يونيسف: عام 2024 الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى الأطفال في مناطق النزاعات

02 يناير 2025
وسط الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خانيونس، 6 ديسمبر 2024 (بشار طالب/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت اليونيسف نداءً عاجلاً لحماية الأطفال في مناطق النزاعات، مشيرة إلى أن عام 2024 كان من الأسوأ للأطفال المتأثرين بالحروب، حيث يتعرضون لانتهاكات جسيمة مثل القتل والاختطاف.
- دعت المنظمة المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الأطفال، بما في ذلك إنهاء الهجمات وتوفير الوصول الآمن للخدمات الأساسية، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً.
- أكدت اليونيسف على ضرورة التحرك الفوري لإنهاء النزاعات وتعزيز الجهود الدبلوماسية، مع التزام الحكومات بالقوانين الدولية لحماية الأطفال.

أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) نداءً إلى قادة العالم لحماية الأطفال في مناطق النزاعات، مشدّدةً: "نرفض قبول تحوّل الوضع الفتّاك القائم إلى معيار"، انطلاقاً من واقع أنّ 2024 كان واحداً من أسوأ الأعوام على الإطلاق بالنسبة إلى الأطفال وسط النزاعات. وأكدت أنّ عام 2024 كان، وفقاً لكلّ المقاييس تقريباً، أحد أسوأ الأعوام تاريخياً في سجلّ المنظمة الخاص بالأطفال الذين يعيشون في تلك المناطق، وبالتالي، "يجب علينا جميعاً أن نحتشد معاً لحماية الأطفال من فظائع الحروب، والحفاظ على "إنسانيتنا المشتركة". يُذكر، في هذا الإطار، أنّ الأمم المتحدة وصفت العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بأنّه "حرب على الأطفال"، وذلك في أكثر من مرّة منذ بدايته قبل نحو 15 شهراً، وحذّرت من تبعاته الخطرة على هؤلاء الصغار المحاصرين والمستهدفين الذين يمثّلون النسبة الكبرى من الضحايا إلى جانب النساء.    

وإذ بيّنت منظمة يونيسف، في ندائها، أنّ أكثر من طفل واحد من بين كلّ ستة أطفال في العالم يعيش حالياً في مناطق متأثّرة بالنزاعات مع مواجهة انتهاكات فظيعة، أفادت بأنّ "الأطفال لا يبدأون الحروب غير أنّهم يتحملون وطأتها الأشدّ". وأشارت إلى ترجيح أنّ يُقتل هؤلاء أو يُصابوا بجراح بسبب الذخائر المتفجّرة بصورة أكبر مقارنة بالأشخاص البالغين، وأنّ يخسروا كذلك الحماية والرعاية من أفراد الأسرة والأصدقاء، ويتعرّضوا للاختطاف من منازلهم، ويُجنَّدوا في جماعات مسلحة، ويُنتهكوا جنسياً. وأضافت المنظمة إلى ذلك تعرّض مدارسهم ومستشفياتهم للدمار، وحرمان كثيرين منهم من المساعدات المنقذة للأرواح، وذلك ببساطة استناداً إلى هويّتهم أو مكان عيشهم.

وشدّدت المنظمة على أنّ "لا يمكننا السماح لجيل من الأطفال بأن يتحوّل إلى أضرار جانبية للحروب التي تدور في العالم من دون رادع"، لافتةً إلى من يعاني في فلسطين والسودان وهايتي وميانمار وبلدان ومناطق أخرى. وحاولت الإجابة عن سؤال "ما الذي بوسعنا فعله لتحقيق التغيير؟"، من خلال نقاط عدّة ضمّنتها نداءها. ومن تلك النقاط:

  • رفض المواطنين في كلّ العالم الإشاحة بنظرهم عن معاناة الأطفال، أو التزام الصمت عند وقوع اعتداءات على أطفال، بحجّة أنّ ما يجري يبدو بعيداً جداً أو لأنّ السياسات ذات الصلة شديدة التعقيد.
  • الإصرار على القادة الوطنيين والدوليين بأنّ حماية الأطفال من النزاعات التي لا يد لهم فيها تمثّل حجر الأساس لإنسانيتنا المشتركة.
  • المطالبة بقيادة تتّخذ إجراءات حاسمة لإنهاء ومنع الهجمات والعنف ضدّ الأطفال العالقين في مناطق النزاعات.
  • عمل الأطراف المتحاربة في المناطق حيث تستعرّ النزاعات للإيفاء بالتزاماتها بحماية الأطفال، من خلال إنهاء الهجمات التي تقتل هؤلاء وتصيبهم بجروح أو تدمّر مدارسهم ومستشفياتهم وغيرها من الهياكل الأساسية والخدمات التي يعتمدون عليها، بالإضافة إلى إنهاء عمليات الخطف والعنف الجنسي وتجنيد الأطفال.
  • إتاحة الأطراف المتحاربة، من دون أيّ استثناء، إمكانية الوصول الآمن إلى الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة وكذلك تلك التي توفّر الحماية للأطفال. وهذا يشمل منع وإنهاء الهجمات التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ هؤلاء وحمايتهم.
  • دعم المجتمعات المحلية في المناطق المتأثّرة بالنزاعات لتتمكّن من توفير بيئات حامية لجميع أطفالها، مع الأخذ بالاعتبار مواطن الضعف استناداً إلى السنّ ونوع الجنس والإعاقة والوضع القانوني.
  • استخدام الحكومات نفوذها والتأثير على الأطراف المتحاربة لحماية الأطفال وفقاً لمتطلبات القانون الدولي الإنساني، وتعزيز الجهود الدبلوماسية لمنع العنف ضدّ الأطفال وإنهائه.
  • ضمان الحكومات والكيانات الأخرى التي تدعم الأطراف المتحاربة اتّساق أيّ دعم تقدّمه مع التزاماتها القانونية الوطنية والدولية بحماية أرواح الأطفال وعافيتهم في مناطق النزاعات.
  • وجوب أن تعيد المؤسسات الدولية المعنية بالسلام والأمن، من قبيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، انخراطها في عمل جماعي لإيلاء الأولوية باستمرار لسلامة الأطفال العالقين في النزاعات المسلحة وعافيتهم، بما في ذلك بذل جهود دبلوماسية مُبادِرة لإنهاء النزاعات.
  • زيادة المجتمع الدولي استثماراته، بسرعة، في برامج لحماية الأطفال المتأثّرين بالنزاعات، إلى جانب الاستثمار في جهود رصد الانتهاكات ضدّ الأطفال والإبلاغ عنها، وجهود الدعوة لمنع النزاعات وإنهائها مرّة واحدة وإلى الأبد.

وإذ رأت منظمة يونيسف أنّ "ليس بوسع الأطفال الانتظار"، شدّدت على "وجوب أن نتصرّف الآن". وأوضحت أنّ هؤلاء يحتاجون إلى السلام لينموا، ولا بدّ من مضاعفة الجهود لإنهاء النزاعات المسلحة الحالية التي يبدو أنّ لا نهاية لها. أضافت أنّ بعد أكثر من 75 عاماً على إقرار اتفاقيات جنيف، التي تُعَدّ الأساس القانوني الدولي لحماية المدنيين في أثناء الحروب، وبعد أكثر من 35 عاماً على إقرار اتفاقية حقوق الطفل، لم يعد بوسع الأطفال الانتظار للحصول على الحماية.

Image
2024.. عام قياسي في معاناة أطفال النزاعات المسلحة حول العالم
تأثير النزاعات المسلحة على الأطفال وصل إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2024 (العربي الجديد)
المساهمون