وصلت ارتدادات حادثة مهاجمة سمكة قرش، الأسبوع الماضي، سائحاً روسياً في أحد شواطئ مدينة الغردقة المصرية على البحر الأحمر إلى تونس التي تعج سواحلها بهذا النوع من الأسماك، ما أثار مخاوف لدى مرتادي الشواطئ، وهم أكبر عدداً حالياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ورغم أن تونس لم تسجل طوال عقود أية حادثة لمهاجمة أسماك قرش سباحين، لكن التغيّرات المناخية وتأثيرها على الحياة البحرية وسلوك الأسماك الخطرة يشغل بال المواطنين الذين اعتادوا على سلامة سواحلهم.
وعموماً، لا تظهر أسماك القرش في تونس إلا في شباك الصيادين الذين يخرجون في شكل دائم أصنافاً منها بأحجام مختلفة في معظم السواحل، خصوصاً خليج قابس (جنوب شرق) الذي يصنّف بين أكثر الأماكن البحرية احتضاناً للكائنات المتنوعة.
ويوفر الخط الساحلي لتونس الذي يمتد مسافة 1148 كيلومتراً على البحر الأبيض المتوسط، موطناً لمجموعة كبيرة من الكائنات البحرية، بينها أنواع تُصنّف بأنها تشكل خطراً على الإنسان، مثل القرش. لكنّ الباحث المتخصص في البيولوجيا البحرية، ياسين رمزي الصغير، يؤكّد في حديثه لـ"العربي الجديد"، غياب المخاطر في سواحل تونس رغم وجود أكثر من 40 صنفاً من القرش في بحاره، من مجموع أكثر من 50 صنفاً تعيش في البحر الأبيض المتوسط.
ويقول: "لا تشكل معظم هذه الأنواع أي خطر على البشر، علماً أن الحياة البحرية في البحر المتوسط تختلف عنها في البحر الأحمر، ويندر أن تقترب أسماك القرش من السواحل البحرية إلا في حالات نادرة، حين تتيه أو تكون مريضة، ما يجعل سواحل المنطقة آمنة بالكامل".
وأوضح أن "حالات مهاجمة أسماك القرش للبشر نادرة، ولا تتجاوز عشراً في مناطق متفرقة من العالم، فهي لا تهاجم البشر إلا حين تشعر بمخاطر تجعلها كائنات عدوانية. وفي الإجمال يعتبر وجود هذه الأسماك في سواحل تونس والبحر الأبيض المتوسط مهماً لضمان توازن الحياة البحرية، وبينها منع تكاثر أصناف من الحيتان الكبيرة على غرار الدلافين التي تتلف شباك الصيادين وقواربهم. ولا شك في أن مخاطرها تبقى أقل من رمي البلاستيك والتلوّث الناجم من الصناعات الكيمائية ومياه الصرف الصحي".
وعام 2018، علقت سمكة قرش وزنها 680 كيلوغراماً بشباك ألقاها صيادون محليون في مياه تونس قرب الحدود مع ليبيا.
وكانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية قد كتبت أن "تونس البلد الثاني بعد ليبيا التي تشهد اصطياد أكبر عدد من أسماك القرش في البحر المتوسط". ويذكر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعية أن أسماك القرش في البحر الأبيض المتوسط معرضة للانقراض والذي يهدد أيضاً ثلث أنواعها في أنحاء العالم.
وعموماً، لا يسمح بصيد العديد من أنواع أسماك القرش في تونس، لكن يصعب تطبيق هذه القوانين على أرض الواقع.