مقطع مصور يظهر وحشية المهربين تجاه اللاجئين الروهينغا في البحر

15 ديسمبر 2020
يحاول مئات اللاجئين الروهينغا سنوياً مغادرة مخيماتهم في بنغلاديش باتجاه ماليزيا (Getty)
+ الخط -

يظهر مقطع مصور، حصلت عليه وكالة فرانس برس، مهرباً بورمياً ينهال بالضرب بلا رحمة على ركاب سفينة مليئة باللاجئين الروهينغا، ما يعكس الوحشية التي يتعرض لها أفراد هذه الأقلية المسلمة خلال عملية تهريبهم.

في هذه المشاهد النادرة، التي صورها أحد المهربين بواسطة هاتف ذكي على سفينة أبحرت في شباط/فبراير من بنغلادش باتجاه ماليزيا، تظهر صفوف من المهاجرين النحيلين، جالسين وبينهم أطفال كثر مكدسين على متن الزورق والطوابق الخشبية السفلى.

وبحسب المقطع، يقع شجار يدفع خلاله أحد المهربين مهاجراً من هذه الأقلية المسلمة، التي يفر أفرادها من القمع في بورما حيث الغالبية بوذية، ويضربه بواسطة حبل، ويتسلح بعدها بما يبدو أنه سلسلة، وينهال بالضرب على مجموعة من الرجال عراة الصدور يحاولون الهروب إلى طابق آخر.

ويروي محمد عثمان (16 عاماً)، الذي كان على السفينة: "راحوا يضربوننا لأننا اشتكينا من الطعام المقدم إلينا"، ويوضح خلال مقابلة، في مخيم كوكس بازار للاجئين المترامي الأطراف على ساحل بنغلادش الجنوب الشرقي: "هاجمنا طاقم السفينة وضربنا فقط لأننا كنا نطالب بمزيد من الأرز والماء".

وقد استعان شخص يدعى إينامول حسن (19 عاماً)، كان جالساً بجواره على السفينة بهاتف سقط من مهرب خلال فراره، وصور الفيديو الذي يظهر الشابين وهما يحتميان بين اللاجئين الذين تعرضوا للضرب قبل أيام عدة من عودة سفينة الصيد من أعالي البحار، البالغ طولها 15 متراً، إلى بنغلادش في منتصف نيسان/إبريل وعلى متنها نحو 500 لاجئ.

ويقول هذان الشاهدان إن هذه المشاهد لا تمثل إلا لحظة قصيرة من أعمال العنف الكثيرة التي تعرض لها الركاب على متن السفينة. وقضى لاجئون جراء ضربات وجهها إليهم المهربون، خلال حوادث أخرى لم تصور، على ما يؤكد إينامول حسن "لقد أشبعونا ضرباً دونما رحمة ووجهوا الضربات إلى رؤوسنا مقتلعين الأذان ومحطمين الأيادي".

ويؤكد الشابان أن 46 شخصاً قضوا خلال الرحلة التي كلفت كل واحد منهم مبلغ ألفي دولار وكان يفترض أن تستمر أسبوعاً. وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق من مصدر مستقل من هذه الشهادات، إلا أن ناجياً ثالثاً أكدها.

"جحيم"

ويغادر سنوياً مئات الروهينغا مخيمات اللاجئين في بنغلادش القريبة من بورما، حيث شن الجيش ضدهم، قبل ثلاث سنوات، حملة قمع دامية وصفتها الأمم المتحدة بأنها "إبادة".

لكن خلال رحلتهم البائسة غالباً، نحو ماليزيا ذات الغالبية المسلمة حيث يأملون بإيجاد عمل، يلقى عدد منهم حتفه جراء الجوع والأمراض وسوء معاملة المهربين لهم.

وغالباً ما لا تبدي طواقم هذه السفن البورمية أي تعاطف مع الروهينغا، ويحاولون ابتزاز المال منهم على ما تظهر شهادات عدة، وقد قضى أكثر من 200 منهم في البحر خلال السنة الراهنة، على ما تفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وفي هذا المركب صمد الركاب فيما يؤكد إينامول حسن "كانت مسألة حياة أو موت".

ويروي قائلاً إن البعض كانوا يتوسلون للمهربين لإنزالهم إلى اليابسة، فيما كانوا يقتاتون على حفنة من الأرز وكمية صغيرة من الماء في اليوم، ويمضي قائلاً "إلا أن المهربين كانوا يقولون إن أي بلد لا يقبل باستقبالنا، ويؤكدون أنهم سيعمدون إلى قتلنا إذا استمرينا بالكلام".

ويضيف "وأدركنا أنه في حال استمر الوضع على هذا النحو فسنموت، كان علينا التحرك إذ كنا نعيش في ما يشبه الجحيم"، وهاجم الركاب عندها المهربين مهددين بـ"قتلهم" في حال لم ينزلوهم إلى اليابسة، وهدد الطاقم في المقابل بإضرام النار بالمركب، على ما يروي الشاب، وبعد أيام قليلة، ظهر مركب صغير استقله كل المهربين باستثناء اثنين منهم، ويقول حسن "بعد يومين على ذلك أعادانا إلى بنغلادش وفرا من بعدها".

(فرانس برس)

المساهمون