"الحدثة" المهجرة تحتضن آلاف "العائدين"

الحدثة
نايف زيداني
نايف زيداني
صحافي فلسطيني من الجليل، متابع للشأن الإسرائيلي وشؤون فلسطينيي 48. عمل في العديد من وسائل الإعلام العربية المكتوبة والمسموعة والمرئية، مراسل "العربي الجديد" في الداخل الفلسطيني.
23 ابريل 2015
E8F73D3B-F6C2-4C16-864E-7BFEF3A8ABCE
+ الخط -

رفع آلاف "العائدين" إلى قرية الحدثة المهجرة في قضاء طبريا، العلم الفلسطيني في إطار مسيرة العودة الثامنة عشرة، التي نظمتها "جمعية المهجرين".

وتزامنت المسيرة، مع احتفال الاحتلال الإسرائيلي بما يسميه "يوم الاستقلال"، في ذكرى احتلال فلسطين قبل 67 عاماً.

وكما كل عام، رفع المشاركون في المسيرة شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، كما رفعوا لافتات تحمل أسماء القرى المهجرة المنكوبة منذ عام 1948، واختتمت المسيرة بمهرجان تخللته العديد من الخطابات، وفقرات فنية تجسّد مشهد العودة.

وأكد المتحدثون كون مسيرة العودة "صرخة حرية في وجه الظلم والطغيان، وفي وجه من سرق الأرض والوطن وارتكب المجازر وهجر الناس من قراها ومدنها وحولهم إلى لاجئين"، مستدركين أن الجماهير العربية الفلسطينية لن تسمح بتزييف التاريخ والجغرافية، "الذي تعكف عليه المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة".

إلى ذلك أكد عدد من الشبان والفتيات، المشاركين في المسيرة لـ"العربي الجديد"، أنهم سيواصلون حمل الرسالة، وحفظ الأمانة التي ورثوها عن الأجداد، حتى تتحقق العودة الفعلية، إلى القرى المهجرة.

من جانبه، قال سليمان فحماوي، من جمعية المهجرين لـ"العربي الجديد": "في مثل هذا اليوم الذي تحتفل فيه إسرائيل بما تزعم أنه استقلالها، تأتي الجماهير الفلسطينية في الداخل بعشرات الألوف، للتأكيد على أننا نطالب بالعودة وحق العودة لكل قرانا الفلسطينية التي هدمت عام 1948، مستدركاً: "حجم المشاركة هو رسالة للحكومات الإسرائيلية بأننا مهجّرون وأصحاب حق، وسنعود إلى قرانا. وأيضاً هو رسالة للعالم كله بأن 350 ألف مهجّر داخل وطنهم، محرومون من العودة، وملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الشتات في ظل حرمانهم من العودة".


أما الحاجة فتحية أبو الهيجاء، التي كان عمرها ثماني سنوات، فذرفت دمعة خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، واسترسلت بنظرها الذي جاب نواحي القرية، يخاطب حجارتها وأعشابها، قبل أن تنطق ببعض الكلمات حول ما كانت توكله لها أمها من أعمال، في البيت وخارجه، عندما كانت طفلة صغيرة.

وذكرت أنها استعادت الكثير من المشاهد التي عاشتها، عندما حطت قدميها على أرض الحدثة اليوم، وشعرت أنها تعيش في القرية من جديد. "طلعنا هجينا لما أجا اليهود استحلونا"، قالت بكلمات بسيطة، شارحة أنها في عمرها هذا تتمنى الموت على أرض أجدادها، ومؤكدة "أحفادنا يرغبون بالعودة بقدرنا وأكثر منا، فقد فقدنا أراضينا، لكن لن نفرط بحقنا فيها".

وقال عادل أبو الهيجاء من مواليد الحدثة عام 1936 لـ"العربي الجديد": "الحدثة دائماً وأبداً في الذاكرة. عشتها بمرارتها وحلاوتها وعشت كل شيء فيها. كل حق وراءه مطالب، لا يمكن أن يذهب سدى. نحن أصحاب حق ويجب أن نعود إلى قريتنا، وهذا حق شرعي وإنساني وقانوني. لا يعقل أن هؤلاء المهجرين أو اللاجئين لا يعودون قراهم ويسكنون في بلدات أخرى".

وشدد أبو الهيجاء على أهمية استمرار النضال: "يجب أن تكون هناك معركة شعبية، ليست موسمية، ولكن على مدار السنة، من خلال فعاليات مختلفة وطرق الأبواب في كل العالم، وإثارة الغضب وتجنيد الرأي العام".

وختم حديثه: "من حقي العودة إلى بلدي، وإذا لم ينجح جيلي، فسيعود الجيل الثاني أو الثالث أو الرابع. المأساة بالنسبة للرعيل الأول أنهم ماتوا في حسرة وهم ينتظرون العودة، وقد أوصوا أولادهم أن لا يفرّطوا بشبر واحد".

وكان حضور الأطفال قويّاً في مسيرة العودة، ومن بينهم الطفلة سارة راسم عدوي، التي قالت لـ"العربي الجديد" إنها من الجيل الذي سيحمل الرسالة ويمضي بها، "جئت لأشارك أهالي الحدثة الذين هجّروا عام 1948، وأتمنى لهم يوماً ما العودة إلى أراضيهم".

وببراءة طفلة أضافت بلهجتها المحكية، مؤكدة وعيها بالقضية: "إجو اليهود على أراضي الفلسطينيين وهجروهم منها وأخذوها. وفي نفس اليوم عملوا احتفال وعندهن عيد اسمو عيد الاستقلال، وعشان هيك أهل الحدثة وأهل فلسطين عملوا يوم النكبة".


اقرأ أيضاً:
"ليلة العودة إلى الدامون"
أسير يعقد قرانه على شابة من طولكرم

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..