خبراء يسعون لإثبات "إبادة" الأيزيديين على يدّ "داعش"

21 أكتوبر 2015
أيزيديات تطالبن بالإفراج عن المختطفات (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

يبذل ثلاثة خبراء، ألماني وبلجيكي وفرنسي، جهوداً شاقة "لإثبات إبادة الأيزيديين" من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في كردستان العراق، باعتمادهم على تجربة في التحقيق بالجرائم النازية.

وقال رجل القانون الألماني أندريه أومانسكي، الخبير في القانون الجزائي في جامعة كولونيا: "لا نبحث عن التشويق بل نسعى إلى تحديد مراحل العملية الجنائية لإثبات صفة الإبادة".

واستهدف الأيزيديون بشكل واضح مع هجوم تنظيم "داعش" في آب/ أغسطس 2014 على معاقلهم الجبلية في سنجار، شمال العراق. 

وينوي المحققون الثلاثة إجراء سلسلة أولى من المقابلات الميدانية مع ناجين من بطش تنظيم الدولة الإسلامية. وقال أومانسكي إن هذه الشهادات يمكن أن تغذي محاكمات مقبلة، خصوصاً لجهاديين غربيين، لكن "الهدف الأول هو وقف هذه الجريمة".

وقال البلجيكي كوستيل ناستازي، الشرطي السابق الذي يدير جمعية "كرامة غجر الروما": "كانت لدينا طريقتنا التي نستخدمها منذ أكثر من عشر سنوات مع الشهود على الجرائم النازية"، لكن هذه العملية تبدو "مختلفة جداً" لوقائع معاصرة وما زالت حية.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: أقليات شمال العراق تواجه خطر الإبادة

هذا الفريق الصغير، ودعم وزارة الخارجية الفرنسية، فتحا في أغسطس 2015 أبواب مخيم للاجئين في كردستان العراق. وقد التقى الخبراء هناك أيزيديين يحملون ذكريات محددة، وحاولوا طمأنة هؤلاء الشهود المروعين والمصدومين قبل تصويرهم.


وقال ناستازي: "الناس متأثرون جداً. كان علينا التوقف وتوضيح سبب رغبتنا في البقاء مع الشخص بمفردنا. بعض الفتيات رغبن في التحدث إلينا وأخريات مع محققتنا الأيزيدية". ولائحة الجرائم التي تنسب للتنظيم طويلة، من عمليات إعدام إلى تجنيد أطفال في معسكرات للتدريب وفتيات يخضعن للاستعباد الجنسي ونساء تستخدمن دروعاً بشرية وإجبار أشخاص على تغيير دينهم قسرًا.

ويؤكد القس الفرنسي باتريك ديبوا، ثالث هؤلاء الخبراء، أن عملية تحديد الظروف الدقيقة للاتجار بالبشر أو فرض تدريب عسكري على الأطفال "معقدة بسبب تشتت الضحايا"، مشيراً إلى الطابع "المنظم والإداري" للتجاوزات "في أماكن متباعدة جداً تثير الدهشة"، بينما كان يتوقع أن ترتدي هذه الممارسات "طابعاً ارتجالياً أكبر". 

وتفيد حصيلة وضعتها حكومة كردستان العراق في أغسطس الماضي بأن 400 ألف من أصل 550 ألف أيزيدي عراقي نزحوا بسبب المعارك، وقتل حوالي 1500 منهم وخطف نحو أربعة آلاف.

دلالات
المساهمون