مصاعب تواجه المحررات من قبضة بوكو حرام

08 مايو 2015
نيجيريات محررات من قبضة بوكو حرام (فرانس برس)
+ الخط -

مصاعب جسدية ونفسية تواجه النساء والأطفال الذين تحرروا من أسر الجماعة المتطرفة بوكو حرام، وعددهم 275 امرأة، ونقلوا نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة يولا شمال شرقي نيجيريا. ويحاول الفريق الطبي الموجود في عين المكان تضميد الجروح النفسية للنساء المحررات، واللواتي على الأغلب يعانين كونهن ضحايا للاعتداءات الجنسية وشاهدات على موت أقارب لهن خلال الأسر.


محمد بيلو، أخصائي اجتماعي، استمع أول من أمس الأربعاء إلى قصص هؤلاء النسوة في مخيم مالكوهي المقام على مشارف مدينة يولا. وينقل عن إحدى النساء أن طفليها ماتا أمام عينيها من الجوع. كانت تصرخ للحصول على الماء والطعام، وعندما مات ولداها اضطرت أن تنزع قميصها عنها لكي تغطيهما، وأنها ظلت عارية إلى أن أطلق سراحها.

امرأة أخرى من بين المعتقلات المفرج عنهن صرّحت لفرانس برس أن أختها توفيت أمامها وهي تلد دون مساعدة في الأدغال، وأن طفلها الوليد لم يبق على قيد الحياة.

في المخيم يقدم فريق من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين العلاج الجسدي والنفسي للضحايا، ويشير المعالج النفسي ماكولاي سابوم إلى أن أغلب الضحايا تعرضن للعنف بأشكال مختلفة ولمرات عديدة. كما أن هناك متخصصين للتعامل مع الصدمات التي تلقاها الأطفال خلال احتجازهم من قبل بوكو حرام.


ويتابع محمد بيلو: "إحدى النساء كانت تفقز هلعاً كلما ذكر اسم بوكو حرام، وما يقلق الأطباء والمعالجين تلك النساء اللواتي يظهر عليهن الهدوء ويجبن بأنهن سعيدات بعد النجاح بالإفراج عنهن". ويتابع" بعضهن لم يخرجن من غرفهن منذ لحظة الإفراج عنهن ونقلهن للمخيم، إلا عندما يطلب منهن ذلك، هؤلاء النسوة يعمدن إلى الصمت والتكتم وهذا يقلقنا للغاية، يجب حصولهن على العلاج".

"الكلام ممنوع حتى فيما بيننا"، هكذا استهلت "لامي موسى" (27 عاما) حديثها للأناضول، وهي واحدة من بين 657 امرأة حررتهن قوات الجيش النيجيري خلال الأسابيع الماضية من غابة "سامبيسا" آخر معاقل مسلحي جماعة "بوكو حرام" المتشددة في المنطقة الشمالية الشرقية المضطربة من البلاد.

وأضافت موسى بأن "انتهاك هذه القاعدة عقوبته الإعدام"، مبررة عدم سماح أفراد الجماعة المسلحة بالحديث فيما بين المختطفات هو إحباط أي محاولات للهروب المنظم. "موسى" الموجودة في مخيم يولا، كانت قد اختطفت من قرية "لامسا"، قبل أن يقتادها مسلحو الجماعة برفقة رضيعتها، والعديد من النساء الأخريات، بعد أن أطلقوا النار على زوجها أمام عينيها.

وبعينين مغرورقتين بالدموع، تابعت "التقينا أطفالاً مختطفين في الغابة، لم نعرف من هم، ولغة المسلحين هي البنادق والسكاكين. إنهم يقتلون الناس كما يحلو لهم". وزادت "في بعض الأحيان، كانوا يوجهون بنادقاً أو خناجر إلى رؤوسنا ورقابنا ويهددون بقتلنا، إذا اتخذت الحكومة أي خطوة خطيرة"، في إشارة لمهاجمة معقلهم لتحرير المختطفات.

وكان الجيش النيجيري قد أعلن في 3 عمليات إنقاذ سابقة منفصلة، تحرير ما مجموعه 687 امرأة وطفلا من غابة "سامبيسا".


وأضافت"شيء واحد أعرفه هو أن بوكو حرام، تقتل أي من أعضائها الذين لا يمتثلون لقوانينها، فيما يتعلق بالسلوك الجنسي". ولفتت موسى إلى موت العديد من المحتجزات بسبب الأمراض، لأنه لم يكن هناك أي رعاية طبية على الإطلاق.

من جانبه، قال هارونا همام فورو، السكرتير التنفيذي لوكالة إدارة الطوارئ في ولاية أداماوا(حكومية)، إن الجهود تبذل لضمان توفير عناية طبية، ومواد إغاثة مناسبة للرهائن المحررين قبل أن يتم إعادة توطينهن في مواقعهم.

فيما قالت لامي دابو ماشانغ، إحدى الممرضات في مخيم يولا، إنه سيجري فحص طبي لجميع الرهينات لمعرفة أوضاعهن الصحية، خاصة فيما إذا كان بينهن مصابات بفيروس نقص المناعة المكتسب(الإيدز).وأشارت إلى أن المشهد كان مرعباً في المرة الأولى التي تم إحضار 275 رهينة اللاتي تم تحريرهن، فكنّ في حالة صدمة، ولا يريدن التحدث أو مقابلة الناس أو مناقشة أي شيء".

بدورها قالت مونيكا يوحنا، (50 عاما)، وهي أم لستة أطفال، أنها احتجزت في "سامبيا" لمدة 7 أشهر بعد اختطافها مع طفلين لها من قرية جنوب "بورنو".

وأضافت "مسلحو بوكو حرام ليس لديهم أي مشاعر إنسانية"، وتابعت بعينين دامعتين "كانوا يسيئون معاملتنا، كانوا يطلبون منا جلب المياه ويضعون فيه القاذورات قبل أن نشرب ". وأشارت "يوحنا"، وهي مسيحية أن مسلحي "بوكو حرام"، لم يرغموها أبدا أو أخريات على تعلم القرآن أو تعاليم الإسلام، ولم تتعرض للاغتصاب.

اقرأ أيضاً:اغتصاب القاصرات "يتزايد" في نيجيريا والعدالة "نائمة"

المساهمون