يوماً بعد يوم، تزداد نسبة هجرة الأطباء السوريين إلى الخارج، وتزداد معها المشاكل. إذ باتت البلاد تفتقر إلى العدد الكافي من الأطباء المتخصّصين، ما يؤدي إلى تراجع الخدمات الصحية وزيادة الأمراض. وليس سرّاً أن الكثير من الأطبّاء السوريين يرغبون في الخروج من البلاد، خصوصاً أنّهم يعانون من جرّاء ضغوط العمل والظروف المعيشيّة الصعبة في مناطق عدّة، عدا عن خطر القصف والملاحقات في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
مؤخّراً، قال نقيب أطباء سورية، عبد القادر حسن، لإحدى الصحف المحلية، إن "نقابة الأطباء فصلت نحو 150 طبيباً بتهمة التعامل مع مسلحي المعارضة، إضافة إلى فصل أكثر من ألف طبيب هاجروا بوسائل غير نظامية، ولم يسدّدوا رسوم النقابة". ويشير إلى أنّ عدد الأطباء الذين غادروا البلاد بطرق نظامية عبر معابر النظام بلغ 5 آلاف طبيب، موضحاً أنّ معظمهم يرغبون في إتمام دراساتهم العليا في الدول التي غادروا إليها.
ووصل عدد الأطباء السوريين المسجلين في نقابة الأطباء في سورية، باستثناء قوائم الفصل، إلى 33 ألف طبيب، 20 في المائة منهم غادروا البلاد، وفقاً لحسن. والنتيجة هي خسارة عدد من المدن السورية كوادر طبية، أبرزها حلب، التي كانت تحتضن عدداً كبيراً من الأطباء. في الواقع الجديد هذا، يضطر المواطنون إلى البحث عن أطباء من أصحاب التخصّص والكفاءة في مناطق أخرى.
في هذا السياق، يقول نبيل صبحي بيك، وهو طبيب يعمل في مجال التسويق في حلب، إنّه "بين عامي 2011 و2016، انخفض عدد الأطباء المسجّلين في قوائمنا، استناداً إلى جولاتنا الميدانية"، مضيفاً أن عدد الأطباء الذين يعملون في حلب انخفض إلى 30 في المائة. ويوضح أن تواجد الأطباء بات يقتصر على مراكز المدن، وينعدم تقريباً في الأرياف والقرى المحيطة.
وتعدّ مناطق سيطرة المعارضة من أكثر المناطق التي تفتقر إلى الأطباء من أصحاب التخصّص في الوقت الحالي، بسبب الخطر الذي يحيط بالعاملين فيها. وخلال السنوات الماضية، تعمّدت قوات النظام استهداف المراكز الطبية والمستشفيات التي يعملون فيها. ووفقاً للشبكة السورية، قتل 167 شخصاً على الأقل من الكوادر الطبية خلال العام الماضي وحده. وتقدّر مصادر محليّة عدد الأطباء المتواجدين حالياً في مناطق سيطرة المعارضة ببضع مئات فقط.
اقــرأ أيضاً
أحد أبرز الأسباب التي قد تدفع الأطباء السوريّين إلى الهجرة، هو القتل المتعمد والاعتقال على أيدي قوات النظام، ما يؤدي إلى مقتل واختفاء المئات، عدا عن حوادث الخطف من قبل عصابات مجهولة بهدف الحصول على المال. أمرٌ واجهه الطبيب النسائي مسعف الحجي. يقول: "على مدى 17 عاماً، عملت بين مدينتي حلب وإدلب، وبنيت مستشفى صغيراً للتوليد.
ومع تدهور الأوضاع في البلاد، لم أفكّر في الهجرة أبداً". يضيف أنّه في عام 2014، اختطفت عصابة ابنه البكر لمدة 11 يوماً، وطلبت فدية قدرها عشرة ملايين ليرة "ما اضطرّني إلى بيع المستشفى ودفع المبلغ المطلوب لأفرادها. في وقت لاحق، أرسلت ابني إلى خارج البلاد. وبعد أشهر، نجوت بأعجوبة من محاولة خطف من قبل سيارة كانت تلاحقني، فقررت الهجرة وعائلتي إلى ألمانيا".
وتعدّ ألمانيا إحدى أكثر الدول الأوروبيّة التي تسهّل وصول الأطباء السوريين إليها والعمل فيها. تقول إحسان عز، وهي طبيبة متخصّصة في الأمراض الداخليّة في ألمانيا، إنّ "معظم الأطباء السوريّين الوافدين إلى ألمانيا هم من الشباب المتخرجين حديثاً، والذين لم يتخصّصوا بعد"، لافتة إلى أنّ الدافع المشترك بينهم هو تأمين ظروف عمل جيدة. وحتّى بالنسبة لأولئك الأقلّ عرضة للأخطار، فقد بات العمل في المستشفيات السورية مرهقا وصعبا جداً هذه الأيام. على سبيل المثال، يضطرّ الأطباء للعمل ساعات طويلة جداً لتعويض النقص في عدد الأطباء. تضيف أنه في المستشفى الذي عملت فيه لبعض الوقت في سورية، كانت تضطر إلى مراجعة ملفات نحو 100 مريض يومياً.
وتشير عز إلى أن القطاع الصحي السوري بات يفتقر إلى تخصصات عدة. بشكل عام، يصعب على المواطنين إيجاد أطباء متخصّصين في الكلى والمسالك البولية، والجراحة، وأمراض السرطان، وغيرها. وغالباً ما يضطر آلاف المرضى في سورية إلى السفر مسافات طويلة بحثاً عن طبيب متخصص، قد يكون مقيماً في حمص أو اللاذقية أو دمشق. ولا شك أن هذه الأزمة تزيد من هموم السوريّين، الذين قد لا يحصلون على العلاج المناسب بسبب نقص الأطباء.
