استمع إلى الملخص
- **إشراف وتنسيق المخيم**: تشرف عليه ثلاث مؤسسات محلية، ويتم تجهيز الخيام والحمامات بمواصفات خاصة تناسب الأشخاص ذوي الإعاقة، مع توفير المياه والسبل التي تضمن راحتهم.
- **التحديات والاحتياجات**: المخيم يضم جميع أنواع الإعاقات، ويعاني الأشخاص ذوو الإعاقة من تداعيات الحصار والقصف، مع متابعة دورية لتلبية احتياجاتهم.
تتجمع نحو مائة أسرة فلسطينية تضم أفراداً مصابين بإعاقات مختلفة داخل مخيم "بسمة أمل" للنازحين بمدينة دير البلح في وسط قطاع غزة، وهو مخيم مخصص لاستقبال وإيواء الأشخاص المعوقين، وتقديم الخدمات التخصصية لهم في ظل الصعوبات التي يواجهونها في التنقل والحصول على الرعاية الطبية منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
ويسعى المخيم إلى تقديم الرعاية للنازحين المعوقين في ظل تدمير غالبية المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية، فبينما يصيب النزوح المتكرر الفلسطينيين عموماً بحالة من الإرهاق، تتضاعف صعوبته لدى الأشخاص ذوي الإعاقة بسبب صعوبة حركتهم، إلى جانب التأثير النفسي الكارثي لتنقلهم القسري المتواصل.
ويضم المخيم أشخاصاً يعانون من أشكال مختلفة من الإعاقة، سواء السمعية أو البصرية أو الحركية، أو الإعاقات المزدوجة، وهو يقوم بتوفير المأوى وبعض الخدمات الأساسية التي توائم ظروفهم، وتراعي تسهيل الحركة والتعامل، إلى جانب المتابعة الدورية والرعاية اللازمة.
يقول حمزة الفليت، وهو أحد القائمين على المكان، إن مخيم "بسمة أمل" يضم مختلف أنواع الإعاقة، سواء الحركية أو السمعية أو البصرية أو الذهنية، أو من يحملون أكثر من إعاقة، وتم تجهيز الخيام بمواصفات خاصة، وكذلك تجهيز الحمامات المخصصة للرجال والمخصصة للنساء، والتي تمت مواءمتها جميعا لتناسب الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويوضح الفليت لـ"العربي الجديد"، أن "المخيم تشرف عليه ثلاث مؤسسات محلية، وهي الإغاثة الزراعية، والهلال الأحمر الفلسطيني، وجمعية أطفالنا للصم، ويحاول توفير المتطلبات الأساسية للنازحين من ذوي الإعاقة، سواء المياه المخصصة للاستخدام اليومي، أو المياه المخصصة للشرب، وكذلك توفير السبل التي من شأنها توفير الراحة لهم، خاصة أن معاناتهم تفوق معاناة الأشخاص الأصحاء بفعل متطلبات الرعاية المتزايدة".
ويضيف أن "العدوان الإسرائيلي المتواصل خلف آثاراً واضحة على مختلف شرائح المجتمع في قطاع غزة، لكن تأثيراته كانت أشد قسوة على الأشخاص ذوي الإعاقة، فقبل الحرب، كان هؤلاء الأشخاص يهتمون بتغيير الكراسي المتحركة، والعكاكيز، وتوفير الأطراف الصناعية والأدوات المساعدة، لكن ظروف الحرب منعتهم من كل ذلك، وفي الوقت الحالي لا تستطيع المؤسسات القائمة توفير أي من تلك الأشياء بفعل إغلاق المعابر".
بدوره، يوضح الفلسطيني محمد أبو كميل، وهو من ذوي الإعاقة الحركية، وأحد القائمين على تسيير المخيم، أنه جاء استجابة للاحتياجات المتزايدة للأشخاص ذوي الإعاقة، ومراعاة للظروف والتحديات والصعوبات التي تواجههم مثل كل شرائح الشعب الفلسطيني، حيث يوفر المتطلبات الأساسية التي تعينهم على إنجاز تفاصيل المعيشة اليومية.
ويوضح أبو كميل لـ "العربي الجديد"، أن "المخيم يضم جميع أنواع الإعاقات، وهؤلاء الأشخاص كانوا يعانون قبل الحرب من تداعيات الحصار الإسرائيلي، ثم تفاقمت تلك المعاناة بفعل القصف والتهجير القسري، وانعدام المقومات الأساسية للحياة، أو القدرة على الحركة بأمان في ظل الخطر المحدق بكل الأماكن، إلى جانب عدم توفر البيئة الصحية، أو وجود مراكز نزوح موائمة يمكنها ان تحفظ كرامتهم".
ويشير إلى وجود خمسة إداريين في المكان لمتابعة مختلف التفاصيل وتذليل التحديات وتوفير الاحتياجات، وأنهم يتعاملون مباشرة مع الأشخاص ذوي الإعاقة، ويجرون معهم لقاءات مباشرة، واجتماعات دورية لمعرفة احتياجاتهم ومتطلباتهم، ثم التواصل مع المؤسسات الشريكة، والمؤسسات ذات الصلة لتوفير تلك الخدمات والاحتياجات وفق الإمكانيات المتاحة.
وتقول والدة الفتى عبد الله أبو ناموس، وهو يعاني من إعاقة حركية وسمعية، إنها التحقت بمخيم "بسمة أمل" في بداية شهر يوليو/ تموز الماضي، وإن العائلة قبلها تنقلت بين اكثر من مخيم ومركز إيواء، لكنها لم تجد الخدمات التي تتناسب مع أوضاع الإعاقة.
وتؤكد أبو ناموس التي تضم أسرتها أكثر من شخص من ذوي الإعاقات الحركية والسمعية وضمور العضلات، لـ"العربي الجديد": "ابني من ذوي الإعاقة الحركية، وهو يمثل الهاجس الأكبر بالنسبة لنا بسبب عدم مواءمة مراكز ومدارس الإيواء لاحتياجاته الخاصة، إلا أن مخيم بسمة أمل قام بتوفير المتطلبات الأساسية له ولبقية أبنائي، إلى جانب مواءمة الخدمات لاحتياجاتهم اليومية".