توفّي مساء اليوم أحد طالبي اللجوء إلى المملكة المتحدة بحسب بيان لوزارة الداخلية البريطانية، التي أكدت على لسان متحدث باسمها أنه "وصل إلى شواطئ المملكة عبر قارب صغير في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، وقد توفي مساء اليوم متأثراً بإصابته بأحد الأمراض".
ومع أن الوزارة نفت أن يكون المرض معدياً، إلا أن صحيفة "ذا غارديان" تلقّت تقارير "غير مؤكدة" عن إصابته بـ"الإنتان" بعد وصوله إلى مركز مانستون سيئ الصيت في كينت شرقي بريطانيا.
وكان مركز الاحتجاز هذا قد تسبّب بسلسلة من الفضائح وبحملات عنيفة تطالب وزيرة الداخلية من أصول مهاجرة سويلا برافرمان بالاستقالة بعد أن احتجزت الوزارة فيه أكثر من 4 آلاف مهاجر لمدة تجاوزت الشهرين في الوقت الذي صمّم فيه المركز لاستيعاب 1600 مهاجر كحدّ أقصى ولفترة زمنية لا تتجاوز 24 ساعة. هذا بالإضافة إلى أن العديد من التقارير أكّدت قيام بعض موظّفي المركز ببيع الأدوية للمهاجرين، وبإقناع الأطفال منهم بالادّعاء بأنهم بالغون بحجة أن ذلك يسهّل الإفراج عنهم ويعجّل من تسوية أوضاعهم.
وكانت الكثير من المنظمات الحقوقية قد حذّرت قبل شهر من انتشار أمراض معدية بين طالبي اللجوء في مركز مانستون المكتظ، والذي يفتقر لأدنى شروط السلامة حيث أصيب عدد كبير بالدفتيريا والجرب وأمراض أخرى وسط تعتيم رسمي لافت.
واكتفت الوزارة في بيانها بتقديم "التعازي الحارة"، مشيرة إلى أنها "لن تستطيع التعليق على هذه الحادثة المؤسفة بالتفصيل ريثما تكتمل تحقيقات الجهات المختصة". وطالبت وزيرة الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر بإجراء تحقيق كامل في "هذه القضية المأساوية"، بينما اعتبرت مديرة مؤسسة "إنكويست" الخيرية ديبورا كولز أن القضية هي قضية وقت فقط ريثما "يشهد مركز مانستون المغلق والمكتظ حالات وفاة كهذه".