معتقلو "العقرب" يحتفلون بـ"موكب" نقل الغلايات للزنازين... الأحياء أبقى من المومياوات

04 ابريل 2021
المعتقلان المصريان محمد الباقر وعلاء عبد الفتاح محتجزان في سجن العقرب (تويتر)
+ الخط -

في حين يحتفل مصريون بموكب نقل بعض المومياوات من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة بمنطقة الفسطاط في حي مصر القديمة، كان مصريون آخرون يحتفلون بنقل "غلايات المياه" إلى عنابر "سجن العقرب 2" شديد الحراسة.

وكتبت نعمة هشام، زوجة الحقوقي البارز المعتقل محمد الباقر، عبر موقع "فيسبوك"، أن زوجها سيتاح له حساء ساخن، وشاي وقهوة وقتما يشاء، وسيستحم بماء دافئ بعد انقضاء فصل الشتاء قارس البرودة. "الخبر الأهم من موكب المومياوات أن (غلاية المياه) توزع في سجن العقرب 2 شديد الحراسة. باقر بعد سنة ونصف حبس عنده ( كاتيل) أخيرًا".

فرحة دخول غلايات المياه طرقت باب أسرة الناشط البارز، علاء عبد الفتاح، والتي تقدمت بكثير من البلاغات للنائب العام المصري، بسبب الانتهاكات التي تمارَس ضده في داخل السجن، ومن بينها حرمانه من المياه الساخنة، وكثير من الحقوق المنصوص عليها في لائحة السجون المصرية.

وطبعاً الخبر الأهم من موكب المومياوات .. أن الكتيل (غلاية المياه) اتوزع في سجن العقرب ٢ .. شديد الحراسة ٢ 💃🏽💃🏽💃🏽💃🏽 باقر...

Posted by Neama Hisham on Sunday, 4 April 2021

وكتبت منى سيف، شقيقة علاء: "خبر الموسم: سمحوا بدخول غلاية مياه لسجن شديد الحراسة 2. وزعوها عليهم بنفسهم. عندهم طريقة تسخين مياه، ومشروبات ساخنة. حياتنا العجيبة على مقياس مجمع سجون طرة".

وبشكل عام، فإن الأوضاع الصحية في السجون المصرية سيئة للغاية، والمسجونون لا يتلقون الرعاية الصحية اللازمة، لا سيما المرضى بأمراض مزمنة. وتتخوف منظمات حقوقية، محلية ودولية، من انتشار وباء كورونا في السجون، وهو ما قد يؤدي إلى كارثة.

في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وثّقت منظمة العفو الدولية، تعرّض سجناء الرأي وغيرهم من المحتجزين بدواعٍ سياسية للتعذيب ولظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، وحرمانهم عمداً من الرعاية الصحية، عقاباً لهم على معارضتهم. ووصف محتجزون سابقون كيف يتم حبسهم في زنازين مكتظَّة تفتقر إلى التهوية، وتتسم بتدني مستوى النظافة، بينما يحرمهم الحراس من الأغطية والملابس الكافية، ومن الطعام الكافي، ومن أدوات النظافة الشخصية، ومن التريُّض في الهواء الطلق. وهناك عشرات السجناء محرومون حالياً من الزيارات العائلية.

ومن بين الأعمال الانتقامية ضد السجناء احتجازهم لفترات طويلة رهن الحبس الانفرادي، حيث يظلون داخل زنزانة لأكثر من 22 ساعة يومياً؛ وحرمانهم من الزيارات العائلية لفترات وصلت أحياناً إلى أربع سنوات؛ وحرمانهم من تلقي الأطعمة، وغيرها من الأساسيات، من الأهالي.

و"سجن العقرب" يُعرف بـ"غوانتنامو مصر"، ويقع ضمن مجموعة سجون طرة جنوبي القاهرة، وهو محاط بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية، ووضع حجر الأساس للسجن في عام 1991، ليتم تشييده خلال عامين، ويضم 320 زنزانة مقسمة على أربعة عنابر أفقية، كل عنبر ينفصل بشكل كامل عن باقي السجن بمجرد غلق بوابته الخارجية، فلا يتمكن المعتقلون من التواصل عبر الزنازين، كما يفعل المساجين في السجون العادية.
ومات العشرات في سجن العقرب، ومنهم محمد السعيد، المتهم في قضية أنصار بيت المقدس، الذي توفي في زنزانته في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2015، نتيجة الإهمال الطبي، وسبقه القيادي في جماعة الإخوان المسلمين فريد إسماعيل، ورئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة، والقياديان السابقان في جماعة الجهاد الإسلامي، مرجان سالم ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان عماد حسن.

المساهمون