تعرض متاجر لعلامات تجارية مهمة في العالم ملابس تشير إلى أنها مصنوعة من مواد أعيد تدويرها، فيعتقد كثيرون أنهم يخدمون البيئة عبر شرائها، لكن معظم مواد هذه المنتجات مصدرها عبوات بلاستيك لا تحمي كوكب الأرض.
تقول أورسكا ترنك من مجموعة "تشانجينغ ماركتس": "93 في المائة من المنسوجات المعاد تدويرها تأتي من عبوات بلاستيك، وليس من ملابس قديمة، أي من الوقود الأحفوري الأكثر تهديداً للكوكب".
تضيف: "يمكن إعادة تدوير العبوات البلاستيكية خمس أو ست مرات، لكن القميص المصنوع من بوليستر معاد تدويره لا يمكن إعادة تدويره مطلقاً".
وتوضح منظمة "تكستايل إكستشينج" غير الربحية أن غالبية البوليستر المعاد تدويره يُصنع من مادة "بولي إيثيلين تيريفثاليت" الموجودة في عبوات بلاستيك. وتشير إلى أن معظم مخلفات المنسوجات يجري التخلص منها أو حرقها في أوروبا، في حين يعاد تدوير أو استخدام 22 في المائة منها فقط، ويتحوّل معظمها إلى مواد عازلة أو تُستخدم لحشو مراتب أو كأقمشة تنظيف.
وتقول المفوضية الأوروبية إن "أقل من واحد في المائة من الأقمشة المستخدمة في إنتاج الملابس يعاد تدويرها وتحويلها إلى ملابس جديدة"، في حين تشرح شركة "لينزينغ" النمساوية التي تنتج أليافاً خشبية أن عملية إعادة تدوير المنسوجات أكثر تعقيداً من مواد أخرى مثل الزجاج والورق.
وتُعتبر الملابس المصنوعة من أكثر من نوعين من الألياف غير قابلة لإعادة التدوير، علماً أن الملابس التي يمكن إعادة تدويرها تُفرز بحسب اللون، ثم تزال السحّابات والأزرار والمسامير ومواد أخرى، وهذا الأمر مكلف، ويتطلب الاستعانة بعدد كبير من العمال، "لأن تكنولوجيا هذه العملية لا تزال "في مهدها".
ويقول جان باتيست سولتان من منظمة "كربون 4" غير الحكومية أن صنع البوليستر الذي تتضمنه الثياب يلوّث الماء والهواء والتربة، وأيضاً إعادة تدويره، لذا تطالب المجموعات البيئية قطاع النسيج بالتوقف عن إنتاج البوليستر بالكامل، رغم أنه يمثل أكثر من نصف إنتاجها.
وتنتهي نصف مخلفات المنسوجات التي تُجمع في أوروبا في أسواق أفريقيا للملابس المستعملة، أو ترمى في مطامر نفايات بالهواء الطلق. كما تذهب 41 في المائة من هذه المخلفات إلى آسيا، ومعظمها إلى مناطق اقتصادية مخصصة للفرز والمعالجة، لكنها تشتهر بأنها "خارجة عن القانون، ولا تلتزم بمعايير العمل المتدنية كما الحال في باكستان والهند".
وتقول الخبيرة في شؤون الاستهلاك في منظمة "غرينبيس"، بان هوبر: "ليست إعادة التدوير سوى خرافة في قطاع الملابس". ويقول سيليست غرييه من منظمة "كربون 4": "تتمثل المشكلة الأكبر في كمية الملابس التي تصنع". ويبقى الحل الأكثر بساطة بالنسبة إلى منظمة "غرينبيس" في شراء كميات أقل من الملابس.
(فرانس برس)