من غزة إلى جنيف.. طبيب سويسري ينقل أطفالاً فلسطينيين جرحى لتلقّي العلاج

14 فبراير 2024
الطبيب رؤوف السلطي عند وصوله إلى سويسرا مع أطفال من غزة (غابرييل تيترو-فاربر/ رويترز)
+ الخط -

عندما أدرك الطبيب السويسري رؤوف السلطي أنّه لن يتمكّن من الانتقال إلى قطاع غزة لمساعدة الأطفال الفلسطينيين المصابين في الحرب الإسرائيلية، قرّر بذل كلّ ما في وسعه لنقلهم إلى جنيف لتلقّي الرعاية الطبية اللازمة.

وبعد التغلّب على مجموعة كبيرة من الإجراءات المطلوبة، حصل السلطي على تصريح بإحضار أربعة أطفال فلسطينيين من القطاع، من بينهم الفتى يوسف الذي يبلغ من العمر 16 عاماً والذي فقد كليته وبُترت ساقه بعد إصابته في الحرب. وقد انتقل هؤلاء من غزة إلى مصر، من خلال معبر رفح، ثمّ سافروا جواً إلى سويسرا، أمس الاثنين.

وقد توجّه السلطي، وهو من أصول فلسطينية، إلى مصر لاصطحاب هؤلاء، ولدى وصول الجميع إلى مطار جنيف استقبلهم فريق السلطي. وقد ظهر الطبيب وهو يحمل بين ذراعَيه الطفلة زينة التي تبلغ من العمر 17 شهراً والتي أُنقذت بعد انتشالها من تحت الأنقاض في غزة.

الصورة
الطبيب رؤوف السلطي وطفلة فلسطينية من غزة في جنيف (غابرييل تيترو-فاربر/ رويترز)
زينة البالغة من العمر 17 شهراً أُنقذت بعد انتشالها من تحت الأنقاض في غزة (غابرييل تيترو-فاربر/ رويترز)

8 أطفال فلسطينيين من غزة إلى سويسرا

وأوضح السلطي أنّ "عندما رأيت الوضع يزداد سوءاً (في قطاع غزة)، قرّرت أن تكون مهمتي هذه المرّة (...) إحضارهم (الأطفال)" إلى سويسرا.

يُذكر أنّ السلطي كان قد شارك في رحلات إنسانية دولية عدّة إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا، في السنوات الأربع عشرة الماضية.

وكان من المقرّر أن يسافر السلطي، جرّاح المسالك البولية، إلى قطاع غزة في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لإجراء عمليات جراحية، من بينها جراحة في الكلية كانت مقرّرة سلفاً لطفل صغير.

لكنّ مهمته الإنسانية تلك، التي تأتي في إطار عمل منظمته غير الحكومية "حقّ الأطفال في الرعاية الصحية"، أُلغيت بسبب الحرب الذي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر نفسه.

ويشكّل الأطفال الفلسطينيون الأربعة الذين وصلوا إلى جنيف، أمس الاثنين، المجموعة الثانية من أطفال غزة التي تمكّن السلطي من إحضارها إلى سويسرا. وبذلك يكون العدد الإجمالي للأطفال الذين نُقلوا إلى سويسرا ثمانية. وقد مُنح هؤلاء تأشيرات لمدّة 90 يوماً حتى يخضعوا إلى العلاج اللازم لهم.

الحياة غير مناسبة للأطفال في غزة

وقال السلطي، بعد وصوله إلى مكتبه مع الأطفال وأمهاتهم، إنّ "المهمّ هو توفير حياة طبيعية لهم، مع الناس، وفي هدوء وسلام ومحبة"، مضيفاً "حياة مناسبة للأطفال".

واختير الأطفال الأربعة بمساعدة معارف السلطي في قطاع غزة، بناءً على أنّ حالاتهم تسمح لهم بالسفر وأنّ من الممكن مساعدتهم في سويسرا.

يُذكر أنّ الفتى يوسف (16 عاماً) قد أُصيب بالهزال بعدما فقد ساقه اليسرى وسُحقت كليته في هجوم إسرائيلي تعرّض له. وبعدما بتر أطباء في غزة الجزء المتضرّر من رجله، فإنّه ما زال في حاجة إلى اكتساب قوة وعافية، وبالتالي الحصول على طرف صناعي.

من جهتها، تلقّت الطفلة زينة (17 شهراً) العلاج في بادئ الأمر بمجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، شمالي القطاع، لكنّ هذه المنشأة الصحية الكبرى في قطاع غزة تعرّضت إلى حصار إسرائيلي قبل اقتحامها من قبل قوات الاحتلال وتخريبها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وقد أصيبت ذراع زينة اليسرى، الموضوعة في حمّالة، بكسور عدّة وحاول الأطباء جبرها باستخدام تقنيّة تثبيت خارجية، لكنّهم اضطروا إلى إزالتها بسبب عدوى التقطتها. ولفت السلطي إلى أنّه "لم يعد بالإمكان الحديث عن (الأجهزة) المعقمّة هناك، فهي غير متوفّرة".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون