اليأس يدفع بالعديد من شبان غزة إلى محاولة الانتحار

29 سبتمبر 2015
عندما يصعب احتمال ضغوط الأزمات الاقتصادية (العربي الجديد)
+ الخط -

حاول الشاب الفلسطيني، معمر قويدر، الانتحار قبل أيام من حفل زفافه، هرباً من الواقع المرير في قطاع غزة، حيث تعتبر نسبة البطالة بين الأعلى في العالم.

ويقول الشاب، البالغ من العمر 21 عاماً، المتحدّر من حي الدرج وسط غزة، إنه حاول الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وملاحقة شرطة بلدية غزة له بشكل مستمر. ويقول قويدر، وهو بائع الخضراوات والفاكهة المتجول في غزة، "كل شيء أغلق في وجهي، بعد أن قامت شرطة بلدية غزة بمصادرة بسطتي، وحجزت ميزان البيع، وضربوني في سوق البلد عند الجامع الكبير".

"اعتقلوني أكثر من مرة، حتى يمنعوني من البيع، شربت السم لأنني سئمت الشرطة، حتى لو كان حفل زفافي مقرراً بعد أيام".

وليست هناك إحصاءات واضحة عن عدد محاولات الانتحار في قطاع غزة، لأن العائلات في المجتمع المحافظ الصغير ترفض الحديث عن ذلك. لكن وزارة الداخلية في غزة تؤكد، على لسان الناطق باسمها إياد البزم، أن عمليات الانتحار الأخيرة "لا تشكل ظاهرة بشكل عام"، رافضاً إعطاء أية أرقام عن محاولات الانتحار في غزة.

اقرأ أيضاً: يهربون من يأسهم إلى الانتحار

من جهته، حذّر فضل عاشور، أخصائي علم النفس في جامعة الأزهر في غزة، من أن محاولات الانتحار تشكل "رسالة لانفجار جماعي وشيك"، وقال "نحن أمام عملية صراع حقيقي على الموارد بين الأفراد والمؤسسات الموجودة في غزة، للحصول على أموال وضرائب من الناس، هذه بيئة خصبة لتوليد مشاعر عدوانية لدى الأفراد، أو رغبة في ممارسة العنف، وممارسة العنف تجاه المجتمع أو المؤسسات غير متاحة، فتبقى ممارسة العنف نحو الذات بأحد أشكاله، كالانتحار أو الهرب".

محمد أبو عاصي، أمضى عدة أيام في غيبوبة بعد تناوله السم، بسبب عجزه عن تأمين لقمة العيش لعائلته. وقال والده تحسين أبو عاصي (63 عاما) "ابني محمد تحمّل ضغطاً شديداً جداً، وفي النهاية انهار، مثله مثل عشرات الألوف، بل مئات الألوف، من الشباب في غزة".

اقرأ أيضاً: الحصار يرفع أعداد العاطلين من العمل في غزة

ويقول محمد، وهو أب لطفلين، "عندما ضاقت بي الدنيا، ولم أستطع تدبير لقمة عيش أطفالي، أصبحت أفضّل الموت على رؤية أبنائي يموتون أمامي".

من جهته، يقول المحلل الاقتصادي عمر شعبان، إن "السبب الأساسي لعمليات الانتحار، هو فقدان الأمل"، موضحاً أن الشباب أصبحوا يدركون أن الواقع متأزم، وليست هناك بوادر انفراج "وأن هذا الواقع سيتواصل ولسنوات طويلة، فيلجأ إما إلى الانتحار أو الهروب للقتل أو التطرف، وتزداد درجة حقده على المجتمع، لأن هذا المجتمع يظلمه ويحرمه".

ويلفت شعبان إلى أنّ "الوضع الاقتصادي والإنساني في غزة يفوق الوضع الكارثي، والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية النوعية تنذر بأن الوضع في غزة على وشك الانفجار".

اقرأ أيضاً: مصر: 170 منتحراً خلال 8 أشهر والشباب في المقدمة
المساهمون