طوارئ في صنعاء

16 مايو 2017
في أحد المستشفيات (محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -
على الرغم من الجهود المبذولة لمواجهته، يرتفع عدد المصابين بالكوليرا في اليمن، ما دفع السلطات المحلية في العاصمة صنعاء إلى إعلان العاصمة مدينة منكوبة، مع وصول عدد الوفيات من جراء الإصابة به إلى 115. وتزدحم مستشفيات عواصم المحافظات، لا سيما صنعاء، بالمرضى، علماً أن بعضها بات عاجزاً عن توفير الأمصال والمضادات الحيوية التي تساعد في مداواة المرضى.

في السياق، يُطالب المواطن ماهر الشجاع وزارة الصحة بأن يكون علاج الكوليرا في متناول المواطنين وفي جميع الصيدليات والمراكز الصحية. ويقول إنه من غير المنطقي أن ينتشر الكوليرا "في وقت ليس هناك إلّا أربعة أو خمسة مستشفيات مخصّصة لاستقبال المصابين الذين يزداد عددهم في كل لحظة". يضيف: "لا بد من توجّه فرق طبية إلى المناطق التي ينتشر فيها الكوليرا، لمعرفة أسباب انتشاره، خصوصاً إذا كانت الأسباب تتعلّق بتكدّس النفايات أو المياه غير النظيفة وغيرها". ويشير إلى أنّ الظروف التي تمرّ بها البلاد أدت إلى عدم القدرة على الوصول إلى "أحياء ومناطق تعتمد في توفير المياه على صهاريج موجودة في الشوارع، والتي أنشأها فاعلو خير، وهذه قد تكون أحد أسباب الانتشار السريع للكوليرا".
ويطالب الشجاع وزارة الصحة بتوفير معقّمات المياه لكل المواطنين، وتشكيل فرق طوارئ، وتعقيم خزانات المياه في الأحياء.

من جهته، يقول الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العامة والسكان الخاضعة لسيطرة أنصار الله (الحوثيين)، عبد الحكيم الكحلاني، إن حالات الإصابة تراوح ما بين خفيفة ومتوسطة وشديدة. ويشير إلى أن الوزارة خصصت مراكز لاستقبال الحالات الخفيفة والمتوسطة، ومستشفيات أخرى لاستقبال الحالات الصعبة، وهي مستشفى السبعين للأطفال، ومجمع آزال الطبي في منطقة نقم، ومجمع 22 مايو في مذبح، ومركز الشهيد علي عبد المغني في مديرية الوحدة، ومركز جابر بن حيان في منطقة سعوان شعوب.

ويوضح الكحلاني أنّ الحالات الخفيفة يمكن علاجها سريعاً، على أن يعود المريض إلى منزله، لافتاً إلى أن الحالات المتوسطة "تحتاج إلى سوائل، وتبقى تحت المراقبة لبعض الوقت، قبل أن يسمح لها بالعودة إلى المنزل مع مجموعة من التعليمات والإرشادات". أما الحالات الشديدة فتتطلّب البقاء في المستشفى.

ويلفت الكحلاني إلى تخصيص مراكز جديدة في صنعاء لاستقبال الحالات المتوسطة وما دون، وهي مركز علايا في مديرية السبعين، ومركز ابن خلدون في الصافية، ومركز الجراف الطبي في مديرية الثورة، ومركز جدر في مديرية بني الحارث، ومستشفى الروضة في منطقة الروضة. ويشير إلى أن نسبة الحالات الخفيفة والمتوسطة تصل إلى 80 في المائة.
إلى ذلك، ينتشر الكوليرا في السجون من جرّاء الظروف غير الصحية التي يعيشها السجناء، بحسب شهادات أولياء الأمور.



وتقول مسؤولة العلاقات في رابطة أمهات المختطفين، أمة الرحمن، إنّ "عدداً من المعتقلين في سجون معروفة أصيبوا بالمرض، لكن القائمين على هذه السجون اكتفوا بنقلهم إلى المراكز الصحيّة لإعطائهم بعض الأمصال وإعادتهم إلى الزنازين مجدداً". تضيف لـ "العربي الجديد": "لا نعرف وضع أبنائنا بدقة بسبب منع الزيارات أو اقتصارها على ثلاث دقائق فقط". في الوقت نفسه، تشير إلى سرعة انتشار المرض في هذه السجون من جرّاء عدم توفر الأطعمة والمياه النظيفة.

وتوضح أنّ السجون مكتظة، ولا تتوفر لدى السجناء دورات مياه أحياناً، عدا عن مشاكل أخرى. تضيف: "يعيش أبناؤنا في بيئة غير صحية بالمطلق، وهذا متعمّد". وتناشد الصليب الأحمر لزيارة السجون من دون استثناء "للاطلاع على أوضاع السجناء، ومداواة المرضى ورعايتهم، وإجبار القائمين على المعتقلات على اتخاذ التدابير الطبية الفعّالة لحماية البقية الذين لم يصابوا، وتوفير المياه والأطعمة النظيفة".

وفي عدن، أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان أن إجمالي الحالات التي خضعت للمعاينة الطبية والفحوصات بلغت 143 حالة، بينها 15 حالة من مدينة لودر في محافظة أبين وردفان التابعة لمحافظة لحج، وقد توفى منهم 3 أشخاص. كذلك سجلت إصابات في كل من محافظة عمران والبيضاء وحجة والمحويت والضالع وذمار وعدن وإب وتعز والحديدة وريمة وأبين ولحج.

وكانت اللّجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت أن انتشار الكوليرا في اليمن أدى إلى وفاة 116 شخصاً، في حين سجّل إصابة 8 آلاف و585 شخصاً بالمرض منذ 27 أبريل/ نيسان الماضي.

ويحذّر مدير عمليات المنظمة الإغاثية، دومينيك ستلهارت، من خطر انتشار جدي للكوليرا، في ظل الإعلان عن الاشتباه بإصابة أكثر من 8 آلاف و500 شخص خلال الفترة ذاتها في 14 محافظة في أنحاء اليمن، بالمقارنة مع ألفين و300 حالة في عشر محافظات الأسبوع الماضي. وهذه هي المرة الثانية التي ينتشر فيها الكوليرا في البلاد خلال أقلّ من عام.

المساهمون