يبدو المتحدّث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر حاسماً وهو يقول إنّ الحرب التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هي "حرب على الأطفال".
وفي تسجيل أخير له بثّته "يونيسف" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، يظهر إلدر في أحد مستشفيات جنوب قطاع غزة وهو يقول إلدر إنّ الأطفال موجودون في كلّ مكان في هذا المستشفى، إذ "تراهم كيفما توجّهت، وترى جراح الحرب لديهم، وكيفية تأثير هذه الحرب عليهم". ويحاول الإضاءة على الواقع المأساوي والمرعب الذي يعيشه الفلسطينيون الصغار في غزة من خلال عرض حكاية سهيل.
"هذه حرب على الأطفال"
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) November 25, 2023
-المتحدث باسم اليونيسف من مستشفى بجنوب قطاع #غزة
pic.twitter.com/TO65mSED3L
وسهيل، بحسب ما يروي إلدر، فتى فلسطيني في العاشرة من عمره يُنقَل على سرير متحرّك، وقد التهمت الحروق 50 في المائة من جسده. وفيما يتحدّث عن إصاباته البدنية، يشير إلدر إلى أنّ هذا "الفتى يبدو محطّماً". يضيف أنّ الأمر يبدو كأنّما "الكسور أصابت جسد الصغير لكنّ قطع ذلك الجسد جُمع بعضها ببعض بطريقة غير مناسبة".
ويتابع المتحدّث باسم "يونيسف" أنّ القذيفة التي استهدفت منزل الصغير في غزة قتلت والده وشقيقه وأدّت إلى إصابته. فنقله عمّه إلى المستشفى. ويخبر العمّ، بحسب إلدر، أنّ سهيل فتى محبوب جداً ويُعتمَد عليه. لكنّ الصغير في الوقت الراهن يبدو في حالة صدمة.
ويصف إلدر كيف أنّ عينَي سهيل الزقاوَين الواسعتَين تبدوان تائهتَين، قبل أن يلفت إلى أنّ الأطباء يرجّحون أن يكون قد فقد بصره. ويقول: "في الوقت الراهن، عالمه (سهيل) مظلم جداً"، مؤكداً "هذه حرب على الأطفال".
ويحاول المتحدّث باسم "يونيسف"، في كلّ تصريح إعلامي له، أن يضيء على قصّة صغير أو صغيرة من غزة، لعلّه في ذلك يستطيع رسم صورة حقيقية للمأساة الكبرى الذي تنغّص عيش الأطفال الفلسطينيين.
وفي خلال تصريحات إعلامية، أمس الجمعة، أخبر إلدر أنّه تحدّث إلى فتى في السابعة من عمره، استشهد والده واستهدت والدته واستشهد شقيقه التوأم. ووصف كيف أنّ الصغير يعاني من أجل تذكّر وجوه أفراد عائلته الشهداء.
وفي خلال البرنامج التلفزيوني نفسه، بعيد إطلاق سراح الدفعة الأولى من المعتقلين القصّر والمعتقلات الفلسطينيين لدى الاحتلال، أمس الجمعة، قال إلدر قال إنّ "ثمّة أطفالاً معتقلون في السجون الإسرائيلية منذ وقت طويل. هؤلاء الأطفال كذلك في حاجة إلى العودة إلى عائلاتهم، وليس فقط الأطفال الذين أُخلي سبيلهم اليوم (أمس الجمعة)"، مؤكداً أنّ أعداد هؤلاء الذين ما زالوا في الاعتقال "أكبر بكثير... بكثير".
من جهة أخرى، يرى إلدر أنّ الهدنة المؤقتة، التي دخلت حيّز التنفيذ صباح أمس الجمعة، من شأنها أن تساعد في إيصال الإمدادات اللازمة إلى الأطفال والعائلات في قطاع غزة. لكنّه يشدّد على أنّ الطريقة الوحيدة التي قد تجعل الأطفال آمنين هي في إنهاء هذه الحرب.