تشير بيانات نشرها برنامج الأغذية العالمي، اليوم الاثنين، إلى أنّ أكثر من 1.6 مليون طفل دون الخامسة سوف يعانون من سوء التغذية في العام المقبل في جنوب السودان، بعد طفرة في الأمراض المنقولة عبر المياه بسبب الفيضانات.
وشهد جنوب السودان نزاعات دامية وكوارث طبيعية وضائقة اقتصادية ومشكلات سياسية مستمرّة منذ استقلاله عن السودان في عام 2011. وفيما تشهد مناطق في البلاد فيضانات سنوياً، يكافح المقيمون في تلك المناطق المغمورة بالمياه للوصول إلى الغذاء في ظلّ انتشار الأمراض.
The new Integrated Food Security Phase Classification report for #SouthSudan is out📝
— WFP South Sudan (@WFP_SouthSudan) November 6, 2023
The projections show 7.1 million people will be food insecure next year in 🇸🇸 and 1.65 million children are expected to be acutely malnourished ⚠️ pic.twitter.com/dJzNbu9HLe
في ولاية روبكونا حيث غمرت مياه الفيضانات مساحات شاسعة من الأراضي وأجبرت مجتمعات بأكملها على الانتقال إلى جزر صغيرة منذ عام 2021، ارتفعت كلفة المواد الغذائية الأساسية أكثر من 120 في المائة منذ إبريل/ نيسان الماضي. ومن المتوقّع أن تواجه هذه الولاية التي تقع في شمال البلد مستويات كارثية من الجوع بحلول شهر إبريل المقبل.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في جوبا ماري-إيلين ماكغرورتي إنّ "هذا هو واقع العيش على الخطوط الأمامية للأزمة المناخية". أضافت: "نشهد زيادة مقلقة جداً في سوء التغذية، وذلك نتيجة مباشرة للعيش وسط الاكتظاظ" وفي محيط "مغمور بالمياه".
وتابعت ماكغرورتي أنّ "انتشار الأمراض التي تنتقل بالمياه يقضي على كلّ العمل الذي تنجزه الوكالات الإنسانية من أجل الوقاية من سوء التغذية وعلاجه"، مبيّنة أنّ "الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للتأثّر بذلك".
وتفاقمت الأزمة الصحية مع فرار مئات آلاف اللاجئين المتحدّرين من جنوب السودان من النزاع القائم في السودان منذ منتصف إبريل الماضي. وقد حذّر برنامج الأغذية العالمي، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من أنّ الأسر تواجه "حالة طوارئ بسبب الجوع".
يُذكر أنّه منذ بدء النزاع الأخير في السودان، قُتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وفقاً لتقديرات مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). وفشلت اتفاقيات الهدنة المتعدّدة في وقف العنف الذي أثار مخاوف من حدوث أزمة إنسانية تضرب المنطقة على نطاق أوسع.
أمّا في جنوب السودان، فقد قُتل نحو 380 ألف شخص خلال حرب أهلية استمرّت خمسة أعوام بين القادة المتنافسين الذين يتقاسمون السلطة في الوقت الراهن.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قدّر البنك الدولي عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في جنوب السودان في عام 2023 بنحو 9.4 ملايين شخص، وهو ما يعادل 76 في المائة من سكان هذه الدولة الأفريقية.
(فرانس برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
