1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة.. والتحديات هائلة

07 اغسطس 2024
شلل الأطفال يهدّد فلسطينيي غزة الصغار وسط الحرب، 16 يوليو 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -

بالتزامن مع مرور عشرة أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وعلى ظهور أزمات تختلف طبيعتها، من بينها أزمات صحية آخرها فيروس شلل الأطفال المرصود قبل أقلّ من شهر إنّما من دون إصابات حتى الآن، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أنّ وكالته خصّصت أكثر من مليون جرعة لقاح مضاد لشلل الأطفال للقطاع المحاصر. لكنّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة لا تخفي أنّها تواجه تحديات هائلة لضمان توزيع 1.2 مليون جرعة لقاح في القطاع، خصوصاً في ظلّ عدم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار.

وعبّر غيبريسوس، في تصريحات وتدوينة على موقع إكس اليوم الأربعاء، عن قلقه إذ إنّ "اكتشاف شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي بقطاع غزة دليل واضح على أنّ الفيروس ينتشر في المجتمع"، وهو الأمر الذي من شأنه "تعريض أطفال غزة غير المحصّنين باللقاح للخطر". وأوضح أنّ منظمة الصحة العالمية، إلى جانب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وشركاءها، تستعدّ جميعها بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، لتنظيم جولتَين من حملات التحصين ضدّ شلل الأطفال تستهدفان 600 ألف من أطفال غزة ممّن هم دون الثامنة، علماً أنّ هؤلاء سوف يتلقّون اللقاح في الأسابيع المقبلة.

وقد شدّد المسؤول الأممي على الحاجة "إلى حرية مطلقة في ما يتعلّق بحركة العاملين الصحيين والمعدّات الطبية، من أجل تنفيذ العمليات المعقّدة بأمان وفعالية". وتابع أنّ المطلوب هو وقف لإطلاق النار، أو على أقلّ تقدير "أيام من الهدوء"، في خلال التحضير لحملات التحصين وفي خلال تنفيذها، وذلك من أجل حماية أطفال غزة من الإصابة بشلل الأطفال.

جولة التحصين الأولى ضدّ شلل الأطفال بعد 10 أيام

وأفاد غيبريسوس بأنّ منظمته تدعم التحصين الروتيني ومراقبة الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال أخيراً. يُذكر أنّ الفيروس المسبّب للمرض رُصد في عيّنات من مياه الصرف الصحي في خانيونس جنوبي قطاع غزة وفي دير البلح وسطه، وقد أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ذلك، للمرّة الأولى، في 18 يوليو/ تموز المنصرم، لتتبعها في اليوم نفسه وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ثمّ منظمة الصحة العالمية في اليوم التالي. وفي 29 يوليو المنصرم، أعلنت وزارة الصحة قطاع غزة المحاصر والمستهدف "منطقة وباء لشلل الأطفال".

في الإطار نفسه، أشار مدير برنامج استئصال شلل الأطفال في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حامد جعفري، في مؤتمر صحافي افتراضي مشترك عُقد اليوم الأربعاء، إلى أنّ انتشار فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة قد يكون بدأ في سبتمبر/ أيلول 2023. وأوضح أنّ المنظمة تخطّط لإطلاق الجولة الأولى من التحصين في 17 أغسطس/ آب الجاري، أي بعد عشرة أيام من اليوم.

ويُعَدّ أطفال غزة دون الخامسة من عمرهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذا المرض الفيروسي، ولا سيّما الرُضّع دون العامَين، إذ إنّ حملات التحصين الروتينية الأساسية تعطلت قبل عشرة أشهر، بسبب الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة. وبحسب مسؤولين في منظمة الصحة العالمية، فإنّ العدوان المتواصل والحصار المشدّد أوجدا قيوداً على الحركة حالت دون إيصال اللقاحات اللازمة لتحصين نصف مليون طفل ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة، على الرغم من توفّرها. وهكذا تعطّلت "عمليات التوصيل من باب إلى باب أو من خيمة إلى خيمة"، في إشارة إلى النازحين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية.

تحذير من تفشّ أكبر لفيروس شلل الأطفال

من جهتها، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حنان بلخي: "نحتاج إلى وقف إطلاق النار، وإن كان وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لتنفيذ هذه الحملات بنجاح". وحذّرت، في المؤتمر الصحافي الافتراضي نفسه الذي عُقد اليوم الأربعاء، من أنّه "في حال لم يحدث ذلك، فإنّنا نخاطر بتفشّ متزايد لفيروس شلل الأطفال، بما في ذلك عبر الحدود". كذلك حذّرت بلخي من "خطر تطوير مقاومة مضادة للميكروبات في قطاع غزة، واحتمال انتشار سلالات جديدة من الفيروس في مناطق أخرى".

في سياق متصل، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن إنّ الإصابات بالإسهال في قطاع غزة تأتي مضاعَفة 24 مرّة مقارنةً بالمعدّل الطبيعي. أضاف، في المؤتمر الصحافي الافتراضي نفسه اليوم، أنّ أكثر من 100 ألف إصابة بالجرب والقمل سُجّلت بين الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى جانب أكثر من 70 ألف حالة من الطفح الجلدي، وذلك بسبب الاكتظاظ الكبير في أماكن تجمّع أهل القطاع وطفح مياه الصرف الصحي وتلوّث المياه المتوفّرة.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون