هذا العام، تضاعف عدد النازحين داخليّاً في أفغانستان بسبب الوضع الأمني السيّئ، بالمقارنة مع العام الماضي، وذلك بحسب تقديرات وزارة اللاجئين الأفغانية. وتؤكّد مؤسّسات حقوقيّة وإعلاميّة أنّ كلّ الإدعاءات بشأن مساعدة هؤلاء ليست إلّا حبراً على ورق، وهم في حالة يرثى لها.
ويؤكّد نائب وزير اللاجئين، فضل أحمد عظيمي، أنّ الإحصائيات الجديدة لدى الوزارة تشير إلى أنّ عدد اللاجئين في الداخل بسبب الحروب والوضع الأمني المأساوي تضاعف هذا العام بالمقارنة مع العام الماضي، موضحاً أن عدد الأسر النازحة هذا العام وصل إلى أكثر من 163 ألف أسرة، في وقت لم يتجاوز فيه عدد الأسر النازحة العام الماضي نحو 80 ألف أسرة.
ويوضح المسؤول أنّ عدد النازحين داخليّاً يقدّر بأكثر من مليون شخص، يتوزعون على أقاليم مختلفة، منها العاصمة كابول وأقاليم الجنوب والشرق، لافتاً إلى أنّ عشرة أقاليم تضررت كثيراً نتيجة الحروب الداخليّة، وقد نزح سكانها إما إلى العاصمة أو إلى أقاليم أخرى هي هلمند وبغلان وسربل وفراه وبادغيس وفارياب وقندوز.
قلق
وفي ما يتعلّق بمساعدة هؤلاء، يوضح المسؤول أنّ الوزارة، وبالتنسيق مع الدوائر الحكوميّة المعنيّة، تعمل ليل نهار بهدف مساعدتهم، وإن كان يشكو من ضعف الميزانية المتعلقة باللاجئين. ويؤكّد مسؤول إدارة الكوارث والأحداث الداخلية، ويس برمك، أنّ استمرار النزوح يعدّ مقلقاً للغاية، لافتاً إلى أنّ الإدارة في حاجة إلى 500 مليون دولار لمساعدة النازحين داخليّاً، خصوصاً أنّ معظمهم انتقلوا إلى أقاليم طقسها بارد. يضيف أنّ الإدارة ناشدت المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من مرة لمساعدة الحكومة الأفغانية بهذا الخصوص. كذلك، تعمل بالتنسيق مع الإدارات الأخرى على إعادة النازحين إلى مناطقهم، بعد تحسّن الأوضاع الأمنيّة فيها، خصوصاً في شرق البلاد.
ويعدّ إقليم هلمند من المناطق الأكثر تضرّراً، ويقدّر عدد الأسر النازحة إلى مركز الإقليم بالآلاف. كذلك، تقطن عشرات الأسر النازحة في إقليم غزنة، الواقع على الطريق الرئيسي بين هلمند والعاصمة كابول، وجلّ هؤلاء لم يجدوا من يؤويهم، فنصبوا خياماً في العراء ووسط الثلوج. كذلك، تعيش عشرات الأسر في منطقة علي لالا، وقد نصبت خياماً أيضاً من دون أن تحصل على مساعدات من أحد. وحتّى قبائل المنطقة المعروفة بمساندة بعضها بعضاً خلال الكوارث، لم تقدّم شيئاً لها.
اقــرأ أيضاً
وكانت عائلة أنور خان (55 عاماً) تقطن في مديريّة سنكين. يقول إنّه ترك منزله في سنكين بعدما عاشت العائلة أياماً صعبة نتيجة الحرب والخوف والجوع والعطش. وخلال المعارك بين القوات الأفغانيّة وتنظيم "طالبان"، خسر عدداً من أفراد أسرته. يحزنه أنّه لم يكن في حوزته مال لمعالجة أحد أفراد عائلته، بعدما أصيب بجروح شديدة إثر سقوط صاروخ على منزله في مديرية سنكين، ما أدّى إلى وفاته.
خرج أنور من سنكين وتوجّه إلى غزنة علّه، ولم يكن يدرك أنّه سيعاني بسبب الظروف القاسية هناك. في الوقت الحالي، يعيش وأسرته في خيمة تحيط بها الثلوج من جميع الأطراف. وبسبب البرد القارس، مرض أطفاله، من دون أن يكون قادراً على شراء أدوية لهم. يدرك أّن ليس في استطاعته إلّا الصبر. ويشكو الرجل بسبب لامبالاة الحكومة والمؤسسات الحقوقية التي تجمع الأموال بذريعة خدمة النازحين، من دون أن تقدّم لهم شيئاً.
