تسعى منظمات إنسانية تعمل في مناطق شمال غرب سورية إلى دعم المشاريع الصغيرة في المنطقة، بهدف الحد من اعتماد العائلات على المساعدات الإنسانية، والسعي إلى الإنتاج وتأمين دخل يضمن لها الاستقرار والحياة الكريمة.
وتساهم هذه المشاريع في الحدّ من البطالة التي تنتشر في المنطقة المكتظة بالنازحين، وتنتشر فيها المخيمات على طول الشريط الحدودي مع تركيا. وتجاوزت أعداد النازحين المليون ونصف المليون نسمة.
ومن بين المنظمات الداعمة لمشاريع مماثلة منظمة "الناس في حاجة"، والتي افتتحت معرضاً يوم أمس الإثنين ويستمر يومين لعرض المنتجات التي نفذت في إطار مشاريع دعم الأعمال في منطقة أطمة بريف إدلب الشمالي الغربي. ومن المستفيدين من مشروع الدعم ياسر ابراهيم العبد لله، وهو نازح من محافظة درعا جنوب سورية. ويقول لـ "العربي الجديد": "استفدت من مشاريع المنح الصغيرة. لم أتمكن من متابعة دراستي بسبب النزوح والتهجير. ثم هجّرنا إلى الشمال السوري وحصلنا على دعم المنظمة التي ساهمت بنهوض مشروعنا الإلكتروني (نظام التحكم المنزلي الكامل، ونظام حماية السيارة من السرقة، وتتبع للسيارة وتحديد موقعها)".
بدورها، تقول أمون مصطفى رمضان، وهي إحدى المستفيدات من المشروع، لـ"العربي الجديد": "كانت حالتي تحت الصفر. لكن بسبب إتقاني إعداد الألبان والأجبان، أطلقت مشروعي بفعل دعم المنظمة وصرت قادرة على إعالة عائلتي".
من جهته، يقول قائد فريق مشروع سبل العيش في منظمة "الناس في حاجة" لـ"العربي الجديد" إن هذه المنظمة كانت من الأوائل التي عملت في الشمال السوري منذ عام 2012 في مجالات مختلفة منها التعليم والحماية وتأمين فرص العمل للعاطلين عن العمل، فكان مشروعنا هذا تكريساً لتلك الجهود، وقد دعمنا 630 شخصاً في 13 موقعاً بريف حلب الغربي وحده، بمنحة مالية بقيمة 700 دولار لإنشاء مشاريع جديدة توفر دخلاً مناسباً للأسر الضعيفة في تلك المناطق".
يضيف: "حصل هؤلاء على الدعم على مراحل وتم تأهيلهم وتدريبهم على إدارة المشاريع ليتمكنوا لاحقاً من إدارة مشاريعهم والنجاح في تلك المشاريع. بناء على ذلك وفي نهاية المشروع، أقمنا معارض ترويجية من أجل إظهار ثمرة تلك المشاريع وإبراز منتجاتهم في السوق المحلية. وتمت دعوة تجار محليين ومنظمات عاملة على الأرض لربط هؤلاء المستفيدين بالسوق المحلية وتفعيل عملهم وإتاحة الفرصة أمامهم أكثر للترويج لمنتجاتهم لاحقاً".