"يونيسف": 20 ألف طفل وُلدوا "في الجحيم" بغزة وسط نقص المساعدات

20 يناير 2024
توائم ولدوا في مركز الإيواء بمدرسة في دير البلح في 25 ديسمبر (مجدي فتحي/Getty)
+ الخط -

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن 20 ألف طفل ولدوا في "الجحيم" بغزة، منذ أن شنت إسرائيل حربا مدمرة عليه في 7 أكتوبر، وأنه من المحتمل أن يموت العديد من الأطفال الآخرين نتيجة الظروف القاسية التي تزداد وطأتها في القطاع.

وأكدت أن المشاكل المزمنة في الوصول إلى المساعدات أدت إلى إجراء عمليات قيصرية من دون تخدير، بينما لم تتمكن نساء أخريات من ولادة أطفالهن الذين يموتون في الأرحام بسبب الضغط الزائد على الطاقم الطبي.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي لوكالات الأمم المتحدة عقدته خبيرة التواصل في يونيسف تيس إنغرام بمدينة جنيف، في سويسرا.

وقالت إنغرام: "خلال 105 أيام التي تصاعد فيها هذا التوتر في قطاع غزة، وُلد ما يقرب من 20 ألف طفل في بيئة الحرب". وأضافت: "وهذا يعني ولادة طفل واحد تقريبًا كل 10 دقائق في خضم هذه الحرب الرهيبة".

وشددت إنغرام على أن وضع النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة "لا يُصدق"، مؤكدة أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومكثفة من أجلهم.

وأضافت: "تعيش الأمهات الحوامل والمرضعات وأطفالهن في ظروف غير إنسانية وملاجئ مؤقتة، ويعاني هؤلاء الأشخاص من سوء التغذية ولا يحصلون على المياه النظيفة، وهذا يعرض نحو 135 ألف طفل دون سن الثانية لخطر الإصابة بسوء التغذية".

وأوضحت تيس إنغرام، التي عادت للتو من جنوب غزة، أن العاملين في المستشفى الإماراتي المكتظ في رفح اضطروا إلى إخراج الأمهات من المستشفى "في غضون ثلاث ساعات بعد إجراء العملية القيصرية"، وهو وضع "يفوق التصديق ويتطلب اتخاذ إجراءات فورية".

وأضافت أن القصف المستمر والنزوح "يؤثران بشكل مباشر على الأطفال حديثي الولادة، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات نقص التغذية ومشاكل النمو وغيرها من المضاعفات الصحية".

وقالت المسؤولة الأممية إنه يُعتقد أن حوالي 135 ألف طفل دون سن الثانية معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في الوقت الراهن، وسط ظروف "غير إنسانية" في الملاجئ المؤقتة وسوء التغذية والمياه غير الآمنة.

حالات التهاب الكبد الوبائي

وبدوره، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن القلق من تأكيد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي "إيه" في غزة. وقال في منشور سابق على منصة إكس: "إن الظروف المعيشية غير الإنسانية، حيث بالكاد توجد مياه نظيفة ومراحيض نظيفة و(تتعذر) إمكانية الحفاظ على نظافة المناطق المحيطة، ستمكن من انتشار التهاب الكبد الوبائي A بشكل أكبر، وتسلط الضوء على مدى خطورة البيئة (هناك) بشكل هائل لنشر الأمراض".

وتشير أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في المتوسط يتشارك 500 شخص في مرحاض واحد، ويضطر أكثر من 2000 شخص إلى استخدام حمام واحد، ما يزيد من خطر انتشار المرض. وأفادت المنظمة بأنه بالإضافة إلى الارتفاع الحاد في التهابات الجهاز التنفسي العلوي، فإن حالات الإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة المسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023 كانت أعلى بـ26 مرة مما سُجّل عن نفس الفترة من عام 2022.

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد الجمعة في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش إن الناس يُدفعون إلى أماكن أصغر من أي وقت مضى، حيث يقيمون في ملاجئ مكتظة مع عدم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة، أو إلى مراحيض.

وأضاف المسؤول الأممي أن شريحة كبيرة من السكان في غزة، بمن فيهم الأشخاص الذين أصيبوا وتعرضوا للقصف، "يحتاجون إلى مساعدة طبية فورية". وأشار إلى أن مجمع ناصر الطبي في خانيونس لم يبق فيه سوى طبيبين في قسم الطوارئ مقارنة بـ24 طبيبا قبل الحرب، مع وجود 14 سريرا فقط للعناية المركزة اليوم، مقارنة بـ45 سريرا، وأربعة ممرضين فقط من أصل 20 قبل التصعيد.

(العربي الجديد، الأناضول)

المساهمون