مساعدات أولية
بعكس أنور، يؤكّد جان محمد أنّ الحكومة الأفغانيّة قدمت لهم بعض المساعدات، وأنّ إدارة الكوارث الطبيعية قدمت لهم المساعدات الأولية وبعض الملابس، لافتاً إلى أنّهم في حاجة إلى المزيد لأنّ وضعهم سيئ للغاية. ويلفت إلى أنّ المساعدات التي قُدّمت إليهم ضئيلة، إلّا أنّهم يقدّرون تلك الجهود ويأملون أن تساعدهم الحكومة والمجتمع الدولي أكثر. يضيف أنّهم في وضع سيّئ، وأطفالهم يعيشون بين الثلوج. أمّا عمر، وهو طفل (12عاماً)، فيعيش في المكان نفسه مع والدته وأشقائه في خيمة صغيرة. فقد والده خلال المعارك بين طالبان والحكومة في مديرية نادعلي في الإقليم نفسه. في الوقت الحالي، همّه الوحيد هو جمع الأوراق والبلاستيك من القمامة، وبيعها لكسب قوت يومه وتأمين بعض احتياجات أسرته.
وفي شرق أفغانستان، وتحديداً في إقليم ننجرهار، أدت المعارك بين الحكومة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى تهجير مئات الأسر. وقد لجأت معظم الأسر إلى مدينة جلال آباد، مركز ننجرهار. واختار البعض العيش في مديرية بهسود، وتحديداً في منطقة فارم أده القريبة من جلال آباد.
هؤلاء أيضاً لم يحصلوا على مساعدات من الحكومة أو المؤسسات الحقوقية، إلّا أنّ قبائل المنطقة ساعدتهم إلى حد كبير، خصوصاً في تأمين مأوى. مع ذلك، ما زالوا في حاجة إلى الكثير.
إلى ذلك، يقول الزعيم القبلي في بهسود شاه ولي إنّ "الحكومة لم تفعل شيئاً لإخواننا النازحين. أمّا نحن، فقد قدّمنا لهم بعض المساعدات". ويلفت إلى أنّ معظم أبناء القبائل فقراء، فيما النازحون في حاجة إلى مساعدات كثيرة "لا طاقة لنا على تأمينها".
اقــرأ أيضاً
ويؤكّد نائب وزير اللاجئين، فضل أحمد عظيمي، أنّ الإحصائيات الجديدة لدى الوزارة تشير إلى أنّ عدد اللاجئين في الداخل بسبب الحروب والوضع الأمني المأساوي تضاعف هذا العام بالمقارنة مع العام الماضي، موضحاً أن عدد الأسر النازحة هذا العام وصل إلى أكثر من 163 ألف أسرة، في وقت لم يتجاوز فيه عدد الأسر النازحة العام الماضي نحو 80 ألف أسرة.
ويوضح المسؤول أنّ عدد النازحين داخليّاً يقدّر بأكثر من مليون شخص، يتوزعون على أقاليم مختلفة، منها العاصمة كابول وأقاليم الجنوب والشرق، لافتاً إلى أنّ عشرة أقاليم تضررت كثيراً نتيجة الحروب الداخليّة، وقد نزح سكانها إما إلى العاصمة أو إلى أقاليم أخرى هي هلمند وبغلان وسربل وفراه وبادغيس وفارياب وقندوز.
قلق
وفي ما يتعلّق بمساعدة هؤلاء، يوضح المسؤول أنّ الوزارة، وبالتنسيق مع الدوائر الحكوميّة المعنيّة، تعمل ليل نهار بهدف مساعدتهم، وإن كان يشكو من ضعف الميزانية المتعلقة باللاجئين. ويؤكّد مسؤول إدارة الكوارث والأحداث الداخلية، ويس برمك، أنّ استمرار النزوح يعدّ مقلقاً للغاية، لافتاً إلى أنّ الإدارة في حاجة إلى 500 مليون دولار لمساعدة النازحين داخليّاً، خصوصاً أنّ معظمهم انتقلوا إلى أقاليم طقسها بارد. يضيف أنّ الإدارة ناشدت المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكثر من مرة لمساعدة الحكومة الأفغانية بهذا الخصوص. كذلك، تعمل بالتنسيق مع الإدارات الأخرى على إعادة النازحين إلى مناطقهم، بعد تحسّن الأوضاع الأمنيّة فيها، خصوصاً في شرق البلاد.
