"بهلول" ورفاقه في بحر مصر

15 يوليو 2017
التحذيرات حاضرة (فرانس برس)
+ الخط -
بعد ظهور أعداد كبيرة من قناديل البحر في منطقة الساحل الشمالي في مصر على البحر الأبيض المتوسط، أثارت ذعراً كبيراً بين المصطافين المصريين، ظهر مجدداً سمك القرش في البحر الأحمر، خصوصاً في مناطق الغردقة وسفاجا ومرسى علم، وهو ما أثار الرعب مع اقترابه من الشواطئ.

في هذا الإطار، حذّرت موانئ البحر الأحمر المصطافين والسياح من السباحة في مناطق عميقة، بالإضافة إلى التحذير من النزول إلى المياه في حال تعرّض الشخص لأيّ جرح، خوفاً من النزيف، لأنّ الدم يجذب أسماك القرش. كذلك، طلبت الامتناع عن السباحة فردياً، والسباحة فقط مع مجموعة، نظراً لقوة تركيز أسماك القرش ونظرها الحاد. وطالب محافظ البحر الأحمر، اللواء أحمد عبد الله، من جهته، مراكب الصيد، بعدم القيام بأيّ عمليات صيد في الوقت الحالي إلى حين صدور قرار بعدم وجود أيّ خطر من الصيد.

بدوره، أكد مصدر مسؤول في جهاز شؤون حماية البيئة والمحميات الطبيعية أنّ ظهور أسماك قرش الحوت المفترسة قرب شواطئ البحر الأحمر أثار حالة من الذعر، خصوصاً بعد تكرار ظهورها أكثر من مرة، خلال الفترة الأخيرة، مضيفاً أنّ جهاز شؤون حماية البيئة رصد، خلال الأشهر الماضية، ازدياداً في أعدادها. واعتبر الجهاز أنّ هذا النوع من القرش هو الأكثر افتراساً، فهو من الوحوش الخطرة للغاية التي تقضي على الإنسان في أيّ لحظة، حال شمّها رائحة الدم ومشاهدتها حركة الشخص في الماء.

من جهته، طالب أستاذ البيئة البحرية في جامعة القاهرة، الدكتور عمرو ناصف، الحكومة المصرية، بعدم التهوين من خطر أسماك القرش. وذكّر ناصف بأنّ سائحاً ألمانياً لقي حتفه في منطقة الغردقة عام 2015 بسبب هجوم سمك القرش الدموي عليه. وفي عام 2009 قُتلت سائحة فرنسية إثر هجوم لسمك القرش في مرسى علم على البحر الأحمر. أشار ناصف إلى أنّ منطقة البحر الأحمر ينشط فيها سمك القرش خلال الفترة من شهر يونيو/حزيران حتى أغسطس/آب عادة، وبالتالي يجب على الدولة مراعاة ذلك، خوفاً من إيقاع المزيد من الضحايا.



في المقابل، أكد مدير محميات البحر الأحمر، الدكتور أحمد غلاب، أنّ سمك القرش الحوتي المعروف باسم "بهلول" الذي أعلن وزير البيئة، الدكتور خالد فهمي، عن ظهوره في شواطئ الغردقة، ظهر بعضه أيضاً في شعاب الفنستون في مرسى علم، وهو غير خطير. وقال غلاب إنّ ذلك طبيعي جداً في هذا التوقيت من العام، فهو أوان ظهوره، ويدلّ هذا الظهور المتكرر له على الاستقرار والتنوع البيولوجي في الحياة البحرية في المنطقة، ويدل على ملاءمة بيئة البحر الأحمر بالقرب من الشواطئ المصرية له.

أضاف غلاب أنّه جرى رصد سمكة قرش ليلاً، فكانت هناك صعوبة في تحديد حجمها، موضحاً أنّها من فصيلة القرش وتتغذى على الهائمات البحرية. وأطلق عليها اسم القرش لكبر حجمها الذي من الممكن أن يصل إلى 12 متراً، لكنّها من الأسماك المسالمة والآمنة، وبالتالي ليست مفترسة. لكنّه أكد أنّه بالرغم من تصنيف سمكة الحوت القرش من ضمن مملكة القرش، إلا أنّها ليست من الأنواع المفترسة، والدليل على ذلك أنّها تتغذّى على الهائمات البحرية عن طريق سحب كمية كبيرة من المياه الغنية بتلك الهائمات وفلترتها من المياه، ويطلق عليها اسم "بهلول".

وأوضح غلاب أنّ تلك السمكة تعد من الكائنات المهاجرة، فتأتي إلى البحر الأحمر في الصيف والشتاء، فالبحر الأحمر مسار هجرتها الأساسي من المحيطات بحثاً عن الغذاء، مؤكداً أنّ السياح عند مشاهدتهم القرش يلتقطون الصور معه ويلاعبونه، ما يدلّ على عدم خطورته. أما خط هجرة هذا النوع فهو من المحيط الهندي إلى البحر الأحمر، مروراً بمضيق باب المندب، مؤكداً أنّ هذه الأسماك تصل في بعض الأحيان إلى خليج السويس والعقبة وتعود مجدداً.

المساهمون