مفوضية اللاجئين تحذر من "الأسوأ" في ملف النازحين العراقيين

28 اغسطس 2016
توقعات بنزوح جماعي غير مسبوق (العربي الجديد)
+ الخط -
حذّرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، اليوم الأحد، من حدوث الأسوأ بملف النازحين مع استمرار فرار الآلاف من مناطق القتال، وذلك بعد تسجيل نزوح أكثر من 200 ألف عراقي من منازلهم منذ شهر مارس/ آذار الماضي، بسبب العمليات العسكرية الجارية والهجوم المرتقب على الموصل ثاني أكبر مدن العراق، والذي قد يؤدي إذا ما طال أمده، إلى نزوح أكثر من مليون عراقي إضافي.

وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، برونو جيدو، في تصريح صحافي من بغداد، "إنّ الأسوأ لم يأت بعد ونتوقع أنه قد يؤدي إلى نزوح جماعي على نطاق لم يشهده العالم منذ سنوات عديدة، ونحن ننشئ مخيمات جديدة، ونقوم بالتجهيز المسبق لخزين من لوازم الإغاثة العاجلة لضمان حصول الأشخاص الهاربين على المساعدة العاجلة، ولكن حتى مع أفضل الخطط الموضوعة ستكون هناك مخيمات غير كافية لجميع الأسر التي هي في حاجة للمأوى وسنكون في حاجة إلى تهيئة خيّارات أخرى".

وأضاف "هناك 3.38 ملايين نازح في العراق إجمالاً منذ شهر يناير/ كانون الثاني 2014، والعديد منهم تعرضوا للنزوح عدة مرات، بالإضافة الى مليون عراقي ممن نزحوا نتيجة للصراعات الطائفية السابقة في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية".

وأكد المتحدث أنه" منذ شهر مارس/ آذار، لاذ نحو 48 ألف شخص بالفرار من منازلهم في الموصل والمناطق المحيطة بها، وفرّ 87 ألف شخص من الفلوجة والمناطق المجاورة لها منذ شهر مايو/ أيار الماضي، و78 ألف شخص من الشرقاط والقيّارة والمناطق المحيطة بها منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي، وقد جعلت الحروب والصراعات في العراق على مدى العقود الثلاثة الماضية البلاد في حالة صدمة شديدة".

وأشار "وفرت المفوضية الدعم الإنساني، بما في ذلك المأوى ولوازم الإغاثة العاجلة وخدمات الحماية للأسر النازحة. كما وضعت خططاً لحالات الطوارئ يمكنها أن تساعد بتوفير المأوى لنحو 120 ألف شخص هارب من الصراع في الموصل والمناطق المحيطة بها".


وتابع "أنهت المفوضية العمل من مخيمين للنازحين في ديبكه في محافظة أربيل في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب. وتتطلع إلى إنشاء موقع إضافي؛ وهي بانتظار توفر الأراضي، إذ أن مخيم ديبكه قد ازداد حجمه إلى ما يقرب من عشرة أضعاف منذ شهر مارس/ آذار الماضي، أي من مخيم كان يؤوي 3,500 نازح عراقي إلى مواقع عدة تؤوي أكثر من 34 ألف شخص، ويجري إنشاء مخيم واحد في منطقة زيلكان في قضاء شيخان شمالي الموصل، وفي منطقة عمالا في قضاء تلعفر؛ والذي سيؤوي أكثر من 4 آلاف أسرة".

وبيّن أن المفوضية تعمل مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية الشريكة على تقييم وتحديد المواقع الأخرى في شمال العراق؛ وذلك بالتشاور الوثيق مع السلطات، ولكن تقدم العمل يعتمد على توفر الأراضي والتمويل معاً. ولم يتم تمويل سوى 38 في المائة من مناشدة المفوضية الإجمالية لجمع مبلغ 584 مليون دولار أميركي للنازحين واللاجئين العراقيين في المنطقة، وذلك لغاية الثاني من الشهر الجاري".

وكشفت المفوضية أن العثور على أراضٍ متاحة للمخيمات الجديدة أصبح مسألة ملحة، حيث إن العديد من أصحاب الأراضي الخاصة غير راغبين في تأجيرها، بينما قد تكون أراضي أخرى غير صالحة بسبب التضاريس، أو لقربها من خطوط المواجهة الأمامية أو العمليات العسكرية ومخاطر التلوث من الذخائر غير المنفلقة أو الألغام الأرضية، أو لأن مواقع الأراضي قد تكون في مناطق يمكنها أن تؤجج التوترات العرقية أو الطائفية أو الدينية أو العشائرية".

وقال "قد يتطلب للغالبية من الأشخاص النازحين من الموصل حلولاً خارج المخيمات. وقد قامت المفوضية والشركاء في قطاع المأوى بشراء حزم المأوى ولوازم الإغاثة العاجلة، بهدف توزيع 50 ألف حزمة على الأقل من كل منها عند اقتضاء الحاجة، وتم تصميم حزم المأوى العاجلة لمساعدة الأسر النازحة في تهيئة المأوى الأولي، ويمكن تكييفها أيضاً لاستخدامها في البنايات غير المكتملة أو المراكز الجماعية".

 

المساهمون