مقتل فتى سوري بعد تعرّضه للضرب في جنوب لبنان

21 يوليو 2022
كان خالد يبلغ من العمر 16 عاماً (العربي الجديد)
+ الخط -

قضى الفتى السوري خالد حمود الصالح، البالغ من العمر 16 عاماً، بعد تعرّضه لضرب مبرح في جنوب لبنان، على أثر خلافٍ بينه وبين فتى لبناني.

وبحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام (رسمية)، فقد وقعت الحادثة في محلة عين القنطرة في بلدة الصرفند، إذ تعرّض خالد للضرب من قبل أربعة مواطنين لبنانيين (أب وثلاثة من أولاده). وبعد ذلك توفي متأثراً بجروحه البليغة في مستشفى الراعي بقضاء صيدا.

وعمدت القوى الأمنية إلى توقيف المتورّطين، والتحقيقات جارية لمعرفة الملابسات.

يقول شقيق الضحية صالح حمود الصالح، في اتصال مع "العربي الجديد"، إنّ "شقيقي خالد يقطن مع شقيقي علي في الصرفند منذ نحو عامَين، وهو يعمل معه في الزراعة ومجالات أخرى من أجل تأمين لقمة العيش لأهلي. فنحن عائلة مؤلّفة من سبعة شبّان وأربع شابات".

ويضيف صالح أنّ "الخلاف وقع يوم الإثنين الماضي بين خالد وفتى لبناني من جيله حول درّاجة هوائية. وهذا الخلاف يشبه أيّ خلاف عادي بين الأطفال، غير أنّ والد الفتى وشقيقه الكبير انهالوا على خالد بالضرب المبرح على رأسه وراحوا يدوسون عليه بأرجلهم. وبعد نقله إلى المستشفى، اتّضحت إصابته بنزيف في الدماغ، ثمّ دخل في غيبوبة ليفارق الحياة في اليوم التالي".

ويلفت صالح إلى أنّ "آثار عصا وكرباج تبدو واضحة على جسمه، والصور والفيديوهات توثّق ذلك".

ويخبر صالح بأنّ جثمان خالد نُقل برفقة الوالدة إلى سورية، حيث ووري الثرى في بلدته جديدة العاصي بمحافظة حمص، بعدما عجزت العائلة عن تأمين مدفنٍ له في لبنان، ويتابع: "اقترضنا المال لنتمكّن من تسديد بدل ليلة واحدة في المستشفى، والمبلغ كان خيالياً، وقارب 46 مليون ليرة لبنانية (نحو 30 ألفاً و500 دولار أميركي بحسب سعر الصرف الرسمي، ونحو 1600 دولار بحسب سعر الصرف في السوق الموازية). ولم يقبلوا بحسم أيّ نسبة منه".

ويعبّر صالح، شقيق خالد الأكبر، عن ألمه العميق إزاء حجم المأساة والخسارة والقهر، ويقول: "أنا المسؤول عنهم بعد وفاة والدي، لكنّني أسعى بكل جهدي إلى إعالتهم وإعالة زوجتي وأولادي. فأنا أسكن في منطقة عكار (شمالي لبنان)، وأعمل بائع بوظة (مثلّجات) متجوّل". بالنسبة إليه: "للأسف، هربنا من الظلم في سورية إلى الظلم في لبنان". 

ويكمل صالح: "يتّهموننا بأنّنا نأكل أرزاق اللبنانيين، فلم نعد نجرؤ على العمل. يظلموننا فقط لأنّنا سوريون، وما من أحد يساندنا. ولعلّ حادثة وفاة شقيقي خير دليل. إنّه ظلم وإجحاف بحقّنا. ولا نطالب إلا بالعدالة وإظهار حقّ خالد وحقّنا، فينال المرتكبون العقاب. كذلك نناشد الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي إنصاف اللاجئين السوريين".

في سياق متصل، يقول رئيس "المركز اللبناني لحقوق الإنسان" وديع الأسمر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحادثة كما تبدو فرديّة، لذلك يجب أن تبقى من ضمن النطاق الفردي. ونحن ننبّه دائماً من تبعات الخطابات التحريضية والعنصرية الصادرة عن السياسيين اللبنانيين بحقّ اللاجئين السوريين، إن لجهة تحميلهم وزر الانهيار الاقتصادي، وإن لجهة استمرار الأزمة الراهنة في لبنان".

يضيف الأسمر أنّ "السياسيين يعدّون هذه الخطابات نقاشاً ورأياً سياسياً، لكنّنا وللأسف نلاحظ دائماً تأثيرها على أرض الواقع، إذ تُترجَم بتعرّض اللاجئين للضرب والإهانة. والمؤسف أنّ ثمّة لبنانيين يعدّون الاعتداء على اللاجئين السوريين حقّاً مباحاً لهم، من منطلق أنّهم موجودون في لبنان من دون وجه حقّ، وفق تصوّرهم".

ويشير الأسمر إلى أنّها "ليست المرّة الأولى التي يُعتدى فيها على لاجئين سوريّين. فخلال الانتخابات الرئاسية السورية الأخيرة، صدرت خطابات عنصرية من جهات سياسية عديدة في لبنان، فكان أن تعرّض على أثرها لاجئون لاعتداءات في أكثر من منطقة في العاصمة بيروت".

ويتابع الأسمر: "للأسف، بدلاً من أن يسعى السياسيون في لبنان إلى تهدئة الرأي العام، يصبّون الزيت على النار في محاولة للحصول على مكاسب سياسية، من خلال استغلال أزمة إنسانيّة ووطنيّة، كأزمة اللاجئين وغيرها".

المساهمون