مونديال قطر... إرث بيئي للعالم والمستقبل

12 مارس 2022
تتمتع استادات قطر بمعايير بيئية مميزة (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)
+ الخط -

بين العلامات الفارقة لأول مونديال لكرة القدم يقام في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، تحرص اللجنة المنظمة القطرية للحدث الرياضي الأهم في العالم، والمقرر من 21 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، على ربطه بالأثر البيئي المستدام، كي تبقى ذكراه عالقة طويلاً في أذهان العالم.
وحظيت مشاريع الاستدامة وإعادة التدوير طوال سنوات الاستعداد للمونديال باهتمام كبير من اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر التي نجحت في تحقيق نتائج مبهرة في برامج إعادة التدوير التي نفذتها خلال استضافة قطر نفسها بطولة كأس العرب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وهي تطمح إلى تكرار هذه النتائج في المونديال المرتقب.

تتحدث مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بدور المير، لـ"العربي الجديد" عن الإرث الذي سيتركه المونديال المقبل، وتقول: "نفذت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في إطار الالتزام بمراعاة جوانب الاستدامة وحماية البيئة على طريق الاستعداد لاستضافة مونديال 2022، مشاريع للاستدامة وإعادة التدوير حققت نتائج مبهرة عكسها استحقاق بطولة كأس العرب نهاية العام الماضي، وأهمها على صعيد عدم تحويل أي من مخلفات ملاعب البطولة إلى مدافن للنفايات. وجرى تطبيق هذه المشاريع التي تهدف إلى تحقيق أهداف الاستدامة البيئية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وبدعم من وزارة البلدية، ووزارة البيئة والتغير المناخي، كما شهدت مشاركة فاعلة لقطاعات الأطعمة والمشروبات والخدمات اللوجستية في استادات البطولة".

مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدور المير (اللجنة العليا للإرث)
مديرة إدارة الاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث بدور المير (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)

وتوضح أن "النتائج المبهرة ارتبطت بخطوات اتباع ممارسات مستدامة في عمليات شراء المواد، وتجنب استخدام تلك التي تنتج نفايات، إلى جانب الاعتماد على المنتجات القابلة لإعادة التدوير. ونحن نتطلع إلى مواصلة العمل لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية لمونديال 2022، وتعزيز الإنجازات التي حققناها على مدى السنوات الماضية، والبناء عليها خلال فترة استضافة المونديال، وأيضاً في مرحلة الإرث بعد إسدال الستار على الاستحقاق. كما نحرص على أخذ الدروس من مشروع إعادة التدوير والاستدامة الذي شهده استاد البيت تحديداً، بهدف تعميم فكرته في باقي استادات المونديال".

لن تحوّل أي من مخلفات استادات المونديال إلى مدافن للنفايات (اللجنة العليا للإرث)
لن تحوّل أي من مخلفات استادات المونديال إلى مدافن للنفايات (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)

مشاريع غير مسبوقة
وبين مبادرات الاستدامة التي ستنفذ خلال المونديال المقبل توزيع 900 عبوة مياه قابلة لإعادة الاستخدام على الفرق العاملة في الاستحقاق والمتطوعين للحدّ من كميات المواد البلاستيكية المستخدمة، وأخرى لفصل النفايات باستخدام وسائل عدة بينها صناديق لإعادة التدوير، وآلة لإنتاج السماد من نفايات عضوية، مثل بقايا الطعام والأكياس القابلة للتحلل وقُصاصات العشب وغيرها. كما سيستخدم مكبس خاص لضغط النفايات البلاستيكية، علماً أن المواد غير القابلة لإعادة التدوير ترسل إلى مركز إدارة النفايات الصلبة الذي يعد المنشأة الأولى من نوعها في المنطقة لحرق المخلفات وتحويلها إلى طاقة. 
وتشرح المير أن "المونديال يلعب دوراً مهماً في تحفيز وتسريع وتيرة التطبيق الأكثر مثالية للأفكار والممارسات المستدامة في كل قطاعات الدولة. وتشكل الاستدامة محوراً رئيسياً في البطولة، علماً أن بطولة كأس العرب العام الماضي وفرت منصة بارزة لاختبار عملياتنا الخاصة بتعزيز الاستدامة البيئية، إذ أرشدتنا إلى الخطوات التي يجب أن ننفذها لتحقيق الأهداف المتعلقة بإدارة النفايات، والحد منها".

تضيف: "ستسمح استراتيجية الاستدامة التي وضعناها للمونديال باستضافة بطولة مميزة تضع معايير جديدة للتنمية الاجتماعية، والبشرية والاقتصادية والبيئية، ونحن نواصل وضع معايير جديدة في كيفية بناء إرث مستدام للأحداث الرياضية الكبيرة ينفع الأجيال المقبلة، وفي مقدمها إعادة تدوير العبوات البلاستيكية لحماية البيئة، فالبلاستيك يشكل نسبة كبيرة من النفايات في العالم وحدث المونديال القطري الضخم يوفر فرصة مثالية لتعزيز ثقافة إعادة التدوير في قطر، وتطوير المزيد من الحلول في المجال من أجل الحفاظ على بيئة نظيفة لأجيال المستقبل".

وكانت قطر أصدرت عام 2020 استراتيجية الاستدامة للمونديال بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهي الأولى للاستدامة في تاريخ المونديال التي يجري تخطيطها وإعدادها بالمشاركة بين الدولة المستضيفة و"فيفا"، وتتمثل أهميتها في أنها تضع الخطوط العريضة لضمان تطبيق أفضل ممارسات الاستدامة لدى استضافة الحدث المرتقب.

المساهمون