تلوث الهواء داخل المنازل يخففه فتح النوافذ

23 يوليو 2015
الشموع والبخور مصدر تلوث داخل المنازل(GETTY)
+ الخط -
لم تكن المخاطر التي تحدق بالإنسان بسبب التلوث في الأماكن المغلقة معروفة ومعلنة منذ نحو 15 عاماً وما قبل، لكن علماء الأوبئة يجدون اليوم أن مشاكل صحية خطيرة تنجم عن تلوث الهواء داخل المساكن والمكاتب والمدارس والمستشفيات والمسابح.


وقد يتجنب الكثيرون منا فتح النوافذ واعتماد مبدأ التهوية الطبيعي، والاتكال في ذلك على المكيفات لتبديل هواء الغرف والقاعات المغلقة، وذلك تجنباً لدخول الغبار والأتربة واستقرارها على الأثاث والأرضيات، بل حتى داخل الأدراج المغلقة.

لكن الخبير البيئي الأستاذ وائل حميدان يؤكد أن مخاطر التلوث على صحة الإنسان تكون مضاعفة في حال لم نعتمد مبدأ التهوية الطبيعي في منازلنا، حتى لو حمل معه الغبار والأتربة. ويشير إلى أن نسبة تلوث الهواء الداخل من النوافذ تبقى أقل خطراً على صحتنا من نوعية الهواء المحبوس وغير المتجدد في بيوتنا.


ومن خلال تقييم وملاحظة العلماء الفرنسيين لنوعية الهواء في الأماكن الداخلية، وجدوا أن كلفة التلوث في المجتمع تصل إلى ما بين 10 إلى 40 مليار يورو، منها مليار واحد كلفة شراء الأدوية المضادة للربو والحساسيات.

ومنذ وضع الخطط الوطنية للصحة البيئية في فرنسا المتبعة منذ العام 2004، اتخذت تدابير عدة تدعمها وزارة البيئة في فرنسا.

وإن كان من الصعب القضاء في المنازل والمدارس والمؤسسات على أسباب التلوث نهائياً، فقد تكون التهوية المنتظمة والمستمرة عاملاً مخففاً من الانبعاثات التي تبقى محبوسة داخل الأماكن المحكمة الإغلاق. فعلى سبيل المثال، في حال نظرنا بتمعن إلى محتويات الغرفة التي نقضي فيها معظم ساعات يومنا نجد أن فيها مصادر تلوث كثيرة منها الدهان على الجدران الذي يحوي العديد من المركبات الكيماوية التي تسبب أبخرته وجزيئياته غير المرئية والتي تتناثر في فضاء الغرفة مشاكل في الجهاز العصبي للساكنين، وسرطان الكبد والخصيتين والغدد اللمفاوية.

ومن الجيد أن نعرف أن مواد البناء التي تستخدم بتشييد المنزل تحتوي على البنزين، مثالاً وليس حصراً، وهذا يعني أن جدران غرفنا تبعث ملوثات تسبب مشاكل صحية عصبية وبيولوجية، ومنها في أخطر أعراضها اللوكيميا. وهذا التأثير نفسه تسببه قطع الأثاث، السجاد، معطرات الجو ودخان السجائر ومعدات التدفئة والتبريد، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار مخاطر وجود حيوان أليف داخل البيت الذي يسبب الحساسية في الجهاز التنفسي والربو.


المعهد الوطني للبيئة الصناعية والمخاطر نشر دراسة مثيرة للقلق تتعلق بالأبخرة الصادرة عن منتجات التنظيف، والتي أكدت نتيجة الاختبارات أن 95 في المائة من منتجات التنظيف المنزلية تصدر انبعاثات تسبب السرطان.


ومنذ مطلع يناير/كانون الثاني 2012 صار لزاماً على المصنعين والموزعين لمنتجات الديكور والتنظيف والدهانات وضع ملصقات على تلك المنتجات تذكر نسبة الانبعاثات الملوثة التي تصدر عنها.

وجرت حملة إعلامية واسعة في العام 2014 لتشجيع المستهلكين على التنبه والتقيد بالمعلومات الملصقة على المنتجات والتي يتم تناسيها أو التغاضي عنها عند شراء المنتجات واقتنائها. ومن تلك المنتجات الشائعة الاستخدام الشموع المعطرة، البخور، السبراي المعطر، قد يتم منع بيعها بسبب إطلاقها جزيئيات سامة أو مسرطنة مثل البنزين على سبيل المثال.

ويبقى قانون غرونيل حبراً على ورق، بحيث أن مصنعي الأثاث وموزعيه لم يتقيدوا بوضع العلامات الإرشادية والتنبيه اللازم للمستهلكين باحتوائها على الورنيش والغراء والدهانات والمركبات الصناعية والعضوية التي تتطاير منها الجزيئيات الضارة. لكن القانون أعيد تحريكه مجدداً في ما يتعلق بالأثاث الخاص بالأطفال.

وكانت السلطات المحلية الفرنسية قد أجرت دراسة استقصائية وطنية في العام 2013، شملت 300 مدرسة و600 قاعة مغلقة تابعة لمؤسسات.

وتبين أن عزل المساكن يجعل نوعية الهواء في داخلها سيئة جداً، وأن التهوية يجب أن تتم عبر فتح النوافذ، وليس عبر التهوية الميكانيكية من مكيفات أو مراوح أو غيرها. إذ توصي السلطات بتجنب حبس الهواء الداخلي في المساكن، كما توصي بتعزيز الرقابة من قبل دوائر الدولة على أنظمة التهوية المتبعة والإرشاد بضرورة فتح النوافذ.

اقرأ أيضاً:هل أنت من المصابين بعدوى "حماية البيئة"؟

دلالات
المساهمون