وجّهت منظمة الصحة العالمية نداءً، اليوم الاثنين، لجمع 1.5 مليار دولار أميركي من أجل الاستجابة للاحتياجات الصحية لملايين الأشخاص الذين يعانون وسط عشرات الأزمات الإنسانية في كلّ أنحاء العالم، ولا سيّما في قطاع غزة والسودان وأوكرانيا.
وأثناء إطلاق منظمة الصحة العالمية نداءها بشأن الطوارئ الصحية لعام 2024 في جنيف، قال مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "نهدف إلى توصيل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى نحو 87 مليون شخص هذا العام".
أضاف المسؤول الأممي: "بهدف القيام بذلك، نحتاج إلى دعم يبلغ إجماليه 1.5 مليار دولار، ونحتاج إلى هذا التمويل في أقرب وقت ممكن وبأكبر قدر ممكن من المرونة"، مشيراً إلى أنّ "النهج القائم على ردود الفعل ليس كافياً". وعبّر عن أمله بألا تخيّب منظمة الصحة العالمية "آمال الأشخاص الذين نقدّم لهم الخدمات في الأماكن الأكثر هشاشة".
LIVE: Launch of the WHO’s Health Emergency Appeal 2024 with @DrTedros https://t.co/ONkokujbHP
— World Health Organization (WHO) (@WHO) January 15, 2024
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ نحو 300 مليون شخص حول الكوكب سوف يحتاجون إلى مساعدات إنسانية وحماية في عام 2024. وأوضح غيبريسوس أنّ من بين هؤلاء، سوف يحتاج نحو 166 مليون شخص إلى مساعدات صحية منقذة للحياة في كلّ أنحاء العالم.
وتابع غيبريسوس أنّ "في مستهل عام 2024، بدأت منظمة الصحة العالمية تستجيب لـ41 أزمة صحية، من بينها 15 أزمة من بين الأكثر خطورة". ونبّه إلى أنّ الأشخاص الذين يعيشون في مثل هذه الأزمات "يواجهون بداية مؤلمة لعام جديد بعد عام 2023 الذي كان في حدّ ذاته عام معاناة هائلة كان من الممكن تجنّبها".
وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أنّ "طفلاً واحداً من بين كلّ خمسة أطفال في العالم إمّا عاش في منطقة نزاع وإمّا نزح منها في عام 2023"، وهو أمر وصفه بـ"الصادم"، فيما عدّد الأزمات التي شهدها العالم في خلال العام الماضي، من بينها الحروب في قطاع غزة والسودان وأوكرانيا.
Shockingly, 1 in 5 children globally either lived in, or fled from, a conflict zone in 2023.@WHO's commitment has always been to do everything in our power to protect the lives and health of people.
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) January 15, 2024
To protect the most vulnerable in 2024, we need support totalling 1.5 billion… pic.twitter.com/MrTsqIzPcs
وذكّر المسؤول الأممي بتفاقم الأزمة المناخية، خصوصاً في عام 2023 الذي شهد أعلى درجات حرارة على الإطلاق مقترباً للمرّة الأولى على مدى عام كامل من السقف المنصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ (2015) والمحدّد بـ1.5 درجة مئوية من الاحترار المناخي.
وحذّر غيبريسوس من "آثار خطرة على الصحة" من جرّاء ذلك، بدءاً بـ"الجوع الكارثي" الناجم عن الجفاف في القرن الأفريقي، وصولاً إلى تفشّي الأمراض الفتاكة بسبب تغيّر أنماط المناخ.
ولفت غيبريسوس إلى أنّ نداءات التمويل لتوفير المساعدات الصحية في أماكن مختلفة تلقّت في عام 2023 ما متوسطه 12% فقط من الأموال المطلوبة. وإذ شدّد على أنّ "الوضع مفجع ويمكن تجنّبه"، دعا إلى "وجوب أن نتحرّك في عام 2024".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت في تمهيد لنداءها بشأن الطوارئ الصحية لعام 2024 بأنّ النزاعات وأزمة المناخ أثّرت على الرعاية الصحية وفاقمت التهديدات في كلّ أنحاء العالم، مبيّنةً أنّ خمسة من أقاليمها تعاني راهناً من نزاعات وأمن متردّ، وأشارت إلى الأوضاع البائسة في قطاع غزة والسودان وأوكرانيا.
ولأنّ الحصول على الخدمات الصحية قضية حياة أو موت بالنسبة إلى الذين يواجهون حالات الطوارئ، أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ نداء الطوارئ الصحية هذا سوف يدعمها في إطار الاستجابة لحالات الطوارئ الجارية والمستجدّة حول العالم. فمواصلة عملها الأساسي وحماية صحة السكان الأكثر ضعفاً تستوجبان دعم الجهات المانحة سريعاً، وكذلك دعم الشركاء.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)