"يأكلون الكلاب والقطط".. هكذا انعكست مزاعم ترامب على مهاجرين من هايتي في أوهايو

14 سبتمبر 2024
مهاجرون هايتيون يخشون العنف العنصري في أوهايو الأميركية، 12 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مخاوف المهاجرين الهايتيين:** يواجه المهاجرون الهايتيون في سبرينغفيلد تهديدات بالعنف العنصري بعد اتهامات ترامب بأنهم يأكلون الحيوانات الأليفة، مما أدى إلى إخلاء مقر البلدية والمدارس وإغلاق بعض الأعمال التجارية.

- **التوترات الاقتصادية والاجتماعية:** الهجرة الهايتية ساهمت في النهضة الاقتصادية لسبرينغفيلد، لكن غياب السياسات لمعالجة الفقر زاد من التوترات في سوق السكن والمرافق الطبية والتعليمية، مما أدى إلى زيادة العنصرية.

- **تأثير التصريحات السياسية:** تصريحات ترامب زادت من حدة التوترات، مما دفع بعض المهاجرين للبقاء في منازلهم، بينما يعتمد آخرون على دعم السكان المحليين.

يخشى مهاجرون هربوا من العصابات في هايتي واستقروا في سبرينغفيلد بولاية أوهايو من التعرّض للعنف العنصري، منذ وجّه مرشّح الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب إليهم اتهامات لا أساس لها، مفادها بأنهم يأكلون الحيوانات الأليفة.

وتعد سبرينغفيلد مدينة صغيرة تقع في ولاية أوهايو شمال شرقي الولايات المتحدة، ويشكل البيض غالبية سكانها، وقد شهدت هذا الأسبوع إخلاء مقر البلدية والعديد من المدارس، بعد تلقي إنذارات بوجود قنبلة، وتكررت التهديدات ضد القادمين من هايتي. كذلك اضطر رومان بيير، مدير أحد المطاعم الهايتية، إلى الإغلاق باكراً، الخميس الماضي، ليجنب موظفيه العودة إلى منازلهم في وقت متأخر، خوفاً على سلامتهم من العنف العنصري، مشيراً إلى أن العديد من المهاجرين المتحدرين من هايتي غادروا بالفعل وينوي آخرون ذلك. 

كما قال مدير نزل يقطنه هايتيون في المدينة تعرّض مساء الخميس لتهديدات تجري الشرطة الفيدرالية تحقيقاً فيها "إنها حقيقة مؤسفة وتثير الذعر". وتحدّث فيل دورسينفيل عن إهانات ودعوات إلى "التطهير" ناجمة عن "أجندة سياسية" لإثارة مخاوف من الهجرة غير الشرعية.

الصورة
مهاجرون هايتيون يخشون العنف العنصري في أوهايو الأميركية، 12 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
مخاوف من العنف العنصري في أوهايو الأميركية، 12 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

وفي الأيام الأخيرة، صدرت عن الجمهوريين، وفي مقدمتهم دونالد ترامب، اتهامات لا أساس لها تفيد بأن المهاجرين يقومون بـ"غزو" سبرينغفيلد، ومهاجمة كلاب وقطط السكان المحليين لأكلها، وأكد الرئيس السابق خلال المناظرة التي جرت، الثلاثاء، بينه وبين الديمقراطية كامالا هاريس، "إنهم يأكلون الكلاب"، مما زاد من حدة التوتر، بينما نفت الشرطة المحلية مزاعم ترامب، كما فندتها وسائل إعلام عدة.  

العنف العنصري يصل إلى مستويات "شبه خطيرة" في أوهايو

وأتاحت الهجرة قيام نهضة اقتصادية في هذه المدينة التي بلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة في عام 2020، في أعقاب تراجع ديمغرافي سجّله شمال الولايات المتحدة. وسمحت خطة للمدينة باستقطاب أنشطة تجارية وبما يتراوح بين عشرة آلاف و15 ألف مهاجر من هايتي سمعوا بتوفر فرص عمل. لكن خلق فرص العمل لم تصحبه سياسات لمعالجة المشاكل العامة التي تواجه المدينة، ولا سيما الفقر. وبالتالي تفاقمت التوترات الموجودة بالفعل في سوق السكن والمرافق الطبية والتعليمية، بحسب ويس بابيان، القس السابق في الكنيسة المعمدانية المحلية. وأضاف أن شكاوى السكان بدأ "يشوبها تزايد العنصرية"، لتصل خلال العام الماضي إلى مستويات "شبه خطيرة".

ويتمتع العديد من أفراد المجتمع الهايتي بوضع قانوني أو يستفيدون من وضع الحماية، ويعيش البعض في الولايات المتحدة منذ سنوات عدة. لكن اتهامات تطاولهم بانتظام وتفيد بأنهم جاؤوا إلى سبرينغفيلد على متن حافلات استأجرتها الحكومة الفيدرالية ويعتمدون على مساعدات تقدمها الدولة على عكس السكان المحليين الذين يتضاءل عددهم.

الصورة
مخاوف من العنف العنصري في أوهايو الأميركية. 12 سبتمبر2024(فرانس برس)
ويليام طومسون شارك في حرب فيتنام، أوهايو الأميركية، 12 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

وجاءت فيلومين فيلوستين التي حصلت على الجنسية الأميركية إلى المدينة حيث فتحت متجراً لبيع المنتجات الهايتية بشكل خاص. ويجد آخرون، مثل فريتز وزوجته الحامل وطفلهما البالغ عامين، صعوبة في تغطية نفقاتهم. بعد وصوله قبل خمسة أشهر إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، تمكن من عبورها لطلب اللجوء. لكن المساعدات الغذائية التي يتلقاها لا تخوله دفع الإيجار وهم يقيمون الآن لدى صديق، قائلاً إنه حصل على وظيفة ليلية كعامل في مصنع للمواد الغذائية لكن راتبه "لم يُسدد بعد"، قبل أن يصرخ عليه ركاب سيارة مرت بجواره عبر النافذة "اللعنة عليك".

ومنذ التصريحات التي أدلى بها ترامب خلال المناظرة، لم يغادر دانييل منزله إلا للضرورة. ويحظى بوضع معين كمهاجر مؤقت مرتبط بالوضع السياسي والأمني في هايتي. وأكد أنّ "التهديد حقيقي" لكنه يأتي من "أقلية" تبث "خطاب الكراهية". ويقيم في سبرينغفيلد منذ أربع سنوات ولا ينوي المغادرة. وهو يعتمد على بعض السكان الذين يساندونه.

ويرى ويليام طومسون الذي شارك في حرب فيتنام ويجلس في شرفة منزله التي يرفرف فوقها العلم الأميركي، أنّ الولايات المتحدة هي "أرض الحرية" وأنّ المهاجرين الهايتيين "لديهم الفرصة للقدوم إليها ليكونوا أحراراً"، ممازحاً أنه في حال خرجت الأمور عن السيطرة، كما يخشى كثيرون، فإنّ "أسلحته موجودة في الداخل".

(فرانس برس)