الرياح تدمّر خيام نازحي الموصل والبرد يقتلهم

16 ديسمبر 2016
الرياح تدمر خيام نازحي الموصل (العربي الجديد)
+ الخط -


مآس إنسانية يومية يعيشها سكان مخيم الخازر وحسن شام، شمال العراق. خيام متراصة يزيد عددها يومًا بعد آخر، لا يصمد أغلبها كثيرا أمام الرياح العاتية، لتتفاقم مأساة آلاف النازحين الفارين من معارك الموصل.

يقول زهير جواد (29 سنة)، وهو ناشط مدني يعمل مع منظمات دولية لمساعدة النازحين، إن مخيم الخازر الواقع في إقليم كردستان العراق، على بعد نحو 30 كيلومترا شرق الموصل، "يفتقر إلى كثير من مقومات الحياة الأساسية، خاصة أن هذا العام يشهد بردًا قارسًا تزامن مع توافد النازحين إلى مخيمات أنشئت خصيصا لنازحي الموصل".

ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن المخيم يتسع لـ3000 خيمة، لكن عدد الخيام وصل إلى نحو 4000، أما عدد العوائل، بحسب تقديرات غير رسمية، فبلغ أكثر من 5000 عائلة. بعض الخيام تؤوي عائلتين إلى ثلاث عوائل، وكل عائلة لا يقل عددها عن خمسة أفراد، ما يعني أن عدد النازحين في المخيم يصل إلى نحو 30 ألف نازح، يتحدرون من مدينة الموصل وضواحيها، وغالبيتهم من النساء والأطفال".

ويروي أبو نور (53 سنة)، النازح من حي سكر في الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الجيش العراقي اعتقلت ثلاثة من أبنائي، وجميعهم متزوجون ولديهم أطفال صغار بحاجة إلى رعاية، وبعد النزوح أصبحت مسؤولا عن أربع عوائل. لدي من الأحفاد ثمانية أطفال، فضلا عن أسرتي المكونة من سبعة أشخاص، وهناك أطفال داخل المخيم لا يعرفون مصير أهلهم، بعضهم انفصلوا عن ذويهم خلال المعارك والفرار".


ويضيف: "قبل أسبوعين نزحت إلى مخيم الخازر 2، ومع معاناتي بسبب بتر في الساق اليسرى، إلا أني أبحث كل يوم عن مساعدات من طعام وشراب لسد جوع الأطفال. أحفادي اليوم ليس لهم من بعد الله معيلًا غيري، والنساء لا يستطعن العمل. لا يوجد عمل أصلا في المخيم لذلك علينا أنّ نعيش على المساعدات".

من جهته، يعدد رئيس منظمة شباب من أجل السلام، محمد محيسن، احتياجات النازحين في مخيم "الخازر 2"، والذين يعانون بسبب البرد والأمطار، وتفشي الأمراض الجلدية ونقص الأدوية، والحمامات المشتركة، وندرة مياه الشرب، إضافة إلى نقص خيم الإيواء، وغياب الوقود وانعدام التيار الكهربائي.

ويشير محيسن إلى أنّ "النازحين يستخدمون الطين لتثبيت أركان خيامهم، لكنها لا تصمد أمام الرياح، ما يعرض العوائل داخل تلك الخيام إلى الطقس البارد والأمطار"، مؤكدًا حدوث حالات وفاة بين الأطفال نتيجة البقاء داخل مخيمات تفتقر إلى مقومات الحياة.

ويعد مخيم الخازر الواقع على المعبر الفاصل بين أربيل ونينوى، أحد أربعة مخيمات أقامتها الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان العراق وعدد من المنظمات الإنسانية، لإيواء النازحين الفارين من مناطق سكنهم منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.

وكانت وزارة الهجرة العراقية أعلنت أن أعداد النازحين من محافظة نينوى وقضاء الحويجة وصل إلى 107 آلاف نازح منذ انطلاق العمليات العسكرية، وأنه تم إجلاء أكثر من 3000 شخص من أحياء الموصل إلى مخيمات الخازر وجدعة وزيلكان.




المساهمون