معتمرون فلسطينيون يتهمون الأمن المصري بسرقة حقائبهم

06 ابريل 2022
يضطر الراغبون في أداء العمرة إلى دفع مبالغ كبيرة (فرانس برس)
+ الخط -

سادت حالة من الغضب في صالة المسافرين في معبر رفح البري الذي يصل بين مصر وقطاع غزة، نتيجة تأخرهم في الوصول والتضييق عليهم عند حواجز الجيش المصري، على الرغم من التنسيق المسبق على غرار ما حدث مع الفوج الأول قبل أسبوع. إلا أن صدمة المعتمرين كانت في إبلاغهم بتأخر وصول شاحنة الأمتعة والحقائب الخاصة بهم. وأفادهم الأمن المصري في نهاية المطاف بأن حريقاً شب في الشاحنة التي تنقل حقائبهم على الطريق الدولي شمال سيناء.

وتواصل "العربي الجديد" مع عدد من المعتمرين الذين أفادوا بأنه لم يتم التعامل معهم باحترام منذ دخولهم سيناء. كما تعرض المسافرون لتفتيش دقيق، على الرغم من أن الحافلات تحركت من مطار القاهرة بعد تفتيش دقيق لكل الحقائب والأمتعة والمسافرين الذين صعدوا على حافلات لا تفتح أبوابها سوى لحواجز الجيش وعند الوصول إلى المعبر فقط. وأشاروا إلى أنهم لم يجدوا ما يأكلونه على الطريق، على الرغم من طلبهم من قوات الجيش توفير المياه على الأقل من أجل الإفطار. إلا أنهم تناولوا الطعام في الجانب الفلسطيني فجر اليوم الأربعاء، بعدما قضوا يوماً كاملاً على الطريق من مطار القاهرة إلى قطاع غزة.

ويقول أحد المعتمرين لـ "العربي الجديد": "انتظرنا وصول حقائبنا طويلاً في صالة معبر رفح. إلا أن الحقائب تأخرت ساعات، الأمر الذي أغضب المعتمرين من دون أي إجابات من أمن المعبر بحجة أن لا علاقة له بالحقائب خارج أسوار المعبر. وكثرت التكهنات والإشاعات، من بينها أن الحقائب تأخرت في الطريق بسبب عطل أصاب الشاحنة التي تحمل الحقائب، أو أن الحقائب تخضع للتفتيش في مقر أمني في مدينة العريش، ما دفع المعتمرين للاتجاه إلى قطاع غزة وقت السحور وصلاة الفجر، من دون أن تصل الحقائب".

يضيف أن "إدارة المعبر المصري سمحت لهم بدخول غزة من دون حقائب. وفي حال وصولها، سيتم تفتيشها وإرسالها إلى الجانب الفلسطيني، إلا أن المفاجأة كانت بإبلاغ الجانب الفلسطيني أن حريقاً شب في الشاحنة التي تنقل الحقائب أثناء سيرها في منطقة سبيكة، أي قبل دخولها حدود مدينة العريش، ما أصاب المعتمرين بالصدمة والغضب، وخصوصاً أنهم جلبوا معهم أمتعة ثمينة وهدايا من السعودية". ويقول: "يدفع المعتمر الفلسطيني 520 دولاراً، أي ما يفوق 9 آلاف جنيه مصري في مقابل عودتنا عبر مصر، على الرغم من أنه من واجب الدولة حماية الوافدين إليها". ويشير إلى أنه "لم يكن يتوجب عليهم دفع هذا المبلغ قبل سنوات. إلا أن المال في الوقت الحالي يذهب لجيوب شركات تابعة لجهاز المخابرات العامة المصرية من دون أي سند حكومي رسمي في مقابل هذا المبلغ، ومن دون أي مسوغ قانوني يفيد بدفع المسافرين في مصر مبلغاً مالياً في مقابل حمايتهم وتأمينهم".

ويشير المعتمر إلى وجود اعتقاد سائد لدى المعتمرين بأن الحقائب سرقت من قبل طرف ما، قد يكون حكومياً أو غير حكومي، إذ رأوا على الطريق سيارات لمسلحين مدنيين ينتشرون بكثافة، في إشارة إلى مسلحي القبائل الذين قدموا من كل المحافظات المصرية بهدف ملاحقة تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مدينتي رفح والشيخ زويد وبئر العبد القريبة من مكان فقدان الحقائب والإعلان عن احتراقها بشكل كامل.

إلى ذلك، يقول مصدر مصري في معبر رفح البري لـ "العربي الجديد" إنه ثمة تضارب في المعلومات حول مصير شاحنة الحقائب. وفقاً لإدارة المعبر، كانت الإشارات الواردة تفيد بتحرك الشاحنة بكل سهولة ويسر نحو المعبر، إلا أنه تم تفتيشها عبر بعض الحواجز المنتشرة على طريق العريش ــ القنطرة الدولي أكثر من مرة. وفجر اليوم، أبلغت الإدارة بوقوع حريق بالشاحنة أدى إلى احتراق كل الحقائب بشكل كامل، من دون أي معلومات إضافية حول الحادثة.

وتعقيباً على ذلك، قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إن المشكلة تتمثل في تأخر وصولهم إلى قطاع غزة أمس الثلاثاء بسبب عدم وصول شاحنة الأمتعة مع الحافلات التي تقل المعتمرين في الموعد المحدد، ما أدى إلى مكوث المعتمرين ساعات لدى الجانب المصري. وتواصلت الوزارة مع دائرة التنسيق في معبر رفح والجانب المصري للاستفسار عن سبب تأخر وصول الحقائب في موعدها. وتشير إلى أنه تم إبلاغهم رسمياً من الجانب المصري بأنه لدى وصول شاحنة الحقائب منطقة سبيكة بالعريش شب حريق فيها نتيجة ماس كهربائي، ما أدى إلى احتراقها بالكامل. 

وتُطالب الوزارة الجانب المصري بالتحقيق في الأمر للوقوف على حيثيات الحادث، وتحديداً الأطراف ذات الصلة وهما شركتا "لاكي تورز" و"جو باص" المسؤولتان عن تأمين نقل المعتمرين وأمتعتهم في الأراضي المصرية، والخطوط الجوية الفلسطينية، وشركات الحج والعمرة للوقوف على الحيثيات، وتحميل كل طرف مسؤوليته تجاه هذا الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

يشار إلى أن مصر منعت الراغبين في أداء العمرة من قطاع غزة من عبور عبر معبر رفح لسنوات طويلة بعد عام 2013. وحين سمحت بذلك، ارتفعت كلفة العمرة إلى الضعف، في ظل دفع مبالغ مالية لأطراف مصرية في مقابل تأمين المعتمرين وتسهيل سفرهم. 

المساهمون