"طفيل الليشمانيا" يهدد نزلاء السجون المصرية

29 مارس 2017
إجراءات مشددة لوزارة الصحة بالسجون (خالد دسوقي/Getty)
+ الخط -
فرضت وزارة الصحة المصرية إجراءات مشددة على مستشفى حمايات العباسية، اليوم الأربعاء، بعد نقل السجين الشاب أحمد الخطيب إلى المستشفى نتيجة إصابته بطفيل "الليشمانيا"، ومنعت إدارة المستشفى وجود أي مريض داخل العنبر المقيم به، وطلبت من جميع العاملين تعقيم المكان جيداً ومنع الزيارة عنه، فيما أكدت مصادر طبية أن حالة المريض خطيرة.

وكانت الداخلية المصرية أصدرت بياناً اليوم حول إصابة الخطيب الطالب بكلية البايوتكنولوجي بجامعة مصر، الذي يقضي فترة عقوبة بسجن وادي النطرون لانضمامه لجماعة الإخوان والمودع بليمان طره بمرض "الليشمانيا"، وتوجيه نداء لوزارة الداخلية بتوفير الرعاية الطبية له.

وأضاف البيان أن الخطيب عانى في الفترة الأخيرة من نقص الوزن مع شحوب بالوجه وتراجع في مستوى المجهود، وبإجراء تحليل دم تبين وجود تراجع ملموس بالهيموغلوبين، وعدد خلايا الدم البيضاء، ووجود ارتفاع في نسبة الحديد وسرعة الترسيب، وتم ترحيل النزيل من محبسه إلى مستشفى ليمان طره، والذي بادر بعرضه على مستشفى المنيل الجامعي ومعهد الأورام لفحصه، وقد أثبتت الفحوص الطبية وجود طفيل "الليشمانيا الحشوية".
و"الليشمانيا" مرض ينتقل عن طريق التعرض للدغ من حشرة "الساندي فلالي أو ذبابة الرمل"، وهي حشرة غير متواجدة بالبلاد وموطنها العراق وسورية، ومن خصائص المرض الذي تسببه لدغتها الكمون لمدة تتراوح ما بين شهرين وعام قبل ظهور الأعراض.

وأوضح البيان أنه تم حجز النزيل بمستشفى "حميات العباسية" تحت الملاحظة الطبية وتقديم العلاج اللازم لحالته باعتبارها الوحيدة المتخصصة في علاج مثل هذه الأمراض، كما تم التنسيق مع مديرية الشؤون الصحية بالمنوفية "الطب الوقائي" لاتخاذ الإجراءات الوقائية لكافة السجون وليمانات منطقة سجون وادي النطرون حفاظاً على الصحة العامة للنزلاء، حيث قامت بتوقيع الكشف الطبي على جميع النزلاء المخالطين له، وأظهرت نتائج الكشف سلبية العينات وعدم إصابة أي نزيل بهذا المرض.



وفي نفس الإطار تم إيفاد معاينة للعنبر والغرفة الخاصة بحالة النزيل والتي اتخذت إجراءات التطهير والتعقيم لكافة المخالطين للسجين للحيلولة دون انتقال طفيل الليشمانيا لأي منهم، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات الطبية اللازمة لحالة السجين المذكور، بل بادرت وزارة الداخلية بعرضه على كافة المؤسسات الطبية التي يمكن أن تتولى تشخيص حالته وتوفير العلاج الملائم له.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر مسؤولة أن هناك الكثير من الأوبئة الخطرة تجتاح عددا كبيرا من السجون المصرية حالياً، خاصة الأمراض الجلدية بسبب عدم النظافة والتكدس داخل عدد من الزنازن، موضحة أن تقاعس "مصلحة السجون" في عدم نقل المريض في بداية حالته الصحية إلى المستشفيات خارج مستشفيات السجون وراء انتشار تلك الكوارث الطبية التي تعجّ بها السجون في الوقت الحالي، مضيفة أنه في فترة الصيف تزداد الكثير من الأمراض الجلدية داخل السجون بسبب عدم توفير التهوئة اللازمة لها.

وأوضح مصدر رفض ذكر اسمه، أن مرض "الليشمانيا" القاتل خير دليل على حالة السجون المصرية، مشيراً إلى أن هناك حالة من الهلع والخوف سواء من المسجونين أو ذويهم من الأمراض الموجودة داخل السجون التي تهدد حياة الكثير منهم بالموت، لافتا إلى أن هناك منظمات حقوقية في الداخل والخارج تطالب بسرعة الإفراج الصحي عن كافة المرضى المصابين بأمراض مزمنة، خاصة أن هناك المئات من السجناء ينتظرون الموت بسبب غياب الرعاية الصحية والحد الأدنى من العلاج، وهو ما يعد مخالفة لقانون السجون فيما يتعلق بالرعاية الصحية.

وقال أستاذ الأمراض الجلدية الدكتور محمد مكي، إنّ داء "الليشمانيا" الجلدي هو داء خطير ومعدٍ، يصيب الوجه والدم ونسبة الشفاء منه قليلة جداً، موضحاً أن إصابة أحد السجناء بهذا المرض يؤكد وجود "البعوضة" الناقلة له سواء داخل زنزانته أو في محيط السجن، مطالباً بضرورة أن يخضع كافة السجناء إلى الفحص الطبي، لافتاً إلى أن علاج هذا المرض غير متوفر فى مصر لكونه مرضا نادرا.

 

 

المساهمون