاوزات التي لم يعد مسموحاً بها في ما يتعلق بالغذاء المدرسي.
وتابع بن سالم أن تونس تسعى إلى تكوين مجمعات تعنى بالمدراس الابتدائية التي تضم أقل من 600 تلميذ بهدف تحسين الخدمات. ويشير إلى أن التغذية المدرسية يجب أن تكون في صلب المنظومة التربوية. لذلك، تسعى تونس إلى إعادة النظر في المنظومة ككل وهيكلة المطاعم المدرسية. ويؤكد انتداب 300 طباخاً خلال هذا العام، وإنشاء البنك الغذائي المدرسي، على أن تعاين منظمات دولية هذه التجربة.
من جهة أخرى، أكدّ ممثل عن وزير التربية العراقية محمد رشيد محمد، لـ"العربي الجديد": أن البرنامج يهدف إلى "تغذية أطفال المدارس في مختلف البلدان العربية، وتبادل الخبرات العربية، والتركيز على العوامل النفسية التي تلعب دوراً مهماً". أضاف أن التلميذ يعد الركيزة الأساسية لبناء المجتمع. وكلما كان التلميذ ناجحاً، كلما كان المجتمع ناجحاً".
وبيّن أنه في ظل انتشار الفكر الإرهابي الإجرامي في العراق، والذي عاث في البلاد فساداً، فإن توجه برنامج الغذاء العالمي كان تحديد البوصلة وتوجيه الفكر إلى الاتجاه الصحيح، وإنشاء جيل جديد مثقف وواعٍ. وأوضح أن البرنامج نفذ في عدد من المناطق العراقية، وشمل 149 مدرسة وأضيف ستة آلاف تلميذ في إطار برنامج شامل.
بدوره، قال المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ديفيد بزلي، أنّ هناك ذكريات تتعلق بالغذاء المدرسي وأطفال الأغنياء والفقراء يجتمعون على الطاولة نفسها، ما يكرس عدالة اجتماعية وتعايشاً سلمياً ومساواة وصولاً لبناء مستقبل آمن. وبيّن أن هذا الأمر مهم لتحسين أوضاع الأطفال، لافتاً إلى أن نواباً في الكونغرس الأميركي مهتمون بالأمر.
