تعيش عائلة الأسير الفلسطيني أسامة حسن حماد (22 عاماً) من سكان مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال القدس المحتلة حالة من القلق والتوتر على مصير ابنها، الذي يحتاج لإجراء عملية جراحية منذ اعتقاله الأخير في 29 من ديسمبر/كانون الأول 2015، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تركته يكابد الألم، وتماطل في إجراء العملية رغم حاجته لها.
يقول والده، حسن حماد، لـ"العربي الجديد"، إن "وضعنا في البيت مربك، نحن قلقون ليل نهار، ونخشى من أية مضاعفات على حالته الصحية، أي أسير يخرج من السجن نذهب لرؤيته كي نطمئن على أسامة، إنه بحاجة لعملية فتاق ودوالي، وسلطات الاحتلال تماطل في علاجه، في حين بدأ أسامة يشعر أخيراً بألم في كليته اليمنى، وفي ظهره".
لا يستطيع أسامة الخروج إلى عيادة السجن والمشي إلا بمساعدة زملائه من الأسرى من شدة الألم، وفي كل مرة يعطيه أطباء وممرضو الاحتلال مسكنات فقط، رغم تأكيد هؤلاء الأطباء أن أسامة بحاجة لإجراء عملية، وسبق تلك المماطلات الإسرائيلية مساومة أسامة أثناء التحقيق معه بعد اعتقاله على علاجه مقابل انتزاع اعترافات منه.
بعد 40 يوماً في مركز تحقيق المسكوبية بالقدس المحتلة نُقل أسامة إلى سجن عوفر، حينها أبلغ إدارة السجن عن مشكلته الصحية، وحاجته لعملية جراحية مستعجلة، لكن عيادة السجن أبلغته بالانتظار، ونقل بعدها لعدة سجون وكذلك مستشفى سوروكا الإسرائيلي، وكان التشخيص الدائم بضرورة إجراء تلك العملية.
رغم مرور عامين إلا أن أسامة ما زال ينتظر، وبقي رهن المماطلة الإسرائيلية، يأخذ مسكنات فقط، ويكابد الألم في سجن النقب حالياً، وما يزيد من معاناته عملية نقله بين تلك السجون بواسطة "البوسطة" المخصصة لنقل الأسرى. أما والده فلا يترك مؤسسة أو جهة حقوقية إلا ويتواصل معها، لكن دون جدوى، إذ يطالب بعلاج ابنه على الأقل فهو حقه الطبيعي.
قبل نحو سنتين، أسرت قوات الاحتلال أسامة حماد، خاض بعدها تجربة التحقيق معه وهو يتألم، وحاول الاحتلال مساومته بالعلاج لانتزاع الاعترافات منه، ثم أصدر بحقه حكماً بالسجن ثلاث سنوات بتهمة مقاومة الاحتلال. هو موجود الآن في سجن النقب، وسبق اعتقاله الأخير اعتقالان أحدهما قبل ست سنوات مدته 8 أشهر وكان عمره 16 عاماً، وفي الثاني حكم بالسجن مدة 5 شهور.
والد أسامة، حسن حماد والذي يعمل مؤذناً بأحد المساجد، وهو أسير محرر اعتقل ثلاث سنوات خمس مرات كان آخرها في عام 2004، يقول: "أريد أن أطمئن على ابني أسامة، أنا أتوجع كل ساعة وكل دقيقة الله يكون بالعون، لكنني حين أرى مصيبة غيري من الأسرى تهون عليّ مصيبتي، أنا لا أملك شيئاً لمساندة ابني أسامة سوى أن الدعاء بأن يفك الله أسره وجميع الأسرى".
في كل مرة ينتظر حسن حماد موعد زيارة أسامة، كي يطمئن عليه، رغم أن الزيارات المتاحة عددها ثلاث خلال السنة، وهي رهن مزاج الاحتلال، إذ تعيد قوات الاحتلال أهالي الأسرى، وتمنعهم من الزيارة رغم صدور تصريح بها، ومن الأهالي من يتم إعادته من باب السجن، بحجة الرفض الأمني.
يقول حسن: "أنا ذقت مرارة السجن، ورأيت الأسرى المرضى، إذ كنا نبكي على أحوالهم، فهم بحاجة لرعاية طبية، ورغم ذلك لا تعطيهم سلطات الاحتلال سوى المسكنات، وما كان يخفف عنهم تضامن بقية الأسرى معهم ومساندتهم".
ويشير حسن حماد إلى أن نجله أسامة قد يضطر للبدء بخطوات احتجاجية قد تصل إلى الإضراب عن الطعام من أجل الضغط على الاحتلال لعلاجه، فالأسير المريض لا يوجد لديه أية وسيلة للاحتجاج على تلك المماطلة التي تمارسها سلطات الاحتلال سوى ذلك.