من صور الإبادة في غزّة… مقابر جماعية عشوائية بلا شواهد

18 سبتمبر 2024
استخراج جثامين من مقابر جماعية في غزة، خانيونس، 25 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- آلاف العائلات الفلسطينية تلجأ لدفن أبنائها في مقابر جماعية عشوائية بسبب استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للأفراد الذين يحاولون الوصول للمقابر الرسمية.
- المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وثق وجود نحو 30 مقبرة جماعية عشوائية في غزة، تضم حوالي 3000 شهيد، مع وجود أكثر من 120 مقبرة أخرى منذ أكتوبر 2023.
- المقابر العشوائية تتوزع في الأحياء السكنية والمنازل والطرقات، وتتعرض للتجريف والتشويه من قبل جيش الاحتلال، مما يعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.

لا تزال آلاف العائلات الفلسطينية تلجأ إلى دفن أبنائها في مقابر جماعية عشوائية مستحدثة، بشكل أصبح أشبه بالظاهرة، وفق تقرير حديث نشره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وقال فيه إنّ الوضع يزداد سوءًا مع استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر الأفراد الذين يحاولون الوصول إلى المقابر لدفن أقربائهم.
وحدد المرصد الذي يتخذ من جنيف مقراً له أماكن نحو 30 مقبرة جماعية عشوائية، تضم نحو ثلاثة آلاف شهيد ومتوفى في محافظات غزة الشمالية والوسطى والجنوبية، نموذجاً لوضع المقابر الجماعية في القطاع، فيما أشار إلى أنه يبقى هناك أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية، دُفن في كل منها ثلاثة أفراد فأكثر، استحدثت في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

وذكر المرصد أنّ معظم المقابر العشوائية تبقى غير موثقة، حيث يوجد العديد منها داخل المنازل والأماكن الخاصة، ويُنقل بعضها إلى مواقع مختلفة بين الحين والآخر. وبذلك، يظل عدد ومواقع هذه المقابر متغيرة باستمرار. علاوة على ذلك، يتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي باستمرار تجريف هذه المقابر والمقابر الرسمية، وتشويه جثامين الضحايا، وسلب عدد منها، الأمر الذي يعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. 

مقابر جماعية في الأحياء السكنية بغزة 

وأشار الأورومتوسطي إلى أن أكبر المقابر الجماعية التي وثقها هي "مقبرة البطش" في حي "التفاح" شرقي مدينة غزة، حيث تضم المقبرة بين 500 و1000 شهيد دُفنوا فيها منذ إنشائها في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي بعد أسبوعين فقط من بدء الهجوم العسكري على غزة.
ووثقت فرق الأورومتوسطي ظهور المقابر الجماعية والعشوائية منذ تدشين أول مقبرة جماعية في مجمع الشفاء الطبي في 15 أكتوبر 2023، بعد تعذر نقل الشهداء والموتى إلى المقبرة الرسمية في مدينة غزة لوجودها شرقاً، ولاحقًا، توالى إنشاء هذه المقابر حتى زاد عددها على 120 مقبرة جماعية أمشارت إلى أن هذه المقابر تتوزع في الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية وساحات المستشفيات والمدارس والمساجد والأراضي الزراعية، وحتى مفترقات الطرق العامة.
وقال باحث المرصد الأورومتوسطي الميداني في مدينة غزة (لم يشر المرصد إلى اسمه) إن: "المقابر الجماعية العشوائية أصبحت شيئًا أشبه بالظاهرة في غزة، حيث تُرى في الطرقات وفي الجزر المرورية وقرب الأسواق والمباني السكنية بشكل عشوائي، فيما يلجأ السكان لاستخدام أدوات مختلفة شواهدَ للقبور لكتابة أسماء الضحايا بدلًا من الأسمنت والحجارة، بما في ذلك صواني الطعام البلاستيكية، والبراميل أو الغالونات البلاستيكية، والألواح الخشبية أو الورقية، وغيرها من الأدوات المنزلية."

وتضطر العائلات إلى إنشاء هذه المقابر العشوائية بسبب صعوبة الوصول إلى المقابر الرئيسية نتيجة القصف المستمر واستهداف الأفراد، بالإضافة إلى تقسيم القطاع وفرض الحصار وتدمير البنية التحتية، وشح الوقود ووسائل النقل، فضلًا عن أن المقابر الرئيسية امتلأت بالجثامين بسبب العدد الكبير والمتزايد للضحايا.
وقال الأورومتوسطي إن بعض المقابر الجماعية التي وثقها تضم جثامين لأفراد لا يزالون مجهولي الهوية، رغم دفنهم منذ أشهر خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على غزة.

المساهمون