ليلى لحاف تعامل تلاميذها برؤية تربوية مختلفة

22 ديسمبر 2017
الأمر يتطلب عملاً وليس تنظيراً فحسب (العربي الجديد)
+ الخط -

قد تكون مدرسة صغيرة في بلدة بعيدة عن العاصمة بيروت، لكنّ الرسالة التي وصلت إلى أولياء أمور ثانوية "ستارز كولدج" في زبدين، النبطية، جنوبي لبنان، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة وحققت كثيراً من الإعجاب بصاحبة المبادرة مديرة الثانوية الشابة، ليلى محسن لحاف، من بلدة أنصار (قضاء النبطية)، الحائزة على الدبلوم في القانون العام من الجامعة اللبنانية، والتي تسلمت إدارة المدرسة مع بداية عام 2011.

الرسالة التي توجهت بها لحاف إلى أولياء أمور تلاميذ المدرسة أخيراً غير معهودة في كثير من مدارس لبنان التي تعتمد النمط التلقيني وتركز على إنجازات التلاميذ في الامتحانات، فالاختبار وعلاماته هما المعيار الوحيد للتميز. الرسالة تركز على الحسّ الإبداعي لدى التلميذ ولا تربط أداءه بالاختبارات فقط، بل تحث الأهل على تشجيع أولادهم مهما كانت نتيجتهم، إذ تؤكد لهم أنّ "من بين أولادهم الفنان الذي ليس في حاجة إلى فهم الرياضيات، وصاحب الحس الموسيقي الذي لا تؤثر فيه علامات الكيمياء" وغيرهما. تقول لحاف لـ"العربي الجديد" إنّ الرسالة مترجمة عن نصّ أجنبي أصلي، وقد أرسلتها إلى الأهل قبل الامتحانات الفصلية فجاءتها ردود إيجابية كثيرة منهم: "أولياء الأمور ينتظرون مثل هذه المبادرة لكنّهم في حاجة فقط إلى تأطيرها رسمياً".

وعن تطبيق هذه الرؤية في المدرسة من خلال الإدارة والمدرّسين، تقول: "أولياء الأمور يعيشون هذا الواقع من خلال مواكبتهم رؤية المدرسة وإجراءاتها قبل وصول هذه الرسالة إليهم أو انتشارها. وهو ما يسمح بتعميم التجربة أيضاً فالأمر يتطلب عملاً وليس تنظيراً فحسب". تضيف: "في المدرسة استفدنا من التكنولوجيا في التعليم، وهو ما وفّر لنا وقتاً أكبر نخصصه لتنمية القدرات الفردية للتلاميذ. مثال على ذلك أن لا مسابقة موحدة في الاختبارات للجميع بل بحسب مستويات التلاميذ التي قد تصل إلى ثلاثة. نعرف تماماً الفوارق في القدرات فهناك من ينجح من دون علامات مرتفعة لكنّه موهوب في الرياضيات أو في اللغة الإنكليزية، أو الموسيقى، أو الرياضة، أو في تنظيم الأحداث حتى".

أما عن إيجابيات هذا التعاطي المختلف مع التلاميذ، فتقول: "نطبق هذه القواعد منذ أربع سنوات تحديداً، والمؤشر الأبرز لدينا هو نجاح التلاميذ 100 في المائة في امتحانات الشهادة المتوسطة (الرسمية) علماً أنّ المدرسة تستقطب الجميع وليس المتفوقين فقط، وتقدم برنامج دعم للتلاميذ ذوي الصعوبات التعليمية، مع نيّة دمجهم لاحقاً".