أطفال سوريون يتعلمون "حبّ الحياة" في بيروت

17 ديسمبر 2016
ربحنا أو خسرنا، الحياة احتفال (العربي الجديد)
+ الخط -
على مدى أربعة أيام، اختبر أطفال سوريون نازحون (ما بين 8 و12 عاماً) وأمهاتهم ومدرّسوهم تجربة مختلفة، خلال مشاركتهم في ورشة تدريبية نظمتها جمعية "دوائر" في مركز جمعية "بيت أطفال الصمود" في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، قرب العاصمة اللبنانية بيروت، بهدف تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.

"الراحة" هي الكلمة التي استخدمها عدد من الأطفال لوصف ما شعروا به خلال هذه الأيّام الأربعة. فهؤلاء ما زالوا يخشون البرق والرعد لأنه يذكرهم بأصوات القصف في سورية.

ساعدت التدريبات الأطفال على معرفة كيفيّة تجاوز الماضي والاستمتاع بالحاضر والتفكير في المستقبل، وقدمت لهم تقنيات تساعدهم على تجاوز معاناة الماضي والتفكير بإيجابية وحب الحياة، منها تقنيات للتنفس تساعدهم على الاسترخاء، رغم كل الظروف الصعبة التي مروا بها، وما زالوا.

خلال ورشة العمل، قسم المدربون الأطفال المشاركين إلى أربع مجموعات، وطُلب من كل مجموعة تصميم الدولة التي يرغبون في العيش فيها، واختيار اسم لها وحدود وشعار، وحتى انتخاب رئيس وسفير.

وكانت الدقائق القليلة التي منحت للأطفال كافية بالنسبة إليهم لاختيار الدولة الحلم، منها دولة الحب القائمة على الحنان والأمل والصداقة. هذا البلد وعد بحدائق عامة للأطفال الذين "يشتهون" اللعب. دولة أخرى وعدت بتحقيق الأمان، على أن يكون هناك مدينة آمنة ضمن الدولة، يمكن نقل جميع المواطنين إليها في حال حدوث حرب، ودولة تمنع الغني من تحقير الفقير، وتؤمن التعليم والطبابة للجميع مجاناً.



أتاحت التدريبات والألعاب للأطفال
إفراغ بعض من الغضب والخوف وغيرها من المشاعر السلبية التي يعانون منها، ما يساهم في إبعادهم عن العنف، والعمل على حل مشاكلهم بسلام.

في السياق، يقول محمد (11 عاماً)، إن هذا النشاط أعاد له الأمل. أكثر من ذلك، جعلته الألعاب والرياضة يشعر بالسلام. والأحلى أنه حقّق حلمه وصار رئيساً للدولة التي صمّمها.  ويشير إلى أن أكثر ما يتعبه في الوقت الحالي هو الدراسة، خصوصاً أنه يذهب إلى المدرسة في فترة ما بعد الظهر ويتأخر في الدراسة ليلاً، ويجد صعوبة في الاستيقاظ في اليوم التالي. إلا أن هذا النشاط كان دافعاً بالنسبة إليه.

بدوره، شعر أحمد (11 عاماً) بالسعادة. يكتفي بالقول إنه فرح. "الألعاب كانت جميلة. عرفت أهمية الأصدقاء. كنت مرتاحاً". أما إيمان (12 عاماً)، والتي ما زالت تذكر مشقة النزوح، والتي خافت من الموت أثناء الفرار، فتقول إنها شعرت بالسعادة. "لم أعد أشعر بالخوف". بدأت تمارس بعض التمارين الرياضية التي تعلمتها، الأمر الذي يشعرها بالراحة.

ولأنّ معظم هؤلاء الأطفال يعانون من صدمة نتيجة ويلات الحرب والنزوح، ساعدتهم التدريبات كثيراً على تجاوز بعض معاناة الماضي والتفكير في المستقبل. وردّدوا: "ربحنا أو خسرنا، الحياة احتفال".

إلى ذلك، شاركت الأمهات والمدرّسات أيضاً في ورش تدريبية مكّنتهم من بعض التقنيات لكيفية التعامل مع الأطفال والاستماع إليهم وحثّهم على التعبير عن أنفسهم.



المساهمون