لقي أربعة مهاجرين غير نظاميين مصرعهم، اليوم الإثنين، في محافظة القصرَين وسط غربي تونس بسبب تعرّضهم للبرد والإعياء والجوع في أثناء اجتيازهم الحدود البرية مع الجزائر، في حين أُسعِف أربعة آخرون ويتلقّون العلاج في الوحدات الصحية بالمدينة.
وقد عثر مواطنون من مدينة حيدرة التابعة لمحافظة القصرَين على جثث المهاجرين الأربعة، من بينهم اثنَان قد تمكّنا من الوصول إلى المدينة قبل أن يتوفيا على الطريق العام، في حين لقي الاثنان الآخران حتفهما في منطقة الثريا القريبة من مدينة حيدرة التي تشهد تساقط كميات كبيرة من الأمطار وانقطاع الطرقات بسبب السيول.
وأكد المعتمد الأوّل في محافظة القصرَين أحمد الحامدي لـ"العربي الجديد" أنّ "مواطنين عثروا على جثث أربعة مهاجرين فأبلغوا السلطات المحلية. وقد نقلتها مصالح الحماية المدنية من أجل عرضها على الطبيب الشرعي، في حين أُنقِذ أربعة آخرون أُصيبوا بحالة إرهاق شديد في أثناء عبورهم الحدود الجبلية مع الجزائر".
وأوضح الحامدي أنّ "جثث المهاجرين التي رُفعت هي لمهاجرين ذكور من دول أفريقيا جنوب الصحراء لم تحدَّد هوياتهم بعد"، لافتاً إلى أنّهم "في سنّ الشباب".
أضاف الحامدي أنّ "المهاجرين تعرّضوا إلى إرهاق شديد بسبب قطع مسافات طويلة ووعرة عند عبورهم الحدود التونسية-الجزائرية، بالإضافة إلى الجوع والبرد. وقد تسبّب كلّ ذلك في وفاتهم".
وأشار المعتمد الأول بولاية القصرين إلى أن "منطقة حيدرة تشهد موجة أمطار وانخفاض درجات الحرارة ما تسبب في انقطاع الطرق وفيضان أودية ويرجح أن تكون قد قطعت الطريق، الأمر الذي يزيد في صعوبة تنقل المهاجرين الذين يضطرون إلى العبور بمسالك وعرة".
وذكر الحامدي أنّها "ليست المرّة الأولى التي يلقى فيها مهاجرون غير نظاميين حتفهم في المنطقة بسبب البرد والجوع"، مشيراً إلى أنّ "وفيات سابقة سُجّلت في العام الماضي".
ويعبر يومياً عشرات المهاجرين غير النظاميين الحدود البرية التونسية، آتين من الجزائر عبر المسالك الجبلية أو الصحراوية، بحثاً عن الاستقرار في تونس أو تمهيداً للهجرة بحراً نحو أوروبا.
ويواجه هؤلاء المهاجرون خطر الموت بسبب الجوع والإجهاد في أثناء اجتيازهم مسافات طويلة سيراً على الأقدام، في حين يُحال آخرون على القضاء بتهمة عبور الحدود خلسة.
وتدفع الظروف الصعبة والتوتّرات في مناطق شمال مالي والنيجر والساحل والسودان إلى موجات من الهجرة إلى الجزائر ثمّ إلى تونس.
تجدر الإشارة إلى أنّ بيانات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تشير إلى أنّ 500 مهاجر تقريباً لقوا حتفهم أو ما زالوا في عداد المفقودين في حوادث غرق قبالة السواحل التونسية منذ بداية عام 2023 الجاري، وهو أمر لم يسبق حدوثه في حين تغيب الأرقام المتعلقة بعدد الوفيات التي تسجّل عند المعابر البرية ما بين تونس والجزائر أو تونس وليبيا.