التحول إلى المسيحية لنيل حق اللجوء بالدنمارك

03 أكتوبر 2015
تحول اللاجئ إلى المسيحية يتطلب إثباتات وتقييماً (العربي الجديد)
+ الخط -
منذ سنوات خلت، كانت مسألة ادعاء طالب لجوء من بلد إسلامي بأنه اعتنق المسيحية، كمخرج أخير لمنحه حق اللجوء، تعتبر قضية فردية لا تثير الكثير من الانتباه، سوى في حالات بسيطة تعلقت بأشخاص معدودين من إيران، واعتبرهم الإعلام مهددين بالموت في حال أعيدوا إلى بلدهم.


لكن في الأيام الأخيرة، ومع تدفق آلاف اللاجئين والمهاجرين، ومع تشديد قوانين الهجرة الدنماركية، ورفض معظم حالات اللجوء من أفغانستان وإيران تحديداّ، فإن عدد من يقول بأنه "أصبح مسيحيا" يتزايد، وبالتالي لا يمكن إعادته إلى بلده الأصلي. وبحسب ما كشفت عنه صحيفة مترو، يوم أمس الجمعة، فإن "140 شخصاً يرفعون قضايا ضد الدنمارك أمام الأمم المتحدة" بحجة أنهم "متحولون من الإسلام إلى المسيحية"، للحصول على اللجوء وفق ما نقلت الصحيفة عن مصدر في "مجلس اللجوء"، الذي ينظر في قضايا اللاجئين وشكاواهم". ويذهب المصدر للقول:" حوالي ثلث القادمين يدعون بأنهم تحولوا إلى المسيحية وبأن ذلك يؤدي إلى الإعدام في إيران وأفغانستان".

القضايا الـ 140 المرفوعة أمام الأمم المتحدة هي فقط لهؤلاء الذين رفضت طلبات لجوئهم في البلاد، وبالتالي فإن الأعداد الأخرى لم ترفع شكاوى بعد، لأن طلبات لجوئهم لم تنته دراستها بعد، وفق تقرير صادر عن "مجلس اللجوء"، والذي يضيف:" أعداد الذين يتظلمون إلى منظمات مختلفة في الأمم المتحدة في حالة تزايد، ففي السابق كانت حالات فردية والآن نحن أمام 140 حالة".

ووفق المصدر الذي تنقل عنه الصحيفة الدنماركية فإن "هناك دوافع متعلقة باللجوء في تغيير البعض لمعتقداتهم والتحول من الإسلام إلى المسيحية، وادعاء آخرين بأنهم غيروا ديانتهم قبل الوصول إلى البلد".

وبحسب مديرة جمعية "الأجانب المعتنقون الجدد" هيليا نورنغ فإن "المحامين الدنماركيين رفعوا في السنة الأخيرة العديد من الشكاوى على الدنمارك أمام المنظمات الدولية. وبحسب ما أراه يمكنني تقدير أن ثلث القادمين هم من الذين حولوا معتقداتهم إلى المسيحية".

اقرأ أيضاً: قمة دولية في باريس لدعم الأقليات المسيحية بالعراق وسورية

وكان مجلس اللجوء قد توقف في أكتوبر/تشرين الأول 2012 عن رفض اللاجئين الذين يقولون فقط إنهم اعتنقوا المسيحية بدل الإسلام. واليوم تغير التعامل مع هؤلاء حيث يصبح على المدعي تغيير ديانته إثبات ذلك بطرق كثيرة. وتقول محامية عن بعض أعضاء تلك المجموعة من طالبي اللجوء:" اليوم لا يكفي أن يأتي أحدهم بشهادة تعميد ليقال له بأنه حصل على اللجوء".

من ناحية ثانية، وعلى الرغم من الجدل المثار حول تلك القصص، والتي يعتبرها اليمين وبعض الشخصيات العامة "مختلقة"، فإن أحد القساوسة المسؤولين عن اختبار حقيقة ذلك التحول في المعتقد عند فئة من اللاجئين، نيلس نيومان اريكسن، يقول للصحف الدنماركية:" إذا كان هناك طالب لجوء يعبر عن رغبته باعتناق المسيحية، فنحن نتبع أساليب محددة معه، فعليه الحضور إلى الصلاة لبضعة أشهر لتقييم الجدية وقراءة الإنجيل وإجراء محادثات عن ذلك. وإذا وجدنا بأن لدى هؤلاء الأشخاص رغبة في الاستمرار فنواصل معهم لستة أشهر أخرى، تشبه ما يجري للشبان والشابات الدنماركيين حين بلوغهم سن الرابعة عشرة وتعميدهم".

اقرأ أيضاً: ألمانيا ترحّل مهدّدي أمنها القومي

دلالات
المساهمون