06 ديسمبر 2023
+ الخط -

مع تزايد أعداد الشهداء بصفوف المدنيين في قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية، يشتكي أهالي القطاع من امتلاء المقابر بأعداد الشهداء، ما يضطرهم لدفن الموتى في مقابر جماعية لاستغلال المساحة قدر الإمكان.

"الأناضول" رصدت نفير عشرات من سكان مدينة دير البلح وسط القطاع لدفن نحو 50 شهيداً في مقبرة جماعية جوار مقبرة المدينة التي فقدت إمكانية مواراة أجساد الموتى فرادى لضيق مساحتها، علاوة على ازدياد أعداد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي، فصار العثور على شبر في مقابرها أمنية صعبة المنال.

في المكان المتبقي من مقبرة المدينة، يسعى شبان وشيوخ لوضع جثث الشهداء في صفوف متراصة لكسب المساحات قدر الإمكان.

مجازر الاحتلال لا تتوقف

وقال رئيس بلدية دير البلح وسط قطاع غزة دياب الجرو:" ندفن موتانا في مقابر جماعية، باتت مقابرنا لا تتسع للعدد الكبير من الشهداء"، مضيفاً أنّ "دير البلح منطقة ادعى الاحتلال (الإسرائيلي) أنها آمنة وقام بتوجيه الناس إليها لكن اليوم ترتكب فيها مجزرة، تقصف فيها البيوت فوق رؤوس ساكنيها".

وتابع: "منزل واحد لآل أبو مصبح ارتقى فيه ما يقرب من 50 شهيداً جلهم من النازحين الذين دُعيوا لأن يأتوا إلى دير البلح"، محذراً من أن "قطاع غزة يمر اليوم بكارثة حقيقية".

ودعا الجرو" كل المختصين والمعنيين والإعلاميين أن يبحثوا عن مرادفات ومفاهيم أعمق من مفهوم كلمات مثل الكارثة والمجزرة والجريمة والإبادة وغيرها لأننا تجاوزنا كل هذه المعاني وكل هذه المرادفات والمفاهيم"، واصفاً ما يحصل في قطاع غزة ودير البلح على وجه الخصوص بأنه" تجاوز كل هذه المفاهيم".

وتعيش دير البلح كبقية أماكن أخرى وسط وجنوب القطاع، محنة متضاعفة، جراء نزوح سكان من شمال القطاع إليها تحت أوامر السلطات الإسرائيلية باعتبارها أماكن آمنة، غير أنهم باتوا يواجهون في مناطق النزوح الجديدة، مسلسلاً آخر من القصف المستمر والموت المتزايد.

مقابر دير البلح لا تكفي

سعدي البركة، مسؤول مقبرة أنصار دير البلح، قال إن مقبرة البلدية لم يعد فيها مكان لاستيعاب مزيد من الموتى، وأنهم يجهزون مقبرة قديمة عمرها 40 سنة لدفن شهداء الحرب فيها، موضحا أن الشهداء الذين تم دفنهم في الآونة الأخيرة مدنيون جلهم من النساء والأطفال، ولا يوجد فيهم أي مقاتل من حركة حماس.

وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يقتل النساء ويكذب على شعبه بأنه يقتل عناصر في حماس"، داعياً لوقف الحرب وإحلال السلام.

الفرار بالنزوح من القصف إلى الموت

يحكي الفلسطيني عمر ناصر، من سكان دير البلح طرفاً من معاناة سكان المدينة من القصف الإسرائيلي المتكرر، قائلاً: "بالأمس كنا موجودين في دير البلح فسمعنا صوت قصف في شارع أبو حسني"، مضيفاً "وجدنا مجزرة ارتكبت بحق نازحين لا علاقة لهم بالمقاومة.. قالت لهم إسرائيل انزحوا من شمال غزة فتم استهدافهم بدير البلح. أطفال ونساء ما ذنبهم؟".

واعتبر أن استهداف نازحين عزّل "يدل على فشل قوات الاحتلال"، مضيفاً أن "غزة ستظل صامدة وستظل تضحي من أجل فلسطين والقدس. نحن مع المقاومة حتى آخر نقطة دم".

ومنذ مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري اشتدّت حدة القصف الإسرائيلي بعدة مناطق بقطاع غزة والمعارك مع فصائل المقاومة الفلسطينية مع انتهاء هدنة مؤقتة استمرت 7 أيام أُنجزت بوساطة قطرية مصرية أميركية، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

ويشن جييش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

(الأناضول)

المساهمون