رحلة جزائرية لنيل شهادتي البكالوريا والدكتوراه في سنّ متأخرة

30 اغسطس 2017
حلم الالتحاق بالجامعة الجزائرية يتحقق (توماس تروشيل/Getty)
+ الخط -
يظن البعض أن الفشل في التعليم أو العمل لا يمكن تداركه، ويتداول العرب أمثالا شعبية عدة تسفه من رغبات كبار السن في استكمال التعليم، أو العمل في مجالات لا تناسبهم، لكن عددا من الجزائريين تحدوا ظروفهم وواقع مجتمعهم لتحقيق النجاح.

"من التجارب نتعلم، ومن العثرات نعرف الخطوة التالية"، هكذا تقول باحثة دكتوراه علم النفس الجزائرية، نادية محمود (49 سنة)، والتي حصلت على البكالوريا في سن التاسعة والثلاثين. تقول نادية لـ"العربي الجديد": "قصتي تليق بكتاب أو رواية، أو سموها كما تشاؤون، وصلت إلى هذه المرحلة العمرية وما زلت أبحث عن العلم، بعد أن قطعت شوطا طويلا للحصول على البكالوريا".

قصة السيدة الجزائرية نموذج لحالة اجتماعية غير شائعة، وكما روت لـ"العربي الجديد"، فإنها من ولاية قسنطينة، مدينة الجسور المعلقة الشهيرة بمدينة "صالح باي"، التي ينتمي إليها أيضاً العلامة الراحل، عبدالحميد بن باديس، مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

تقول: "أفضل أن أنتمي للمدينة تنسب لهذين الشخصيتين (صالح باي وعبدالحميد بن باديس)، كلاهما أثر في شخصيتي، فالأول حاكم مدينة الجسور المعلقة، والثاني عالم من علمائها الأفذاذ بفضله تشبثت بالحلم. تعالوا لأحكي لكم عن حلمي، مازلت في هذا السن ألهث بحثا عن أساتذة لتعليمي فنون البحث العلمي، ما زلت تحسبا لتحضير شهادة الدكتوراه، أقول للجميع وبأعلى صوتي: لا أعرف، أريد أن أتعلم، ضحك كثيرون عندما قررت العودة لمقاعد الدراسة، وخوض امتحان شهادة البكالوريا في سن الأربعين".

وتضيف "كانوا يرددون (كي شاب علقولو الحجاب)، إشارة إلى أنني أدرس البكالوريا في سن متأخرة، بل تهكم البعض قائلين: إذا لم تحصلي على البكالوريا أعيديها مرة أخرى مادمت تريدين ذلك، وآخرون يرون أنني أضيع الوقت فقط".

الظروف الاجتماعية دفعت نادية إلى خوض التجربة، وحصلت على الشهادة لتدرس تخصصا تحبه، وها هي اليوم في سن قارب الخمسين تجهز نفسها للاحتفال بإنجاز بحث الدكتوراه في موضوع يحتاجه آلاف الجزائريين، وهو "مرض الزهايمر وعلاقته بالحالة الاجتماعية والنفسية للفرد داخل الأسرة".

المساهمون