العواصف الرملية والترابية... هذه آثارها على البيئة والصحة في يومها العالمي

12 يوليو 2024
عاصفة ترابية في إرينهوت شمالي الصين، في 27 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تأثير العواصف الرملية والترابية**: تسبب أمراضاً تنفسية، تقلل من الرؤية، وتضر بالمحاصيل والممتلكات، وتساهم في الاحتباس الحراري وتغير المناخ، مما يعيق التنمية المستدامة.
- **جهود الأمم المتحدة لمكافحة العواصف**: تُحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي لمكافحة العواصف في 12 يوليو، وأعلنت عقد 2025-2034 لتعزيز التعاون الدولي والإقليمي.
- **نظام الإنذار والتخفيف**: يسعى نظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية، الذي أنشئ في 2007، إلى تحسين الإنذارات وتعزيز ممارسات التخفيف مثل الإدارة السليمة للأراضي والتشجير.

تُهدد العواصف الرملية والترابية الصحة والبيئة والاقتصاد

تُساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ

تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية

يدخل سنوياً مليارا طن تقريباً من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي

تُشكّل العواصف الرملية والترابية تهديداً خطيراً للصحة العامة والبيئة والاقتصاد، وتُسبب أمراضاً تنفسية، وتُقلل من الرؤية، وتُلحق الضرر بالمحاصيل والممتلكات، كما تُساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ، وفقاً لتقارير أممية.

وتُحيي الأمم المتحدة الجمعة، 12 يوليو/ تموز، اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية، بهدف رفع الوعي حول التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة على مختلف المستويات، ودعم الجهود الدولية للحدّ من حدوثها وتخفيف تداعياتها الكبيرة التي بمقدورها تحويل النهار إلى ليل دامس، فضلاً عن تسببها في الفوضى في كل مكان من شمال الصين إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ووفقاً للأمم المتحدة، تمثل العواصف الرملية والترابية تحدّياً هائلاً وواسع النطاق أمام الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما أنها أصبحت مصدر قلق عالمياً في العقود الأخيرة بسبب آثارها الكبيرة على البيئة والصحة والزراعة وسبل العيش والرفاه الاجتماعي والاقتصادي.

وأكدت أيضاً أن العواصف الرملية والترابية تعد عنصراً أساسياً في الدورات الكيميائية الحيوية الطبيعية للأرض، ولكنها كذلك ناتجة جزئياً عن الدوافع التي يتسبب فيها الإنسان، بما في ذلك تغير المناخ، والإدارة غير المستدامة للأراضي، وهدر المياه. ولذا، تسهم في تغير المناخ وتلوث الهواء.

وفي كل عام، يدخل حوالي ملياري طن من التراب إلى الغلاف الجوي، وهو ما يؤدي إلى اكتساء السماء باللون الأسود والإضرار بجودة الهواء في مناطق قد تبعد آلاف الكيلومترات، ويؤثر على الاقتصادات والنظم الإيكولوجية والطقس والمناخ. وجزء كبير من هذه العملية أمر طبيعي، ولكن شطراً كبيراً منها ينجم عن سوء إدارة المياه والأراضي.

نظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية

وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليستى ساولو اليوم الجمعة: "علينا توخي الحذر في مواجهة التدهور البيئي المستمر وتغير المناخ الحالي والمستقبلي. فالأدلة العلمية تشير إلى أن الأنشطة البشرية لها تأثير على العواصف الرملية والترابية. فعلى سبيل المثال، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وارتفاع معدلات التبخر إلى انخفاض رطوبة التربة. وإذا اقترن ذلك بسوء إدارة الأراضي، فإنه يؤدي إلى المزيد من العواصف الرملية والترابية".

وبحسب التقرير السنوي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن حدوث العواصف الرملية والترابية، فضلاً عما تخلفه من آثار على المجتمع، فقد كانت تركيزات التراب في المناطق الأكثر تضرراً في عام 2023 أعلى من المتوسط طويل الأجل، ولكنها أقل قليلاً من عام 2022.

