أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الاثنين، بأنّ منظمة الصحة العالمية تبذل جهوداً متواصلة لإجلاء من تبقّى من مرضى في مجمع ناصر الطبي الذي تحتلّه القوات الإسرائيلية منذ أيام.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة الذي يُعَدّ ثاني أكبر مستشفيات القطاع بعد مجمع الشفاء الطبي، يوم الخميس الماضي في 16 فبراير/ شباط الجاري، بعد أيام من محاصرته واستهدافه بقذائف الدبابات ورصاص القنّاصة، متسبّبةً في حالة من الفوضى والرعب، وسط الحرب المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت وزارة الصحة في غزة، في بيان، أنّ "قوات الاحتلال الاسرائيلي ما زالت تحوّل مجمع ناصر الطبي إلى ثكنة عسكرية وتعرّض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر".
أضافت الوزارة أنّ من تبقّى من أفراد الطواقم الطبية المرضى في مجمع ناصر الطبي هم "بلا كهرباء وبلا مياه وبلا طعام وبلا أكسجين وبلا قدرات علاجية للحالات الصعبة".
وأشارت الوزارة إلى أنّ جهود منظمة الصحة العالمية مستمرّة لإجلاء المرضى المتبقين ونقلهم إلى مستشفيات أخرى من أجل تلقّي العلاج. كذلك أكدت أنّ "الاحتلال الإسرائيلي ما زال يتعنّت" في ما يتعلق بـ"إدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى مجمع ناصر الطبي".
الخطر يهدّد المرضى المحتجزين في مجمع ناصر الطبي
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أفادت، في بيان نشرته أمس الأحد، بأنّ المرضى الذين يفتقرون إلى رعاية طبية ولا يستطيعون التحرّك "مكدّسون في غرف وممرّات المبنى القديم في مجمع ناصر الطبي، بعد اعتقال 70 من إدارة المجمع وطواقمه الطبية".
وحذّرت الوزارة من أنّ حياتهم معرّضة للخطر، لأنّ الاحتلال يرفض إجلاءهم حتى يتمكّنوا من تلقّي العلاج في منشآت أخرى. وشرحت أنّ "من بين هؤلاء المرضى سبعة في العناية المركّزة، وخمسة يتلقّون جلسات غسل كلى، وثلاثة أطفال في وحدة الحضانة، بالإضافة إلى حالات حروق وبتر وشلل الرباعي وولادة وغيرها".
وفي وقت لاحق من أمس الأحد، أعلنت وزارة الصحة في غزة أنّها تمكّنت من إجلاء 14 مريضاً من مجمع ناصر الطبي بجهود منظمة الصحة العالمية، موضحة أنّ من بين المرضى الذين اُخلوا خمسة يتلقّون جلسات غسل كلى وثلاثة في العناية المركّزة.
ومساء اليوم الاثنين، نشر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تدوينة على منصّة "إكس"، أرفقها بتسجيل فيديو عن عملية الإجلاء تلك التي شملت 14 مريضاً من المستشفى. كذلك بيّن غيبريسوس أنّ 180 مريضاً و15 طبيباً وممرّضاً ما زالوا عالقين في مجمع ناصر الطبي.
After two days of being denied entry into the Nasser Medical Complex in #Gaza, yesterday @WHO and partners were allowed to go inside to assess the patients. As a result, lifesaving medical referral of 14 critical patients was facilitated. Two patients needed continuous manual… pic.twitter.com/7iS65vG61y
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) February 19, 2024
ولفتت الوزارة، في هذا الإطار، إلى أنّ "الجهود مستمرّة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإجلاء المرضى كافة لإنقاذ حياتهم، بخاصة بعد توقّف المولدات الكهربائية ومحطات الأكسجين، بالإضافة إلى عدم توفّر الإمكانات الطبية والبشرية المطلوبة".
من جهته، كان المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أشرف القدرة قد صرّح، أمس الأحد، بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي أخرجت مجمع ناصر الطبي عن الخدمة كلياً، وحوّلته إلى "ثكنة عسكرية". أضاف أنّها اعتقلت مرضى وأفراداً من الطواقم الطبية في المستشفى واعتدت عليهم، وتسبّبت في مقتل ثمانية مرضى.
ويوم الخميس الماضي، اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي، وهو أكبر المنشآت الطبية وأهمها في جنوب قطاع غزة، بعد أن أجبرت آلاف النازحين على الخروج منه، وفقاً لإفادات شهود عيان ومصادر رسمية فلسطينية. وعلى الأثر، حذّرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من "التدمير" الذي يتعرّض له مجمّع ناصر الكبي على يد القوات الإسرائيلية فيما يواجه النازحون والمرضى والطاقم الطبي فيه "التصفية"، وناشدت المنظمات الدولية التدخّل سريعاً لحمايتهم.
(الأناضول، العربي الجديد)