نازحو الفلوجة.. من جحيم المعارك إلى لهيب الصحراء

24 يونيو 2016
أزمات صحية وأمنية في مخيمات نازحي الفلوجة (GETTY)
+ الخط -
لازال أكثر من 90 ألف نازح من مدينة الفلوجة يعيشون ظروفا سيئة للغاية في مخيمات محدودة الاستيعاب ضاقت بعددهم الكبير ذرعا، ما جعل بعض العائلات تتقاسم الخيمة الواحدة، بينما لاذت عائلات أخرى بالأشجار والمركبات المحطمة علها تقيهم شمس الصيف الحارقة.


خروج النازحين من الفلوجة لم يخرجهم من محنتهم، حيث هربوا من جحيم المعارك إلى لهيب الصحراء، في الوقت الذي يبدو فيه يوم عودتهم لبيوتهم بعيدا، فمدينتهم لازالت تطحن بيوتها رحى الحرب منذرة بمصير مشابه لما حل بمدينتي الرمادي وبيجي.

وكشف مسؤولون محليون ببلدة عامرية الفلوجة (15 كيلومترا جنوب غرب الفلوجة)، والتي لجأ إليها الأهالي الذين تمكنوا من الفرار من مناطق القتال، أن معاناة العائلات النازحة مستمرة رغم مرور أكثر من أسبوع على وصولهم للمخيمات، وأن كثيرين منهم لم يحالف الحظ واحدهم في الحصول على خيمة تؤويه.

وأضافت المصادر أن المخيمات التي تم إنشاؤها في وقت سابق لم تعد تكفي لاستقبال مزيد من النازحين، في وقت لازالت بلدة عامرية الفلوجة تستقبل مئات الأسر النازحة يوميا، في ظل استمرار العمليات العسكرية في مناطق النساف والحصي غرب الفلوجة.

بدوره، أعلن مدير ناحية عامرية الفلوجة، الشيخ فيصل العيساوي، لوسائل الإعلام أن "أعداد النازحين في مخيمات العامرية كبيرة جدا وتفوق إمكاناتنا المتاحة"، وأوضح العيساوي أن "آلاف العوائل النازحة تسكن عامرية الفلوجة بعد نزوحها من مختلف مناطق الأنبار منذ أكثر من عامين، وقد زاد عدد النازحين خلال الأيام الماضية بسبب العمليات العسكرية بمدينة الفلوجة ما أضاف أعباء اقتصادية وأمنية على الإدارة والأهالي في الناحية بسبب قلة الإمكانات".


وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق، أنها بحاجة ماسة إلى مزيد من الأموال لبناء مخيمات جديدة، مشيرة إلى الحاجة الماسة حاليا لإقامة عشرين مخيما على الأقل لاستضافة العائلات النازحة من الفلوجة.
وقالت المفوضية إنها اضطرت مؤخرا إلى وضع عائلتين أو ثلاث عائلات في خيمة واحدة لأن أعداد الخيام لم تعد تكفي.

ونقل نازحون من الفلوجة لـ"العربي الجديد" الظروف التي يعيشون فيها واصفين أوضاعهم في المخيمات بأنها "جحيم لا يطاق" على حد وصفهم، حيث قال أحد النازحين إن "المخيمات تعاني من نقص كبير بالمساعدات الإنسانية والطبية، وأن هناك مخاوف من تفشي أمراض كثيرة إن استمر الحال على ما هو عليه".

وقالت امرأه نازحة إنها تعيش حاليا مع أطفالها في خيمة صغيرة دون معيل، بعد أن قامت قوات الجيش والشرطة باحتجاز زوجها وابنها في مركز اعتقال عامرية الفلوجة لغرض التحقيق معهم منذ أكثر من خمسة عشر يوما ولم يتم التحقيق معهم حتى الآن، مضيفة أنها تعيش على بعض المساعدات التي قدمت لها من جهات خيرية ومتبرعين، مناشدة إطلاق سراح زوجها وابنها المعتقلين.


وحول الأوضاع الصحية في مخيمات النازحين، قال مصدر طبي محلي في بلدة عامرية الفلوجة إن "هناك مخاطر صحية كبيرة تتعلق بنوعية المياه التي يتم توزيعها على خيام النازحين في عربات غير صالحة للاستعمال البشري، وقد تكون سببا في تفشي أمراض وبائية كثيرة"، مضيفا أن "ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وعدم وجود لقاحات كافية وخاصة للأطفال، سيزيد من مخاوف انتشار الأمراض بين العائلات النازحة".

وكانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالعراق، ليز غراند، ذكرت أمس الخميس، في تصريحات صحافية أن "الهجمات العسكرية المقبلة في العراق على تنظيم داعش، بما في ذلك الحملة على مدينة الموصل بشمال البلاد، يمكن أن تشرد ما لا يقل عن 2.3 مليون شخص"، في الوقت الذي أعلنت فيه وكالات صحافية عزم واشنطن إقامة مؤتمر دولي للمانحين الشهر القادم لدعم جهود إغاثة النازحين العراقيين.

المساهمون