نتنياهو يرفض إنشاء "مستشفى مؤقت" لاستقبال أطفال غزة قبل رحلات علاجهم

18 يوليو 2024
من أطفال غزة ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل، 15 يوليو 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **رفض نتنياهو**: رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنشاء مستشفى مؤقت في إسرائيل لعلاج أطفال غزة المصابين بأمراض مزمنة أو الجرحى من العدوان الإسرائيلي، قبل نقلهم إلى الخارج.

- **الخطة المقترحة**: كانت الخطة تتضمن إنشاء منشأة طبية مؤقتة لعلاج أطفال غزة المصابين بأمراض مثل السرطان والسكري، كجزء من تفاهمات تتعلق بصفقة محتملة مع حركة حماس ومخاوف من محكمة العدل الدولية.

- **التوترات السياسية**: التوترات بين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت تعمقت بسبب هذه القضية، حيث رفض نتنياهو الخطة طالما لم تُعثر على دول تستقبل الأطفال، مما يعكس التوترات السياسية واللوجستية بينهما.

أبلغ مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مكتب وزير الأمن يوآف غالانت، اليوم الخميس، رفض نتنياهو "إنشاء مستشفى مؤقت في إسرائيل" لتقديم العلاج إلى عدد من أطفال غزة الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الجرحى الذين أصيبوا خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، قبل نقلهم إلى الخارج لتلقي العلاج.

وكانت وسائل إعلام عبرية قد أفادت، في الآونة الأخيرة، بأنّ إسرائيل تستعدّ لإنشاء "مستشفى مؤقت" يقدّم العلاج إلى عدد من أطفال غزة الجرحى والمرضى، وذلك في إطار التفاهمات المتعلقة بالصفقة المحتملة مع حركة حماس، وكذلك في ظلّ المخاوف الإسرائيلية من الأحكام التي قد تصدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي، ولا سيّما أنّ إسرائيل تواجه تهماً بارتكاب جرائم حرب وأعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبرّر السكرتير العسكري لرئيس حكومة الاحتلال الجنرال رومان غوفمان قرار نتنياهو بأنّ الجهود لم تنضج بعد من أجل إقامة محور لنقل المرضى والجرحى الفلسطينيين من قطاع غزة، جواً إلى دول أخرى. وما يُسمّى "مستشفى" هو نقطة أو محور بهدف تقديم العلاج لعدد من أطفال غزة المرضى أو الجرحى، خلال عملية نقلهم إلى مصر أو إسرائيل، ومن هناك تسفيرهم إلى دول أخرى تستقبلهم من أجل معالجتهم. وحتى هذا المستشفى لا يريده نتنياهو، في ظل معاناتهم المستمرة واستشهاد كثيرين منهم بسبب جرائم الاحتلال.

وبحسب موقع وانيت العبري، تُضاف هذه القضية إلى الخلافات والمواجهات القائمة والمعقّدة ما بين نتنياهو وغالانت، مثلما هو الحال بالنسبة إلى مواضيع خلافية أخرى. وقد نُشرت في وسائل إعلام إسرائيلية، في الآونة الأخيرة، أخبار مفادها أنّ نتنياهو فكّر في إقالة غالانت من منصب وزير الأمن، إلا أنّ مكتب الأوّل نفى ذلك.

أطفال غزة ضحية الخلافات في إسرائيل مجدداً

وقد بدأ الخلاف الحالي عندما طلبت الفرق الطبية العسكرية من وزارة الصحة الإسرائيلية وجهات أخرى في الجهاز الصحي، الاستعداد لإقامة منشأة طبية في إسرائيل من أجل علاج أطفال فلسطينيين من قطاع غزة، يعانون من أمراض مزمنة، من بينها السرطان والسكري، وأخرى في العظام، إلى جانب جرحى من جرّاء الحرب.

وقد صيغت هذه الخطة باعتبارها جزءاً من التفاهمات بشأن اتفاقية مستقبلية لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، أو من أجل الحصول على شرعية دولية لمواصلة إسرائيل حرب الإبادة التي تشنّها على القطاع، وفي ظل مخاوف إسرائيل من المحاكمة في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهي أمور جعلت غالانت يؤيّد الخطة من باب المناورة السياسية وليس تعاطفا مع أطفال غزة الذين يواصل جيش الاحتلال استهدافهم.

وبموجب هذه الخطة، عُقدت في الآونة الأخيرة مناقشات عدّة بين الفرق الطبية العسكرية وعدد من كبار المسؤولين في الجهاز الصحي الإسرائيلي، وكان من المتوقّع أن تنضج وتوضع حيّز التنفيذ. وبحسب الخطة نفسها، فإنّ الأطباء الذين كان من المفترض أن يعملوا في "المستشفى المؤقت" هم من الإسرائيليين، إذ إنّ النية هي إقامة نقطة عبور على طريق إخراج أطفال غزة لتلقي العلاج في دولة ثالثة.

وأفاد موقع وانيت، اليوم الخميس، بأنّ نتنياهو لا يوافق على هذا "المستشفى المؤقت"، طالما لم يُعثَر على دول تستقبل الأطفال. ونقل الموقع عن مصدر مطّلع على التفاصيل قوله إنّ "مكتب رئيس الحكومة سكب ماءً بارداً على المبادرة، في حين أنّها كانت تتأرجح منذ البداية". وأضاف المصدر نفسه أنّ "الحديث ما زال مستمراً عند المستوى المهني، لكنّ الأمر، بحسب ما يبدو، يتعلّق بالسياسة وأمور لوجستية"، وتابع: "يبدو أنّ القرار مرتبط بوضع العلاقات (الخلافات) بين غالانت ونتنياهو". وما صدر عن مكتب نتنياهو قال صراحةً أنّ "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن في رسالة مكتوبة أنّه لا يوافق على إقامة مستشفى لسكان غزة داخل إسرائيل، ولذلك فإنّه لن يُنشأ".

المساهمون