ويعدّ إقليم هلمند من المناطق الأكثر تضرّراً، ويقدّر عدد الأسر النازحة إلى مركز الإقليم بالآلاف. كذلك، تقطن عشرات الأسر النازحة في إقليم غزنة، الواقع على الطريق الرئيسي بين هلمند والعاصمة كابول، وجلّ هؤلاء لم يجدوا من يؤويهم، فنصبوا خياماً في العراء ووسط الثلوج. كذلك، تعيش عشرات الأسر في منطقة علي لالا، وقد نصبت خياماً أيضاً من دون أن تحصل على مساعدات من أحد. وحتّى قبائل المنطقة المعروفة بمساندة بعضها بعضاً خلال الكوارث، لم تقدّم شيئاً لها.
وكانت عائلة أنور خان (55 عاماً) تقطن في مديريّة سنكين. يقول إنّه ترك منزله في سنكين بعدما عاشت العائلة أياماً صعبة نتيجة الحرب والخوف والجوع والعطش. وخلال المعارك بين القوات الأفغانيّة وتنظيم "طالبان"، خسر عدداً من أفراد أسرته. يحزنه أنّه لم يكن في حوزته مال لمعالجة أحد أفراد عائلته، بعدما أصيب بجروح شديدة إثر سقوط صاروخ على منزله في مديرية سنكين، ما أدّى إلى وفاته.
خرج أنور من سنكين وتوجّه إلى غزنة علّه، ولم يكن يدرك أنّه سيعاني بسبب الظروف القاسية هناك. في الوقت الحالي، يعيش وأسرته في خيمة تحيط بها الثلوج من جميع الأطراف. وبسبب البرد القارس، مرض أطفاله، من دون أن يكون قادراً على شراء أدوية لهم. يدرك أّن ليس في استطاعته إلّا الصبر. ويشكو الرجل بسبب لامبالاة الحكومة والمؤسسات الحقوقية التي تجمع الأموال بذريعة خدمة النازحين، من دون أن تقدّم لهم شيئاً.
مساعدات أولية
بعكس أنور، يؤكّد جان محمد أنّ الحكومة الأفغانيّة قدمت لهم بعض المساعدات، وأنّ إدارة الكوارث الطبيعية قدمت لهم المساعدات الأولية وبعض الملابس، لافتاً إلى أنّهم في حاجة إلى المزيد لأنّ وضعهم سيئ للغاية. ويلفت إلى أنّ المساعدات التي قُدّمت إليهم ضئيلة، إلّا أنّهم يقدّرون تلك الجهود ويأملون أن تساعدهم الحكومة والمجتمع الدولي أكثر. يضيف أنّهم في وضع سيّئ، وأطفالهم يعيشون بين الثلوج. أمّا عمر، وهو طفل (12عاماً)، فيعيش في المكان نفسه مع والدته وأشقائه في خيمة صغيرة. فقد والده خلال المعارك بين طالبان والحكومة في مديرية نادعلي في الإقليم نفسه. في الوقت الحالي، همّه الوحيد هو جمع الأوراق والبلاستيك من القمامة، وبيعها لكسب قوت يومه وتأمين بعض احتياجات أسرته.
وفي شرق أفغانستان، وتحديداً في إقليم ننجرهار، أدت المعارك بين الحكومة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى تهجير مئات الأسر. وقد لجأت معظم الأسر إلى مدينة جلال آباد، مركز ننجرهار. واختار البعض العيش في مديرية بهسود، وتحديداً في منطقة فارم أده القريبة من جلال آباد.
هؤلاء أيضاً لم يحصلوا على مساعدات من الحكومة أو المؤسسات الحقوقية، إلّا أنّ قبائل المنطقة ساعدتهم إلى حد كبير، خصوصاً في تأمين مأوى. مع ذلك، ما زالوا في حاجة إلى الكثير.
إلى ذلك، يقول الزعيم القبلي في بهسود شاه ولي إنّ "الحكومة لم تفعل شيئاً لإخواننا النازحين. أمّا نحن، فقد قدّمنا لهم بعض المساعدات". ويلفت إلى أنّ معظم أبناء القبائل فقراء، فيما النازحون في حاجة إلى مساعدات كثيرة "لا طاقة لنا على تأمينها".