معلمون سوريون يتطلعون إلى غد أفضل في عيدهم

17 مارس 2022
يأمل المدرّسون السوريون غداً أفضل لهم ولتلاميذهم (Getty)
+ الخط -

يحتفل المدرّسون السوريون بعيدهم، لكن وسط ظروف صعبة وضغوطات كبيرة وآمال بغد أفضل بالنسبة إليهم وإلى تلاميذهم هذا العام، علماً أنّ عيد المعلّم في سورية يصادف يوم الخميس الثالث من شهر مارس/ آذار، وهذا العام حلّ في الـ 17 منه.

يقول المدرّس سقراط حسن (30 عاماً) لـ"العربي الجديد": "عيد المعلّم منذ بداية إقراره كان ذا طابع رمزي، ويُصار في خلاله إلى تكريم المدرّسين من قبل تلاميذهم ببطاقات معايدة مزركشة وملوّنة تتضمّن كلمات جميلة يعبّر فيها التلاميذ عن امتنانهم لمعلّميهم. وفي بعض الأحيان، يقدّم هؤلاء التلاميذ هدايا من قبيل أقلام أو كتب علمية أو أدبية".

ويلفت حسن إلى أنّ العيد يقتصر على ذلك، "فمن جهة المسؤولين لم تُتّخذ أيّ خطوات عملية مثل زيادة الرواتب أو مكافآت مالية من شأنها أن تحسّن ظروف المدرّسين المعيشية، علماً أنّ المدرّس يُضطر في أحيان كثيرة إلى ممارسة عمل إضافي آخر أو إعطاء دروس خصوصية، لتلبية احتياجات أسرته المتزايدة، الأمر الذي يشكّل جهداً إضافياً".

من جهتها، تحكي بهار محمد (41 عاماً)، وهي مدرّسة لغة إنكليزية في شمال شرق سورية لـ"العربي الجديد" عن الواقع، موضحة أنّ "90 في المائة من المدارس التابعة لتربية النظام السوري أغلقت أبوابها بعد سيطرة الإدارة الذاتية الكردية عليها، التي اتّخذت منهاجاً غير حكومي واعتمدت اللغة الكردية في التدريس، واستبعدت مدرّسي النظام، وأتت بمدرّسين من خارج مديرية التربية، وهم بمعظمهم لا يمتلكون المؤهلات العلمية أو التربوية المناسبة، ولا يمتلكون حتى شهادات جامعية، ومع ذلك رواتبهم أعلى من الرواتب التي يمنحها النظام".

تضيف محمد: "صرنا في نطاق ما يُسمّى البطالة المقنّعة، إذ لا يتجاوز الراتب 30 دولاراً شهرياً. ونحن نتعرّض لابتزاز من قبل الإدارة على الرغم من عدم وجود عملية تربوية لكون المدارس مغلقة بمعظمها، فنضطر إلى الحضور والتوقيع في المجمعات التربوية لنثبت ذلك".

في سياق متّصل، لا يخفي الموجّه التربوي أحمد إبراهيم، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنّ "مدرّسين كثيرين صاروا خارج العملية التربوية في عيدهم هذا العام، نظراً إلى إغلاق المدارس، كذلك فقد المعلّم مكانته الاجتماعية والمعنوية، ومعظم المدرّسين يعملون في مهن أخرى لتلبية متطلّبات معيشتهم".

أمّا فوزي اليونس، المدرّس المقيم في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقيّ سورية، فيشير لـ"العربي الجديد" إلى "عدم وجود تقدير حقيقي للمدرّس في سورية، منذ عقود. منذ ما قبل الثورة لم يكن من اهتمام به".

ويضيف: "نحن نتعب ونتابع التلاميذ ونخرّج أجيالاً، لكنّ أحداً لا ينظر إلى ما نقدّمه نظرة شكر أو تقدير. وعندما يموت المدرّس، تُذكر مناقبه فقط"، آملاً "في هذا العيد أن يعود التلاميذ إلى مدارسهم، وأن ينال المدرّسون حقوقهم وتقديرهم الحقيقي، إذ هم بناة المجتمع".

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة تربية النظام السوري أقرّت عيد المعلّم يوم عطلة رسمية، وهو يشمل المدرّسين في المدارس الخاصة والرسمية والإدارات الفرعية في المحافظات والمعاهد التابعة لها والمؤسسة العامة للطباعة. كذلك، تشمل العطلة الجامعات والمعاهد ومجمّع اللغة العربية.

المساهمون