اقــرأ أيضاً
مؤخّراً، قال نقيب أطباء سورية، عبد القادر حسن، لإحدى الصحف المحلية، إن "نقابة الأطباء فصلت نحو 150 طبيباً بتهمة التعامل مع مسلحي المعارضة، إضافة إلى فصل أكثر من ألف طبيب هاجروا بوسائل غير نظامية، ولم يسدّدوا رسوم النقابة". ويشير إلى أنّ عدد الأطباء الذين غادروا البلاد بطرق نظامية عبر معابر النظام بلغ 5 آلاف طبيب، موضحاً أنّ معظمهم يرغبون في إتمام دراساتهم العليا في الدول التي غادروا إليها.
ووصل عدد الأطباء السوريين المسجلين في نقابة الأطباء في سورية، باستثناء قوائم الفصل، إلى 33 ألف طبيب، 20 في المائة منهم غادروا البلاد، وفقاً لحسن. والنتيجة هي خسارة عدد من المدن السورية كوادر طبية، أبرزها حلب، التي كانت تحتضن عدداً كبيراً من الأطباء. في الواقع الجديد هذا، يضطر المواطنون إلى البحث عن أطباء من أصحاب التخصّص والكفاءة في مناطق أخرى.
في هذا السياق، يقول نبيل صبحي بيك، وهو طبيب يعمل في مجال التسويق في حلب، إنّه "بين عامي 2011 و2016، انخفض عدد الأطباء المسجّلين في قوائمنا، استناداً إلى جولاتنا الميدانية"، مضيفاً أن عدد الأطباء الذين يعملون في حلب انخفض إلى 30 في المائة. ويوضح أن تواجد الأطباء بات يقتصر على مراكز المدن، وينعدم تقريباً في الأرياف والقرى المحيطة.
وتعدّ مناطق سيطرة المعارضة من أكثر المناطق التي تفتقر إلى الأطباء من أصحاب التخصّص في الوقت الحالي، بسبب الخطر الذي يحيط بالعاملين فيها. وخلال السنوات الماضية، تعمّدت قوات النظام استهداف المراكز الطبية والمستشفيات التي يعملون فيها. ووفقاً للشبكة السورية، قتل 167 شخصاً على الأقل من الكوادر الطبية خلال العام الماضي وحده. وتقدّر مصادر محليّة عدد الأطباء المتواجدين حالياً في مناطق سيطرة المعارضة ببضع مئات فقط.
أحد أبرز الأسباب التي قد تدفع الأطباء السوريّين إلى الهجرة، هو القتل المتعمد والاعتقال على أيدي قوات النظام، ما يؤدي إلى مقتل واختفاء المئات، عدا عن حوادث الخطف من قبل عصابات مجهولة بهدف الحصول على المال. أمرٌ واجهه الطبيب النسائي مسعف الحجي. يقول: "على مدى 17 عاماً، عملت بين مدينتي حلب وإدلب، وبنيت مستشفى صغيراً للتوليد.
ومع تدهور الأوضاع في البلاد، لم أفكّر في الهجرة أبداً". يضيف أنّه في عام 2014، اختطفت عصابة ابنه البكر لمدة 11 يوماً، وطلبت فدية قدرها عشرة ملايين ليرة "ما اضطرّني إلى بيع المستشفى ودفع المبلغ المطلوب لأفرادها. في وقت لاحق، أرسلت ابني إلى خارج البلاد. وبعد أشهر، نجوت بأعجوبة من محاولة خطف من قبل سيارة كانت تلاحقني، فقررت الهجرة وعائلتي إلى ألمانيا".
وتعدّ ألمانيا إحدى أكثر الدول الأوروبيّة التي تسهّل وصول الأطباء السوريين إليها والعمل فيها. تقول إحسان عز، وهي طبيبة متخصّصة في الأمراض الداخليّة في ألمانيا، إنّ "معظم الأطباء السوريّين الوافدين إلى ألمانيا هم من الشباب المتخرجين حديثاً، والذين لم يتخصّصوا بعد"، لافتة إلى أنّ الدافع المشترك بينهم هو تأمين ظروف عمل جيدة. وحتّى بالنسبة لأولئك الأقلّ عرضة للأخطار، فقد بات العمل في المستشفيات السورية مرهقا وصعبا جداً هذه الأيام. على سبيل المثال، يضطرّ الأطباء للعمل ساعات طويلة جداً لتعويض النقص في عدد الأطباء. تضيف أنه في المستشفى الذي عملت فيه لبعض الوقت في سورية، كانت تضطر إلى مراجعة ملفات نحو 100 مريض يومياً.
وتشير عز إلى أن القطاع الصحي السوري بات يفتقر إلى تخصصات عدة. بشكل عام، يصعب على المواطنين إيجاد أطباء متخصّصين في الكلى والمسالك البولية، والجراحة، وأمراض السرطان، وغيرها. وغالباً ما يضطر آلاف المرضى في سورية إلى السفر مسافات طويلة بحثاً عن طبيب متخصص، قد يكون مقيماً في حمص أو اللاذقية أو دمشق. ولا شك أن هذه الأزمة تزيد من هموم السوريّين، الذين قد لا يحصلون على العلاج المناسب بسبب نقص الأطباء.