موجة حرّ شديدة في العراق... والنازحون أكثر المتضررين

18 يوليو 2017
الخيم لا تقي النازحين (إمراح يورولماز/الأناضول)
+ الخط -


للأسبوع الثالث على التوالي تتواصل موجة الحرّ الشديدة في العراق مسجلة معدلات قياسية بلغت أكثر من 55 درجة مئوية في عدد من مدن البلاد، وزادت من معاناة السكان النازحين في المخيمات في صحراء نينوى والأنبار أو القاطنين في هياكل ومبانٍ قديمة لا تتوفر فيها الكهرباء والماء البارد.

وسجلت مدينة خانقين شمال شرقي العاصمة بغداد أعلى درجة حرارة في البلاد وصلت إلى 55 درجة مئوية، أي أعلى من نصف درجة الغليان. في حين سجل قضاء بدرة في محافظة واسط جنوب العراق 50 درجة مئوية، والعمارة جنوب شرقي البلاد 52 درجة مئوية.

وحذرت وزارة الصحة العراقية المواطنين في بيان اليوم الثلاثاء من موجة الحرّ الشديدة التي تضرب البلاد، منبّهة من التعرض لضربة شمس تسبب حالات مرضية وإغماء وفقدانا لسوائل الجسم.

ووجه الناطق الإعلامي لوزارة الصحة، الدكتور سيف البدر، تحذيره للمواطنين من التعرض لأشعة الشمس المباشرة خاصة في أوقات الذروة ما بين الساعة 11 صباحاً ؤالخامسة عصراً.

وذكر بيان سابق لهيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي صدر مع دخول موجة الحر أن "الطقس سيكون حاراً في المناطق الشمالية والوسطى بعد تعرض البلاد لامتداد المنخفض الجوي الحراري الموسمي".

وأوضح البيان أن "الحرارة في بعض المناطق الجنوبية من العراق سترتفع إلى أكثر من 50 درجة مئوية".

بدورها، اتخذت وزارة النفط احتياطات وقائية خلال موجة الحرّ، ووجهت كوادرها لإغلاق محطات تعبئة الوقود خلال وقت الذروة للموجة في ساعات النهار الواحدة ظهرا والرابعة عصرا، تجنباً لحدوث حرائق. في حين ناشدت وزارة الكهرباء المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة خلال موجة الحر، في وقت تعرضت فيه شبكات الطاقة لأعطال وحرائق متوسطة نتيجة الأحمال الزائدة.





ودعت مديرية الدفاع المدني العامة لجانها كافة إلى شن حملة واسعة في الدوائر والمؤسسات لفحص معدات الأمن والسلامة وتقييم عملها، استباقا لحدوث أي طارئ، ونشر دوريات في الأسواق المزدحمة لتسهيل وصول سيارات الإطفاء في حال حصول حرائق.

ويعدّ النازحون في المخيمات الأكثر تضرراً على الإطلاق من موجة الحرّ، خصوصا في المناطق الصحراوية الجافة ومع شحّ المساعدات الإنسانية، وانعدام وسائل التبريد وتقطع الطاقة الكهربائية.

وذكرت مصادر طبية أن العديد من النازحين في مخيمات الرمادي وعامرية الفلوجة والموصل أصيبوا بحالات إغماء لأن الخيام لا تحميهم من أشعة الشمس المحرقة.

وقال الناشط المدني عبيدة العاني: "إن النازحين في المخيمات يعانون بشدة من موجة الحرّ، فالخيمة عبارة عن قطعة من القماش لا تقي ساكنيها من أشعة الشمس المحرقة وسط المناطق الصحراوية".

ويضيف العاني لـ"العربي الجديد"، "إن حملات تطوعية بادر بها عشرات الشباب وعدد من المنظمات الإنسانية استهدفت توزيع قوالب الثلج ومياه الشرب على النازحين في المخيمات للتخفيف من معاناتهم، ولكن ضعف الإمكانيات لا يمكننا من تغطية احتياجات المخيمات كافة".

ويستخدم النازحون في مخيماتهم وسائل بدائية جداً لتخفيف شدة الحرّ منها تبليل قطع قماش بالماء ووضعها على رؤوسهم، واستخدام المراوح اليدوية المصنوعة من سعف النخيل "المهفة" لتحريك الهواء حول وجوههم، في حين يصاب بعض الأطفال بالإغماء.

وسجل العراق أول حالة وفاة بسبب الحر قبل يومين، إذ توفيت طالبة في المرحلة الثانوية في بغداد خلال أدائها الامتحانات النهائية بعد تعرضها للاختناق بسبب عدم وجود وسائل تبريد في قاعات الامتحان. لكن وزارة التعليم التزمت الصمت.


المساهمون