معتصم رمضان.. عندما سرقت الكهرباء ثلاثة من أطراف طفل سوري

31 اغسطس 2022
ما زالت الابتسامة ترافق معتصم على الرغم من فقدانه ثلاثة من أطرافه (عامر السيد علي)
+ الخط -

يعيش الطفل السوري معتصم رمضان البالغ من العمر ثمانية أعوام في قرية العرشاني الجبلية الصغيرة إلى غرب مدينة إدلب، شمال غربي سورية، ويتنقّل في طرقاتها الوعرة بساقه اليسرى فقط بعد أن فقد الأخرى بالإضافة إلى طرفَيه العلويَّين نتيجة صعقة كهربائية تعرّض لها في شهر فبراير/شباط الماضي.

وقد أدّى القصف والأعمال العسكرية المختلفة إلى تضرّر شبكات الكهرباء في منطقة إدلب، فقُطعت خطوط نقل التيار فيها، من بينها كابل التوتر العالي الذي يمرّ بالقرب من قرية العرشاني حيث يسكن معتصم وعائلته.

الصورة
الطفل السوري معتصم رمضان الذي فقد 3 أطراف في إدلب 2 (عامر السيد علي)
يحاول معتصم التعايش مع وضعه المستجدّ (عامر السيد علي)

في يوم الحادثة، تغيّب معتصم عن المدرسة بحسب ما يخبر "العربي الجديد"، من دون أن يخفي أنّ سبب ذلك هو عدم تحضيره فرض اللغة الإنكليزية. يضيف: "ثمّ ذهبت لأرعى الماشية في الوادي المجاور. هناك لمست كابل كهرباء على الأرض". وكان هذا آخر ما يتذكّره معتصم، قبل أن يصحو ويكتشف وضعه المستجدّ.

والحياة في سورية قاسية جداً على الأفراد الأصحّاء، فكيف الحال بالنسبة إلى من فقد ثلاثة من أطرافه كما هذا الصغير. ويقول: "لا أستطيع القيام بأيّ شيء من دون مساعدة عائلتي؛ لا الأكل ولا الشرب ولا الكتابة". هو كذلك حُرم من السباحة هوايته المفضّلة.

الصورة
الطفل السوري معتصم رمضان الذي فقد 3 أطراف في إدلب 3 (عامر السيد علي)
الصغير غير قادر اليوم على تدبّر أموره من دون مساعدة (عامر السيد علي)

من جهته، يقول والد معتصم، حسن رمضان، لـ"العربي الجديد" إنّه "بسبب الحرب في سورية وإهمال شركة الكهرباء، صُعِق طفلي وقُذِف في الهواء ليسقط على بُعد أمتار". على الفور، نقل الوالد ابنه إلى مستشفى تركي، "ولم أصدّق أنّه سوف يعود إلى الحياة، بعدما رأيت حاله عند الإصابة".

لا يخفي الوالد شعوره بـ"الأسى" إذ إنّ صغيره "مختلف عن سواه من الأطفال، خصوصاً أنّ الأحوال عسيرة ولا أستطيع تلبية كلّ احتياجاته". ويتابع: "أنا قلق"، فهو لا يعلم كيف سيتمكّن من "تأمين الأطراف الصناعية عندما يحين وقت ذلك بعد التئام جروحه تماماً".

المساهمون