واجتاحت أشد عاصفة هذا العام منغوليا في مارس/ آذار 2023، وهو ما أثر على أكثر من أربعة ملايين كيلومتر مربع، بما في ذلك 20 مقاطعة في الصين، وفقاً لنشرة التراب الجوي.

ويسعى نظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية وتقييمها التابع للمنظمة، الذي أنشئ في عام 2007، إلى تحسين الإنذارات من خلال مراكز إقليمية تكرّس جهودها لهذا الغرض، ويجمع هذا النظام بين العمل البحثي والتشغيلي. وأضافت سيليستى ساولو: "تسعى مبادرة الإنذار المبكر للجميع إلى جمع الأخطار كافة تحت مظلة واحدة، بما في ذلك الإنذارات المحسنة والتنبؤات القائمة على الأثر للعواصف الرملية والترابية".

25% من انبعاثات الغبار العالمية تنشأ عن الأنشطة البشرية

بدورها، أفادت الأمم المتحدة بأن "ما لا يقل عن 25% من انبعاثات الغبار العالمية تنشأ عن الأنشطة البشرية، حيث تضاعف الغبار الصحراوي في بعض المناطق في أثناء القرن الماضي. ومن الصعب السيطرة على تأثير هذه الظواهر، إذ قد يتسبب النشاط البشري في جزء من العالم في عواصف رملية وترابية في جزء آخر. وإلى ذلك، فكما تتسبب الأنشطة البشرية في وقوع العواصف الرملية والترابية، فإنه من الممكن أن تكون كذلك عناصر فاعلة في تقليلها".

أما فيما يتعلق بالآثار الصحية، يمكن أن تتسبب العواصف الرملية والترابية في أمراض الجهاز التنفسي واضطرابات القلب وتهيج العين والجلد، ويمكن أن تنشر كذلك أمراضاً أخرى، مثل التهاب السحايا. بالإضافة إلى تأثيرها على الأنشطة والإنتاجيات الزراعية. 

في تقرير صدر عام 2022، أشارت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى أن العواصف الرملية والترابية "زاد تواترها بشكل كبير في السنوات الأخيرة". وأضاف التقرير أن العواصف يمكن أن تفاقم أمراض الجهاز التنفسي، وقتل المحاصيل والماشية، وزيادة التصحر، رغم أن توثيق تأثيرها محدود.

عقد مكافحة العواصف الرملية والترابية

وفي السياق، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 10 يوليو/ تموز الجاري، أن العقد ما بين 2025 إلى 2034 هو عقد مكافحة العواصف الرملية والترابية، وهي الظواهر الجوية المتطرفة التي تتزايد وتهدد الصحة والاقتصادات، من وسط أفريقيا إلى شمال الصين.

وأبلغ سفير أوغندا لدى الأمم المتحدة جودفري كوبا، الذي عرض القرار نيابة عن مجموعة الـ 77، التابعة للأمم المتحدة التي تضم 134 دولة نامية الى جانب الصين، أمام الجمعية العامة المكونة من 193 عضواً، أن المبادرة تهدف إلى "وقف وتخفيف الآثار السلبية للعواصف الرملية والترابية من خلال تعاون دولي وإقليمي"، واعتمدت الجمعية القرار بالإجماع، وفقاً لما أوردت وكالة "أسوشييتد برس".

وفي إطار مبادرة استمرت عقداً وجرى اعتمادها يوم الأربعاء، قالت الجمعية العامة إن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ستعزز ممارسات التخفيف في البلدان المتضررة، بما في ذلك "الإدارة السليمة لاستخدام الأراضي، والتشجير وإعادة التشجير، وبرامج استعادة الأراضي".

ويدعو القرار كذلك إلى تعاون عالمي لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، وتبادل معلومات الطقس للتنبؤ بالعواصف الترابية والرملية. وغيرها من الأنشطة التي تعمل على رفع مستوى الوعي العام بأهمية مكافحة العواصف الرملية والترابية للصحة العامة، وتحسين استخدام الأراضي، وتعزيز "القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ".

المساهمون