منفذو الهجوم على "مطعم دكا" جامعيون من عائلات ميسورة

04 يوليو 2016
أغلبهم من عائلات ميسورة (Getty)
+ الخط -
بعيدا عن الصورة الشائعة لمنفذي الاعتداءات كمتطوعين يتحدّرون من أوساط فقيرة واعتنقوا الفكر المتطرف في مدرسة قرآنية، كان متشددو بنغلادش الذين قتلوا 20 رهينة في أحد مطاعم دكا شباناً من عائلات ميسورة، ذوي تحصيل جامعي.

وقتل ستة شبان صباح السبت في الهجوم الذي شنّته قوات بنغلادش على المطعم في دكا، حيث كانوا يحتجزون رهائن، بعد هجوم استمر طوال الليل وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

ومن المحتمل أن يكون أحدهم بريئا سقط في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، لكن بين الخمسة الآخرين شاب يحمل شهادة من جامعة خاصة مرموقة في بنغلادش، وفتى في الـ18 من العمر تلميذ في مدرسة معروفة، وابن زعيم حزب.

ومع قيام المجموعات المتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بتجنيد شبان من الطبقات المتوسطة، ستواجه الحكومة المزيد من الصعوبة في جهودها لاستئصال التطرف.

وقال وزير الداخلية، أسد الزمان خان: "إنهم شبان ذوو تعليم عال قادمون من عائلات ميسورة" وحين سئل عن الأسباب التي يمكن أن تكون قد دفعتهم إلى القتل، أجاب الوزير "أضحت هذه موضة رائجة".

وتنفي بنغلادش وجود تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على أراضيها، بالرغم من تبني وكالة "أعماق" المقربة من التنظيم المتشدد الهجوم، وبثها صور خمسة مسلحين.


وذكر تاج هاشمي، وهو متخصص في المسائل الأمنية في جامعة "أوستن بياي ستايت"، أن السعوديين الذين نفذوا اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول كانوا أيضا يتحدرون من عائلات ميسورة، وقال إنّ شباب الطبقات المتوسطة يشكلون منذ فترة طويلة تربة لتجنيد المتشددين، موضحا أن "أشخاصا مهمشين يحركهم الغضب قادمون من أعلى طبقات المجتمع، ينضمون منذ حوالي ثلاثين عاما إلى صفوف الإرهابيين الإسلاميين".

ولم تكشف سلطات بنغلادش عن أسماء المهاجمين الكاملة، لكنها نشرت صور جثثهم، وأكد أصدقاء أحد المهاجمين أن اسمه "نبراس إسلام"، وهو شاب عمره 22 عاما كان تلميذا في فرع جامعة "موناك" الأسترالية في ماليزيا غير أنه اختفى في يناير/كانون الثاني.

وقال صديق سابق له من المدرسة "كان رياضيا جيدا وكان الجميع معجبا به". بعد المدرسة التحق نبراس بجامعة "نورث ساوث يونيفيرسيتي" الخاصة في بنغلادش، والتي حاول أحد طلابها السابقين في 2012 تفجير قنبلة في مقر الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

وتم التعريف عن أحد منفذي الهجوم على المطعم في دكا، باسم "مير سميح مباشر"، وهو شاب اختفى في فبراير/شباط، حين كان تلميذا في مدرسة "سكولاستيكا"، إحدى مدارس بنغلادش المعروفة باللغة الإنكليزية.

وقال والده مير حياة كبير لصحيفة "بروتوم آلو" إنه يخشى أن يكون ابنه تعرض لعملية غسل دماغ. وأضاف "كنت أشعر في داخلي أنه تحت تأثير شخص ما. كنا والدين صالحين، لكنهم أخذوه منا".

وتم التعريف عن مهاجم آخر باسم "روحان امتياز" الذي درس أيضا في جامعة "موناك" في ماليزيا بعد إتمام دروسه في "سكولاستيكا" حيث تدرّس والدته، ووالده امتياز خان بابول مسؤول سابق في مكتب الحزب الحاكم "رابطة عوامي" في دكا وقد أبلغ في يناير/كانون الثاني عن اختفاء ابنه.

واحد فقط من المهاجمين الخمسة انتسب إلى مدرسة قرآنية، وهو ابن عامل يدعى خير الإسلام باييل.

ويرجع بعض المحللين تصاعد التطرف في جنوب آسيا، إلى خطب دعاة تخرجوا من مدارس قرآنية في السعودية، حيث تمثل هذه المدارس الفرصة الوحيدة لأبناء العائلات الفقيرة للحصول على تعليم.

لكن مباشر حسن، الخبير في الإسلام السياسي في جامعة "ليبرال آرتس" في دكا، يرى أن هذا تفسير خاطئ. ويقول إن "العديد من الحكومات والوكالات الأجنبية أنفقت الملايين لتحديث التعليم في المدارس القرآنية وإصلاحه. ما الذي سيصلحونه الآن؟ الجامعات الليبرالية والمدارس باللغة الإنكليزية التي تقتبس برامجها عن البرامج الغربية؟".

المساهمون