هكذا تبدو صورة الوضع الإنساني في قطاع غزة المحاصر مع بدء الهدنة

24 نوفمبر 2023
في أحد مخيمات النزوح العشوائية في وسط قطاع غزة (مجدي فتحي/ Getty)
+ الخط -

 

دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة حيّز التنفيذ، صباح اليوم الجمعة، وذلك للمرّة الأولى منذ أطلق الاحتلال الإسرائيلي الحرب عليه في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ومن المتوقّع أن تمتد هذه الهدنة أربعة أيام، في حين تأمل وكالات إغاثة بالاستفادة منها في سبيل تكثيف إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين في القطاع.

ومع إطباق سلطات الاحتلال حصارها على قطاع غزة، تفاقم نقص الغذاء والمياه والدواء والوقود والغاز في الأسابيع الماضية، في حين حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من تفشّي الأمراض وهو أمر قد يتسبّب في وفيات كثيرة.

ومذ شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية حربها على قطاع غزة وأهله، لم تصل أيّ مساعدات خارجية إلى أجزاء من شماله، وقد وصف متحدّث باسم الأمم المتحدة الوضع هناك بأنّه "جحيم على الأرض". أمّا باقي أنحاء القطاع المحاصر والمستهدف، فبدأ يتلقّى مساعدات شحيحة أُدخلت من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر بعد نحو أسبوعَين من انطلاق العدوان.

وفي اليوم التاسع والأربعين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، هكذا تبدو صورة الوضع الإنساني، علماً أنّ الحرب خلّفت 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، من بينهم ستة آلاف و150 طفلاً وأكثر من أربعة آلاف امرأة، إلى جانب أكثر من 36 ألف مصاب، نحو 75 في المائة منهم أطفال ونساء، بحسب البيانات الأخيرة للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

نزوح

وسط القصف العنيف الذي يستهدف قطاع غزة، ترك نحو 1.7 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منازلهم، ونزحوا. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإنّ نحو مليون نازح من بينهم لجأوا إلى منشآت تديرها وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وعددها 156 على الأقلّ.

وتكتظّ الملاجئ بالنازحين بما يفوق طاقتها بأكثر من أربعة أمثال، بعد أن توجّه عشرات الآلاف من المدنيين إلى جنوبي القطاع هرباً من وطأة القصف الإسرائيلي في الآونة الأخيرة. لكنّ الجنوب كذلك يتعرّض لضربات جوية إسرائيلية عنيفة تقتل وتجرح أعداداً كبيرة من المدنيين.

ويعمد الرجال والشبّان والفتية من النازحين إلى المبيت في العراء، بمحاذاة الأسوار الخارجية للمنشآت التي تحوّلت إلى ملاجئ. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإن ثمّة عائلات نصبت خياماً في خارج ملجأ في خانيونس جنوبي القطاع.

مستشفيات

لا يعمل أيّ مستشفى في شمال قطاع غزة بصورة طبيعية، بسبب شدّة القصف ونقص الوقود. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فإنّ ثماني منشآت طبية من أصل 11 منشأة في الجنوب ما زالت تعمل، في حين أنّ العمليات الجراحية الدقيقة تُجرى في منشأة واحدة فقط، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

وقد طلبت منظمة الصحة العالمية المساعدة لإخلاء ثلاثة مستشفيات في شمال القطاع، علماً أنّها تؤوي إلى جانب المرضى والجرحى أعداداً كبيرة من النازحين. والخطط جارية في هذا السياق.

من جهتها، أفادت منظمة "أوكسفام" الخيرية بأنّ عدد الولادات المبكّرة ارتفع بنحو الثلث تقريباً في خلال الشهر الماضي في قطاع غزة المحاصر، بالتزامن مع معاناة الحوامل من زيادة التوتّر الشديد والصدمات النفسية.

إدخال المساعدات

فُتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، ليُسمَح بدخول مساعدات محدودة، منذ 21 أكتوبر الماضي، في حين أنّ المعابر الأخرى المؤدية إلى القطاع مغلقة.

وبيّنت مصر أنّ 130 ألف لتر من الوقود وأربع شاحنات غاز سوف يُصار إلى إدخالها يومياً إلى قطاع غزة، وسط الهدنة التي بدأ اليوم، إلى جانب 200 شاحنة مساعدات.

المياه

سمحت عمليات لإدخال الوقود في الأيام القليلة الماضية بإعادة تشغيل بعض آبار المياه ومحطات الضخّ في جنوب قطاع غزة. لكنّ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أشار إلى مخاوف شديدة من الجفاف في شمال القطاع، حيث لا تعمل محطة تحلية المياه ولا خطّ المياه الإسرائيلي.

أضاف المكتب الأممي أنّ محطات معالجة مياه الصرف الصحي لا تعمل بكامل طاقتها بسبب أضرار لحقت بها ونقص الوقود، في حين تنتشر المياه العادمة في الشوارع، بالقرب من رفح منذ أيام قليلة.

الوقود

سمحت سلطات الاحتلال أخيراً بإدخال كميات يومية محدودة من الوقود إلى قطاع غزة انطلاقاً من مصر، وهي مخصّصة لعمليات الإغاثة. وقد أُدخل، أمس الخميس، 75 ألف لتر.

وتوزّع منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الوقود من أجل دعم عمليات توزيع الأغذية وتشغيل مولدات المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي والملاجئ والخدمات الضرورية الأخرى.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون