وجبة السحور... طاقة الجسم المثالية في يوم الصوم الطويل
- أخصائية التغذية مريم غدار تؤكد على أهمية السحور في الحفاظ على النشاط وتحذر من تجاهله لما له من تأثيرات سلبية على الصحة مثل انخفاض السكر والضغط، وتنصح بتجنب الأطعمة المالحة والمقلية.
- توصي مريم بأن تكون وجبة السحور خفيفة ومتنوعة، مع التركيز على البروتينات والأطعمة التي توفر الشعور بالشبع وتحسن الهضم، وتحذر من الأطعمة الغنية بالدهون غير الصحية والحلويات العالية بالسعرات.
تعتبر وجبة السحور من العادات الدينية والغذائية المهمة التي يتبعها المسلمون حول العالم خلال شهر رمضان. ورغم أنها تعرف بـ"الوجبة الخفيفة"، تتعدد تأثيراتها الصحية، وتعتبر مفيدة وإيجابية للجسم، وتخدم هدف الصوم ساعات طويلة من دون مواجهة مشكلات كبيرة أو صعوبات في تحمّل فترة الصيام التي تمتد ساعات طويلة.
ويؤكد خبراء صحيون أن تناول وجبة السحور يساعد في منع التعب خلال النهار، ويحسّن الذاكرة ويحافظ بفعالية على مستويات الغلوكوز في الدم أثناء الصيام، ويمنع نقص السكر في الدم لدى مرضى السكري، كما أن الصيام مهم لمواجهة أمراض الجهاز الهضمي، مثل الإمساك وعسر الهضم.
وتقول أخصائية التغذية مريم غدار، لـ"العربي الجديد"، إن "وجبة السحور توفر الطاقة للصائم، ورغم أن أشخاصاً كثيرين يتجاهلونها، لكنها تعزز الصحة البدنية. وخلال النهار، يحتاج الصائم إلى طاقة كي يستطيع تنفيذ المهام الجسدية والفكرية الروتينية التي يحتاجها في يومياته. ولا يمكن مدّ الجسم بالطاقة اللازمة بالاعتماد فقط على وجبة الإفطار".
تضيف: "تفيد دراسات بأن الجسم يحتاج إلى طعام كل 8 ساعات تقريباً من أجل الحفاظ على النشاط، والبقاء من دون أكل منذ تناول وجبة الإفطار يتسبب في تعب وخمول، وقد يؤدي إلى حصول مشاكل صحية مثل انخفاض السكر في الدم، أو تراجع مستوى الضغط عن المعدل الطبيعي".
وإلى أهمية تناول الطعام، ترى مريم أن وجبة السحور مهمة جداً لتعويض الجسم عن نقص السوائل والمعادن التي يفقدها الصائم عادة. وتناول أطعمة تحتوي على كميات من السوائل وشرب المياه يمنعان الجفاف.
وتشير إلى أن وجبة السحور ذات فائدة مهمة جداً في الحفاظ على الرشاقة وحتى في خسارة الوزن، وتقول: "يبدأ كثير من الصائمين عادة في اتباع حميات غذائية أو تناول وجبات صحية خلال شهر رمضان، وقد يعتقدون أن إهمال تناول وجبة السحور يساعد في إنقاص الوزن، لكن هذه المعلومات خاطئة وذات تأثيرات سلبية، فعدم تناول طعام خلال فترة زمنية تتراوح بين 14 و15 ساعة يرفع هرمون الجوع في الدم، ويؤدي عملياً إلى إعطاء أوامر للدماغ بتناول الطعام بطريقة غير منتظمة خلال وجبة الإفطار، وهكذا يزيد تناول كميات كبيرة من الأطعمة دفعة واحدة خلال الإفطار نسب الدهون في الجسم، ويتسبب في مشاكل أخرى تتعلق بالهضم".
وتشدد مريم على ضرورة أن تكون وجبات السحور خفيفة ومتنوعة، وتلفت إلى أهمية تناول حصة من البروتين، مثل البيض، إضافة إلى كميات من الألبان والأجبان التي تحتوي على نسب عالية من الكالسيوم.
إلى ذلك، تعد وجبة الشوفان مع الفاكهة والحليب أو اللبن مغذية ولا تحتوي على كثير من السعرات الحرارية، وتبقي الصائم في حالة شبع، كما تساعد في تحسين عملية الهضم.
ومن العناصر الغذائية الأساسية التي لا بدّ أن يتناولها الصائم في وجبة الإفطار، الفاكهة، خاصة تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من السوائل مثل البطيخ والبرتقال، "فالفواكه تلعب دوراً مهماً في مدّ الجسم بطاقة وسوائل يحتاجها الصائم".
وتطالب مريم الصائمين بالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على كثير من التوابل والمعجنات بقدر المستطاع، لأن هذه الأطعمة تتسبب في عطش شديد خلال الصيام.
في المقابل، ترى مريم أن تناول وجبات مشبعة بالدهون، مثل الأطعمة المقلية أو الجاهزة، ذات تأثيرات سيئة على الصائم، وتقول: "صحيح أن الجسم يحتاج إلى دهون، لكن يجب أن تكون هذه الدهون صحية ومفيدة، مثل المكسرات غير المملحة أو الأفوكادو، كما من المهم الابتعاد عن اللحوم المصنّعة التي تتسبب في أمراض عدة وأوجاع قد لا يتحملها الصائم، مثل حرقة المعدة وارتجاع المريء".
تضيف: "يجب الامتناع أيضاً عن تناول الأطعمة المالحة التي لا تنحصر سلبياتها في رفع ضغط الدم، إذ يمكن أن تجعل الصائم يشعر بعطش شديد خلال فترة النهار. وتشمل الأطعمة المالحة الشائعة التي يتناولها الصائمون في السحور المعكرونة سريعة التحضير وتلك المصنّعة مثل البطاطس والمخللات التي من المهم جداً الابتعاد عنها لأن تأثيراتها السلبية كبيرة وقد تتسبب في مشاكل صحية".
ومن بين الممارسات الشائعة خلال شهر رمضان، تناول الحلويات مثل القطايف، رغم أن هذه الحلويات مليئة بالطاقة، أي السعرات الحرارية، وهي تتسبب في جوع، فتناول السكريات بعد مرور ساعات عن وجبة الإفطار يزيد الشعور بالجوع والإنسولين، ما يجعل الصائم يشعر بتعب.