تعيش مدينة طبرق أقصى شرق ليبيا، والتي يتخذها مجلس النواب منذ ثلاث سنوات مقراً له، كارثة بيئية حقيقية، إثر تزايد النفايات في أغلب طرقاتها وأحيائها، بعد إغلاق مكب النفايات الوحيد شمالي المدينة من قبل سكان الأحياء المجاورة الشهر الماضي.
ولم تجدِ تحركات الأهالي حتى الآن نفعاً، وسط وعود سلطات المدينة المحلية بالسعي لحل المشكلة، إلا أن سكان المدينة عبروا عن استيائهم إزاء عجز المجلس البلدي للمدينة عن حل مشاكلهم.
ويقول المواطن سالم العقبي: "إن تزايد عدد قاطني المدينة أثّر سلباً على أغلب مناحي الحياة فيها"، مشيراً إلى أن "مكب النفايات الوحيد في شمال المدينة تمدد واتسع نحو الأحياء المجاورة له، ما دفع قاطني تلك الأحياء إلى إغلاقه بالقوة".
ووسط الاحتجاجات الأهلية المتتالية، أقدم الأهالي على رمي القمامة أمام مقر المجلس البلدي للتعبير عن سخطهم نتيجة عجزه عن إيجاد حلول لمشكلة النفايات.
— ليبيا الآن (@libyaalaan) ٩ أكتوبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كذلك أقدم محتجون آخرون على إغلاق الأبواب الرئيسة لمقر مجلس النواب والاعتصام أمامه، لمنع النواب من عقد جلستهم قبل الاستجابة إلى مطالبهم، ومنها حل أزمة النفايات.
— Libya Al-Ahrar TV (@libyaalahrartv) ٢٣ سبتمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال العقبي لـ"العربي الجديد": "أحياء في المدينة باتت مهددة بانتشار الأمراض نتيجة البكتيريا الناتجة عن تحلل القمامة المكدسة منذ أشهر، وانتشار الحيوانات والقوارض بسببها"، مؤكداً أن سلطات المدينة المحلية أحالت الأمر إلى مجلس النواب الذي لم يستجب لحل المشكلة حتى الآن.
وأوضح أن "إقدام بعض الأهالي مضطرين على إشعال النيران في النفايات المتكدسة بغية التخلص منها تسبب في انتشار الأدخنة التي تنشر الأمراض بدورها، فضلاً عن رائحتها"، معبراً عن تخوفه من انتشار أمراض مزمنة كالربو وحساسية الصدر والطفح الجلدي لدى الأطفال، كما هو الحال بين أطفال الحي القريب من المكب الرئيس شمال المدينة.
وسبق للمجلس البلدي أن أعلن عن محاولاته إيجاد مكب بديل بالقرب من عين الغزالة الواقعة إلى الغرب من طبرق بنحو 50 كلم.
وتعاني المدينة التي تعتبر وجهة لكثير من السياسيين والقادة في البلاد انهياراً في خدماتها في أغلب قطاعاتها ومنها مشاكل تلوث البحر بسبب المصفاة النفطية بالمدينة، والنقص الحاد في مياه الشرب.